وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 19 نوفمبر - 2024
austin_tice

الكرد... الحاضر الغائب في جنيف3

<p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">باز بكاري (قاسيون) - مرحلة المخاض لولادة جنيف3 كانت عسيرة جداً رغم كل التحضيرات ومحاولات تهيئة البيئة المناسبة لعقد هذا المؤتمر، من طرف المتورطين في مغامرة الحرب السورية، فالكل كان يحرص على عقد هذه الاجتماعات بأي شكل كان، بعد خمس سنوات، أصبحت فيها سوريا ساحة حرب عالمية، وحلبة لكسر العظم بين القوى المتنافسة على قيادة العالم، عكس ما حلم به السوريون.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">لعل أسهل مهمة للمبعوث الدولي ستيفان دي مستورا، هي إقناع النظام بالحضور إلى جنيف، وتشكيل وفد مفاوض، فالنظام كتلة موحدة، متفقة فيما بينه، و لا مشكلة لديه في حضور أي اجتماع دولي يخص الوطن المدمر، فمن جهة آلة تدميره بدعم ممن يسانده مستمرة في قصف المدن والبلدات السورية، و من جهة أخرى لديه &laquo;فورم&raquo; ثابت في أي محفل يحضره، هي الشخصيات ذاتها، والكلام والحجج ذاتها لتبرير بقاء السلطة في يده.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">لكن المهمة الأصعب كانت تشكيل وفد معارض ليتفاوض بالنيابة عن كل من قال لا للنظام، رغم اختلاف أسباب الـ(لا) من قوة معارضة لأخرى، وكان الأمر يستلزم عقد مؤتمر الرياض، بين القوى المعارضة أو ما تيسر منها لتشكيل ذاك الوفد، والذي بالتأكيد لم يلق الترحيب من الجميع، وسرعان ما تعالت الأصوات الرافضة للشخصيات والقوى المشاركة فيه.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">حالة التشرذم التي تطبعت بها المعارضة، أضحت محل تذمر من الشعب السوري، حتى بدا للسوريين أشكال وألوان من المعارضات، بتسمياتها المتنوعة بين الخارج والداخل، والأخرى الأكثر سخرية ما تسمى &laquo;بين البينين&raquo;. </span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">الشعب الكردي، من مكونات المجتمع السوري، وذو الغالبية المعارضة لنظام &laquo;حزب البعث&raquo; الذي يترأسه &laquo;بشار الأسد&raquo;، كان لهم نصيب مما أصاب المعارضة من أمراض، فانقسمت القوى الكردية حول أهمية المشاركة في اجتماعات جنيف3 من عدمها، وآلية المشاركة فيها.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL">&nbsp;</p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">لا يوجد تمثيل للكرد في جنيف3</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">الصحفي &laquo;مجيد محمد&raquo; في قراءته للحالة اعتبر: &laquo;ليس هناك أي تمثيل للكرد في المحادثات، هناك تمثيل لأحزاب سياسية ضمن إطار المجلس الوطني الكردي كجزء من الائتلاف، وهم مشاركون بشكل ثانوي، إذ أن المحادثات تدور حول إنهاء النزاع في سوريا، وليس لبحث الحالة الكردية؛ أو الحقوق المشروعة للشعب الكردي، وهاتان مسألتان مختلفتان. لذلك لا جدوى من حضور ممثلين عن المجلس الكردي الذي لا يملك أدنى قوة تمنحه القدرة على تطبيق أيّة مخرجات من المحادثات على الأرض، في حين أن الطرف المسيطر على المناطق الكردية، والذي يملك القدرة على تغيير المعادلة السياسية في المحادثات مستبعد تماماً، وهذه أيضاً تُسجل في خانة الإخفاقات المستمرة للمعارضة، إذ أنها بهذا الاستبعاد لحزب الاتحاد الديمقراطي تفقد المزيد من الفعالية على الأرض، لما يملكه الحزب من وزن محلي؛ ودولي كشريك فاعل للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب، وهو من البنود العريضة لمحادثات جنيف.