وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

النظام .. تركيز "القعدة" في الحضن الإيراني

قاسيون ـ خاص

يكشف اتفاق التعاون العسكري الذي وقعه النظام مع إيران ، عبر وزراء دفاع البلدين ، بأن بشار الأسد اتخذ خياره النهائي بمجابهة قانون قيصر الأمريكي ، عبر المزيد من الإرتماء في الحضن الإيراني ، في الوقت الذي يعلن فيه الجانب الأمريكي صراحة ، بأن وقف مفاعيل القانون ، متوقف في جانب كبير منه على قيام النظام بطرد إيران وميليشياتها الطائفية من سوريا .

قرار النظام بالتوجه العسكري نحو إيران ، لا يهدف فقط لمواجهة قانون قيصر ، وإنما يخدم كذلك موقفه اتجاه الجانب الروسي ، الذي أخذ يشن في الآونة الأخيرة هجوما على بشار الأسد ونظامه عبر صحافته ، ثم أخذ مسؤولو وزارة خارجيته بالالتقاء مع عدد من المعارضين ، لبحث مستقبل سوريا بعيدا عن الأسد ، بحسب ما صرحت العديد من المصادر عن فحوى تلك اللقاءات .

الكثير من المراقبين ، رأوا بأن الاتفاق العسكري بين النظام وإيران ، والذي هو اتفاق دفاع مشترك ، يعني بأن بشار الأسد يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع دولتين عظمتين ، هما أمريكا وروسيا ، لكنه بنفس الوقت يضع جميع بيضه في السلة الإيرانية ، وهي خطوة لطالما كانت تنتظرها إيران التي بدأت تشعر الآن بأنها تمتلك ثمنا معقولا ، لمفاوضاتها المقبلة مع أمريكا حول برنامجها النووي .

لكن هل يعني ذلك بأن أمريكا سوف "تتفرج" على هذا الاتفاق ، أم أنها قد تسعى لتصعيد عسكري غير متوقع ..؟

ومن جهة ثانية ، ما هو موقف اسرائيل من هذا الاتفاق ، والتي الآن سوف تصبح في مواجهة مباشرة مع إيران في حال تعرضت لمخازن أسلحتها ومنشآتها العسكرية ، مثلما كانت تفعل في السابق ..؟ هل يعني ذلك أن النظام رفع مستوى المواجهة إلى حد الصدام العسكري الدولي ..؟

ومن جهة ثالثة ، ما هو موقف الروس ، الذين أخذوا في الآونة الأخيرة يميلون للحل السياسي وفق مقررات جنيف والقرار 2254 ، حيث أن مثل هذا الاتفاق يعني بأن النظام يضرب بالمساعي الروسية عرض الحائط ، وكأنه يتحداها ، ويعلن استغناه عن المساعدة العسكرية الروسية .

أما من جهة رابعة ، فهذا الاتفاق يعني مواجهة بين إيران وتركيا على الأراضي السورية ، فيما لو حاول النظام الهجوم على إدلب منفردا ، بعيدا عن الخدمات الجوية الروسية ، لانه وفقا للاتفاق ، فإنه من حق إيران التدخل عسكريا لصالح النظام في حال تعرضه لهجوم عسكري من أي دولة .

إذا ، وكما هو واضح ، فإن النظام يستعدي العالم كله من خلال هذا الاتفاق ، وهو ما يشير إلى أن الأطراف المعنية بالأزمة السورية ، التي ذكرناها سابقا ، لن تقف مكتوفة الأيدي ، وإنما لا بد أن تتحرك ، قبل أن يستفحل التوغل العسكري الإيراني في الأراضي السورية .

لذلك يتوقع الكثير من المحللين ، بان المنطقة مقبلة على صيف ساخن جدا ، لا يستبعدون فيه أن تقوم إسرائيل بمهاجمة حزب الله في لبنان ، وتدمير جميع أسلحته ، ومن ثم تدمير مقراته في سوريا ، بالإضافة إلى المقرات الإيرانية والمليشيات الطائفية التابعة لها ، الأمر الذي سوف يستدعي تدخلا امريكيا واسعا ، قد يمتد إلى مواجهة عسكرية مع إيران ، وداخل أرضيها وعمقها الاستراتيجي .

إضافة إلى ذلك ، يشير العديد من المحللين ، أن المواجهة العسكرية قد بدأت بالفعل ، عبر استهداف مواقع عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية ، باستخدام الطائرات المسيرة ، حيث لا يستبعد المراقبون أن تكون هذه الطائرات إسرائيلية ، أو ربما أمريكية ، وهدفها تدمير الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية .

وفيما يخص الموقف الروسي ، يتوقع المحللون ، أن تعمد روسيا إلى تعزيز قوتها داخل سوريا ، عبر عقد المزيد من الاتفاقات العسكرية مع عناصر المعارضة المسلحة السابقين ، وتزويدهم بالعتاد والأسلحة ، ومن ثم زجهم واستخدامهم في مواجهات عسكرية من شأنها أن تضعف من قوة النظام وإيران على حد سواء ، وبالذات في المنطقة الجنوبية .

ويبقى أخيرا الموقف التركي ، الذي يبدو وحيدا هذه المرة وبلا حلفاء ، سواء من الجانب الأمريكي والأوروبي ، أو الجانب الروسي .. إلا أن تركيا باتت تمتلك كل القوة في الشمال السوري ، التي تؤهلها لحسم أي صراع لصالحها .

وتعتقد تركيا بأن إيران لن تغامر في ضرب مصالحها معها كرمى لعيون النظام ، نظرا لأن إيران مستفيدة كثيرا من علاقاتها مع تركيا ، وخصوصا فيما يتعلق بمشتريات المشتقات النفطية ، بالإضافة إلى العديد من العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التي تجمع البلدين .

إذا ، المواجهة قادمة لا ريب فيها .. والكل ينتظر اليوم الرصاصة الأولى .. والأهم من الذي سيطلقها .. النظام .. أم إسرائيل ..؟


//