السياحة الطائفية في سوريا .. حجّ إيراني والنظام يرحّب
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="font-size:26px">نور دالاتي (قاسيون) - أن تصل إلى حيّ الحميدية من المدخل الأيمن لقلعة دمشق، لا يعني أنك ستتعرض للتفتيش فقط، بل يعني ذلك أنك قد تصادف مسيرة لزوار لبنانيين أو إيرانيين في طريقها إلى مقام «السيدة رقيّة»، وسيعرض عليك باعة البسطات بعض السيديات الطائفية، أو القلائد التي تحمل شعارات تتنافى مع الهوية الدينية لسكان العاصمة.</span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">بقيّة الرحلة باتجاه حيّ «القيمرية» والتي تمرّ بك من أمام المسجد الأموي، ستضعك أمام عشرات من عناصر الدفاع الوطني، الذين يغطّون سياراتهم بأعلام حزب الله ، وفي مقهى «النوفرة» الأشهر في أحياء دمشق القديمة، ستجد نفسك جالساً إلى جانب عناصر المليشيات الطائفية الموالية للنظام، وتحت رايات خضراء وصفراء.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">أرقام حكوميّة.. سيّاحنا من إيران والعراق</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">ولا يسعى النظام من خلال نشر هذه العناصر في أحياء دمشق إلى حماية المواطنين، كما يزعم، بل إلى تأمين طريق سيّاحه الشيعة الذي يعمدون إلى زيارة مقام «السيدة رقيّة»، إلى جانب مقام «السيّدة زينب» في البلدة التي تحمل اسمه جنوبي العاصمة.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">حيث كانت وزارة سياحة النظام أكّدت أنّ نسبة «السياحة الدينية» ارتفعت 11% خلال الموسم الماضي، بينما بلغت نسبة الوصول بقصد زيارة الأماكن ذات الطابع الديني عبر المنافذ الجوية 200 %، كما تباهت إحصائيات غرفة وزارة السياحة بالمسار التصاعدي، لعدد الزوار بهدف النوع من النشاط السياحي مؤكدة أنّه سجل ارتفاعاً من نحو577 ألف سائح ديني في 2004، إلى أكثر من مليون وسبعمئة ألف، خلال الفترة الأخيرة.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وأوضح مدير سياحة ريف دمشق، «طارق كريشاني» أنّ سوريا استقبلت 50 ألف سائح من العراق الموسم الماضي، وبلغت نسبة الإشغال الفندقي 450 ألف ليلة.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وبحسب تصريحات عضو غرفة سياحة ريف دمشق «طلعت الأشقر»، فقد وصل عدد زوار السياحة الدينية الوافدين إلى محافظتي دمشق وريفها، للاحتفال بمناسبة أربعين الإمام الحسين، خلال شهر كانون الأول الماضي إلى أكثر من 20 ألف زائر، أغلبهم من إيران والعراق.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">اتفاقيّات حول «الحج» الإيراني إلى سوريا</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وعمد النظام في آب الماضي إلى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة سياحته، ومنظمة الحج والزيارة الإيرانية، ، لتبادل الزوار بين البلدين، فيما أكّد «بشر اليازجي» وزير السياحة في حكومة النظام حرصه على تأمين الحماية للزوار الإيرانيين «في إطار برنامج تنفيذي يهدف إلى إعادة حركة الزيارة الدينية الإيرانية عبر المعابر الجوية والبرية تدريجياً» حسب تعبيره.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">كما لفت «اليازجي» إلى «الاهتمام المشترك بين البلدين» بهذا النوع من السياحة، داعياً مكاتب السياحة لوضع برامج لتنشيط الحركة بين سوريا وإيران.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وتفعيلاً للاتفاقية رحّبت وزارة السياحة، بدعوة وزارة الحج والزيارة الإيرانية، وأرسلت معاون وزيرها على رأس وفد إلى طهران، في وقت سابق الشهر الجاري، حيث تم الاتفاق حول وسائل تنشيط وتطوير «السياحة الدينية» وتسهيل وصول الزوار الإيرانيين إلى سوريا.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">تهجير قسري بصورة استثمارات سياحيّة</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وحملت الاتفاقية السورية – الإيراني، حول التبادل السياحي والتي اشترط أن تحمل طابع التجديد التلقائي كل خمسة أعوام، في بنودها «ترغيب القطاع الخاص الإيراني للاستثمار في البنى التحتية اللازمة لتأمين خدمة الزوار».</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وكان مدير سياحة ريف دمشق «طارق كريشاني» أشار مؤخّراً، إلى أنّ خمسة فنادق في بلدة «السيدة زينب» تمّ تأهيلها، إلى جانب خمسة أخرى، تحت خدمة الزّوار.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وأكّد السكان المحليّين في البلدة، أنّ عدد كبير من البيوت يتم شراؤها بشكل قسري بحجّة توفير مساكن لعناصر الميليشيات الإيرانية المقاتلة إلى جانب النظام، الأمر الذي ربطته محافظة دمشق بموضوع «السياحة الدينية» نافيةً عنه «الأبعاد السياسية».</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">وكان مشروع «الأبراج الإيرانية» في منطقة بساتين المزّة، أثار ضجّة كبيرة في حزيران الماضي، عندما وزّع النظام إنذارات إخلاء لآلاف المواطنين، بهدف هدم المساكن المتاخمة للسفارة الإيرانية، تمهيداً لمشروع مجمّع إيراني يمتد إلى بساتين داريّا غرباً.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sub><span style="font-size:26px">ويراقب سكان مدينة دمشق بتخوف حالة التمدد الإيراني فيها عبر الانتشار الكثّيف للزوّار في مناطق المقامات ذات الصبغة الطائفية، والحركة الملحوظة للاستثمارات في مجال السياحة التي يصفها النظام بـ«الدينية»، في محاولة لربطها بتشجيع قطاع السياحة ، وإبعاد الشبهات عن علاقتها بتوجّه إيراني لتغيير ديمغرافي في سوريا.</span></sub></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL"> </p>