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">وتعليقاً على جدوى محادثات &quot;جنيف3&quot; في إيجاد حل للصراع الدائر في سوريا من عدمها قال: &laquo;لا أعتقد أن محادثات جنيف ستفضي إلى حل جذري وسريع للأزمة السورية، غير أن المحادثات قد تفضي إلى تفاهم بين المعارضة والنظام،وبرعاية القوى الدولية، التي مهمتها البدء بخطوات وإجراءات تتعلق ببناء الثقة وتهيئة الأجواء لبدء عملية تفاوض شاملة وفق بيان جنيف1 ومتوافقة مع مخرجات اجتماع فيينا2.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">إنهاء النزاع في سوريا، يحتاج إلى عملية سياسية واسعة، وتحضيرات جدّية من الطرفين، وهذا غير متوفر الآن، خاصة مع الإشكالات التي رافقت عقد المحادثات في جنيف 3، وهذه بداية متعثرة للمسار السياسي. إضافة إلى أمور إجرائية تتعلق بماهية الوفد المعارض ومشروعه السياسي- الضبابي- لسوريا ما بعد النظام، لأن وجود فصائل إسلامية جهادية وسلفية ضمن الوفد يمنح مساحة كبيرة للنظام من أجل المناورة وكسب المزيد من الوقت، إلى جانب انعدام قدرة الوفد المعارض على تطبيق مخرجات المحادثات على الأرض على عكس القدرة التي يتمتع بها النظام.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL">&nbsp;</p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">مشاركة خجولة ولكن أفضل من &laquo;بلاه&raquo;</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">علي بكاري عضو المكتب السياسي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي، علق على مشاركة المجلس الكردي في جنيف3 بالقول: &laquo;إن مشاركة المجلس الوطني الكردي بـ(جنيف3) بثلاث أعضاء مفاوضين، وإن كان ضمن وفد الائتلاف، هو تمثيل لمكون أساسي من مكونات الشعب السور ي، و يعتبر أمراً جيداً،&nbsp; خاصة بعد أن حملوا معهم تواقيع 625400 مواطن كردي من أبناء الشعب الكردي في كردستان سوريا وهو بمثابة استفتاء حقيقي، وإن كان لا يرتقي&nbsp; لتطلعات شعبنا الكردي ،المتمثل بمجلسه الوطني الكردي، الذي بذل المزيد من الجهود ليتمثل بوفد خاص،&nbsp; لكن يبقى التمثيل ولو ضمن وفد المعارضة أفضل من المقاطعة، والتغيب عن مثل مؤتمرات دولية ومصيرية من هذا القبيل&raquo;.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL">&nbsp;</p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">سيبقى الحل ناقصاً</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">إبراهيم إبراهيم عضو مجلس إدارة حزب الإتحاد الديمقراطي (<span dir="LTR">PYD</span>( في أوربا والمسؤول في المركز الإعلامي في أوربا، اعتبر عدم مشاركة حزبه في المفاوضات &laquo;إفراغاً&raquo; لها من محتواها قائلاً: &laquo;الشعب الكردي جزء في روج آفا أو غربي كردستان جزء من المجتمع السوري المتعدد الأعراق، لا بل يعتبر القومية الثانية في البلاد ومن أكثر المكونات التي اضطهدت وحرمت من أبسط حقوقها عبر عقود، لذلك عندما بدأت الثورة عقد الكثير من الآمال عليها، وكان فعلا من أصدق ما يكون مع قيم الثورة من الحرية والديمقراطية والتعددية في سورية، بعد حكم&nbsp; حزب البعث العربي الاشتراكي العنصري بكل معنى الكلمة، والتزم الثورة السلمية رغم محاولات المراهقين السياسيين والثوريين وما يزال، ولأنه كذلك دافع عن الثورة وقيمها لكن كما تقتضي مصلحة سورية والسوريين، وليس كما تتطلب مصالح بعض القوى الإقليمية، وقدم الكثير من الضحايا لذلك بقي قويا ومتماسكا حيال الهجمات الإرهابية حتى أصبح قوة لم يعد لأحد تجاوزها، ومن هنا الحتمية الوطنية؛ والديمقراطية؛ والثورية، تقتضي مشاركتنا في حل للقضية السورية، وإلا سيبقى الحل ناقصا لا بل فارغا من أي معنى، فضلا عن أننا لن نلتزم بأي حل نحن خارجه.