هل انتهى التدخل الروسي في سوريا وحان وقت جمع المكاسب
قاسيون - متابعات
تحت عنوان "روسيا تحصي أرباحها في سوريا وتقف على أعتاب التسوية السياسية"، كتب رائد جبر، مقالاً في صحيفة الشرق الأوسط، يرى فيه أن التدخل الفعلي لروسيا في سوريا انتهى، وحان وقت جمع المكاسب.
ويرى كاتب المقال، أن اللافت في التصريحات الروسية الرسمية، ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن المواجهة المسلحة بين السلطات السورية والمعارضة انتهت، مما يلخص المشهد السوري سياسياً وعسكرياً، موضحاً أنه بقيت «بؤرتان فقط» للتوتر، واحدة في إدلب والثانية في شرق الفرات، لكن موقفه كان واضحا بأنه «لا حل عسكريا» في هاتين المنطقتين.
ويعتقد الكاتب أن العبارة حملت رسائل سياسية عدة موجهة إلى أكثر من طرف، وأوجزت موقف موسكو وهي تحصد مكاسبها وترصد إخفاقاتها بعد مرور خمس سنوات على الانخراط الروسي الكامل في هذه الأزمة.
ومن بين المكاسب الروسية، تراكم الخبرات القتالية التي «لا تقدر بثمن» وفقا لوصف مسؤولين عسكريين.
وأشار الكاتب إلى أن تعنت النظام أمام الخطوات التي اقترحتها موسكو لدفع التسوية السياسية، إلى شروع موسكو في إجراء مراجعة شاملة لمقاربتها السورية. إذ وجدت روسيا نفسها أمام مساع لعرقلة عمل اللجنة الدستورية في جولتين العام الماضي، كما فشلت في حمل النظام على تقديم أي خطوات في إطار «إظهار حسن النية» لدفع مسار التسوية، فهو تعنت في ملف إطلاق المعتقلين، وماطل طويلا في اتخاذ خطوات على الأرض لتسهيل التحركات الروسية على صعيد ترتيب عودة آمنة للاجئين، وأبرزت موسكو تقارير تتحدث عن استهداف العائدين طوعا في حالات كثيرة. وفشل النظام في فهم الرسالة الروسية حول ضرورة إبداء قدر من المرونة في المفاوضات مع المكون الكردي، ووضعَ شروطا قاسية وغير مقبولة أمام الأكراد بينها مسألة التجنيد الإجباري ونقاط أخرى عديدة أثارت استياء الروس. وأكثر من ذلك فهو نكث بالتزامات رعتها روسيا مثل اتفاق إبعاد الإيرانيين عن مناطق الجنوب قبل عامين. تزامن هذا كله مع استفحال الوضع الداخلي على صعيد الفساد، وفي إطار إجراء إصلاحات جدية لتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، وهو أمر ألحت عليه موسكو مرارا.