التعليم في سورية المحترقة..منهاج بنكهة النفوذ العسكري
<p><strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">ميس الشامي – قاسيون : الكتاب المدرسي على الأراضي السورية يعكس الحال الذي وصلت إليه البلاد بعد خمس سنوات من الصراع الدائر على أراضيها، وكل فصيل مسيطر من الأطراف المتناحرة فرض منهاجه الذي يتماشى مع اعتقاداته وأهدافه القصيرة المدى، وبعيدة الأجل.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">النظام يبدو متمكاساً في مناطق سيطرته على عكس بقية المتصارعين حيثتشهد جميع المناطق استمرارًا في عملية التعليم، فالمناهج موحّدة، والكادر التدريسيّ مكتمل، ووزارة التربيّة ملتزمة في تسليم الرواتب للمدرسين، بالعموم تبقى العمليّة التعليميّة في هذه المناطق هي الأفضل رغم الإرباك الكبير الذي أصابها جراء الحرب، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى زيادة في ظواهر كانت في طور أقل قبل الثورة، مثل تلقين أهازيج “تمجيد القائد” لطلاب المراحل التعليم المدرسيّ في معظم المناطق كرد فعل على خروج طلبة المناطق التي انتفضت عليه وعلى إرثه الفكري والعلمي.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><br />
<strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">اما في مناطق سيطرة المعارضة السورية فان أهم أسباب تأخر التعليم بالمناطق المحررة، هو قلة الداعمين والمهتمين للتعليم ...فالكثير من المدارس لم تلقى أي دعم مادي أو لوجستي، لأنها تعتبر حسب المنظمات الداعمة غير صالحة للتدريس، لكون بنائها ليس بالمواصفات المطلوبة، فتم الاهتمام بعدد محدود من المدارس، وإعطاء رواتب قليلة لا تتناسب مع الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية، مع العلم ان معظم المدارس دمرت جراء قصف النظام.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">وبغياب معظم معالم التعليم يلجأ بعض الاهل الى ارسال أبنائهم المساجد حيث يتعلمون القرأن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والرياضيات، ولكنها لا تكفي لحاجة الطالب الى علوم مثل الكيمياء والفيزياء وغيرها من المواد الضرورية.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><br />
<strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">في مناطق سيطرة داعش ليس خفيا على احد اسلوب التنظيم في الاجرام الذي تنوع في كل تفاصيله وطابعه الاسود اذ تم منذ اشهر اعتماد مناهج تعليم اساسية للمدارس من قبل مايسمى بديوان التعليم وتحمل هذه الكتب في طياتها كل مايمكنه تشويه عقول الاطفال وسرقة الاجيال وضمان تطرفها وترسيخ مفاهيم اسلامية مجتزأة ومقتطعة من احكامها وغايتها لتحويلهم مستقبلا الى مقاتلين مشبعين بالكراهية والحقد على كل من يخالفهم ولاينتمي لهم اذ يقدمون الكتاب على انه علبة ذخيرة مليئة بالرصاص تطلقها في رؤوس الاطفال.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي</span></sup><sup> (PYD)<span dir="RTL">ادرجت مناهج تعليمية كردية كاملة للصفوف الثلاثة الاولى من المرحلة الابتدائية يتحدثون في معظمها عن المدن الكردية والفلكلور الكردي ومعظم صور اغلفتها لاطفال يرتدون الزي الفلكلوري الكردي اذ ان الاكراد يتكلمون لغتهم في سوريا ولكن لايكتبون ولايدرسون بها بشكل اكاديمي..بينما عارض المجلس الوطني الكردي هذه المناهج الذي يراها ادلجة للمنهاج حسب توجهات الحزب والادراة الذاتية السياسية, وبعد فرض المنهاج في تلك المناطق اضطرت معظم الأسر الى الحاق اطفالها بمدارس خاصة على الرغم من انها تكلف اموالا باهظة ولكن بنظرهم التعليم في تلك المدارس معترف به.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p><strong><span style="color:#000000"><span style="font-family:times new roman,times,serif"><span style="font-size:18px"><sup><span dir="RTL">ان تعمقنا قليلا بالتفكير في هذه الكارثة الانسانية المستمرة سنجد اننا في دائرة مغلقة تماما فسوء التعليم كان سببا لجعل الكثير من اطفال الامس وشباب اليوم متطرفين وارهابيين ,ايضا سوء الاحوال المعيشية للشعب وتسرب اعداد هائلة من الاطفال من مدارسهم للاسباب التي ذكرناها جعلتنا نقف اليوم وبافضل الاحوال متفرجين ان لم نكن ضحايا حيث تحولت نسبة كبيرة من الشباب الى التطرف اما الى جانب النظام او داعش واشباهها ليبقى الوطن هو الخاسر الاكبر بهذه المآساة المستمرة.</span></sup></span></span></span></strong></p>
<p> </p>