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">وقال إبراهيم، معلقاً على مشاركة المجلس الكردي: &laquo;أما بالنسبة للمجلس الوطني الكردي فهو أصلا ليس لديه مشروع لا على الصعيد الوطني؛ ولا&nbsp; القومي..!! هو جزء من جسم سياسين، أقصد هنا الائتلاف الوطني السوري، يعادي الكُرد في حقوقه منذ عقود، والغالبية منه بعثيين، وما زاد المسخ في شخصيتهم السياسية، ارتمائهم في حضن العدو؛ أو أعداء للشعب الكردي كالدولة التركية وقطر والسعودية حتى باتوا فعلا جزء من أدوات الحرب علينا في روج آفا. المجلس هو اسم فقط!! لا وجود له على الأرض، فقط هي مجموعة من الفراغ الفكري والسياسي لا أكثر&raquo;.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL">&nbsp;</p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">الانقسام السياسي سبب هشاشة في التمثيل</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">وأكد حسين عمر الكاتب والصحفي الكردي على ضرورة الحضور الكردي في محافل كهذه معتبراً: &laquo;لا شكّ أن الحضور الكوردي في أي محفل؛ أو اجتماع يتناول الشأن السوري أمر ضروري حتى يكون لهم صوتهم ورأيهم ودورهم في ما يتعلّق بمستقبل سوريا. ومؤتمر جنيف3، يُعدّ محطّة هامّة ورئيسة في مسار البحث عن حلّ للأزمة السورية، لأنّه يأتي في إطار مسار فيينا الذي يمثّل توافقاً دولياً وإقليمياً على البدء بخطوات حلّ الأزمة السورية. وهذا المسار يتضمّن مراحل ومحطّات متعاقبة ستنتهي بصياغة شكل ومضمون الدولة السورية الجديدة.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">وعن التمثيل الكردي في جنيف3 تحدث &laquo;عمر&raquo; لوكالة قاسيون قائلاً: &laquo;بشأن التمثيل الكوردي في المؤتمر، فلا شكّ أنّه منقوص ولا يرتقي إلى مستوى طموح الشعب الكوردي لأنّه انعكاسٌ لواقع الانقسام السياسي العميق في صفوف الجسم السياسي الكوردي، وتعبيرٌ عن فشل هذا الجسم في تحقيق وحدته وتماسكه. إنّه التمثيل الممكن في ظلّ ظروف الانقسام الذي أشرنا إليه. إنّ التصريحات الصادرة عن وفدي النظام والمعارضة تؤكّد مرّة أخرى على ضرورة مراجعة جدّية لتناول الحركة الكوردية في سوريا للشأن السياسي في سوريا عموماً وللشأن الكوردي خصوصاً، وفي مقدّمتها معالجة واقع الانقسام السياسي هذا الذي يُلحق أفدح الأضرار بالقضية الكوردية وبمستقبل الشعب الكوردي في سوريا المستقبل&raquo;.</span></span></span></sup></p> <p dir="RTL"><sup><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="color:rgb(0, 0, 0)"><span style="font-size:18px">تباين الآراء هذه يعتبر سيف ذو حدين، فمن جهة يدل على شي من النضوج الفكري والسياسي، في مقابل إنه يستبب بضياع الفكرة الأساس بين هذه التناقضات، وهي حقوق الشعب الكردي الذي ينادي بها الجميع، و يبقى الغد المجهول كفيلاً بانتقاء الأصح.</span></span></span></sup></p>