في دراسة قدمها ...باحث سوري في موسكو يؤكد حتمية رحيل بشار الأسد
قاسيون – رصد
في دراسة مطولة نشرها مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة اجاب الكاتب والأكاديمي السوري المقيم في موسكو، البروفيسور "محمود حمزة" عن أكثر الأسئلة التي يطرحها السوريون إلحاحا، وهو هل هناك إمكانية لحدوث تغيير سياسي في سوريا خلال المرحلة المقبلة..؟
وتحدث الباحث عن أن معظم السوريين لم يعودوا يثقون بإمكانية أن يحدث تغيير سياسي في سوريا، وأنهم يشككون في مقولة أن نهاية حكم الأسد باتت قريبة، نظراً للتضــحيات الكثيرة وانتظارهم فترة طويلة من الزمن، وإدراكهم في النهاية أن لا خير يُنتظر من أحد لمساعدة الشعب السوري.
وأورد في دراسته أهم النقط التي تدعم رؤيته في حتمية حدوث تغيير سياسي في سوريا، إلى جانب تأكيده على حتمية رحيل بشار الأسد خلال المرحلة القادمة.
وأشار حمزة أن قناعته مبنية على معطيات وتحليلات بوجود تفاهم استراتيجي بين الروس والأمريكيين والإسرائيليين حول الملف السوري حصراً، موضحاً أن جوهر هذا التفاهم هو الحفاظ على بشار الأسد لأطول فترة ممكنة، من أجل ترتيب بعض الأمور في سوريا، من أهمها ضمان أمن إسرائيل وإخراج إيران من الأراضي السورية، ومن ثم سيتم التخلص منه عبر تسوية سياسية متفق عليها.
ولفت إلى تصريح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "جميس جيفري" الذي قال فيه، إن كل القوات الأجنبية عليها مغادرة الأراضي السورية، ما عدا القوات الروسية، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر تأكيداً دامغاً على وجود تفاهمات بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري.
وفي هذا السياق يرى الباحث أن أمريكا وإسرائيل قد أوكلا مهمة الإشراف على النظام السوري الجديد في المرحلة المقبلة، بشرط أن تضمن القيادة الروسية "أمن إسرائيل"، إلى جانب تعهدها بإخراج القوات الإيرانية والجماعات التابعة لإيران من سوريا.
وأوضح أن هناك عوامل داخلية في سوريا تستدعي التوقف والتحليل، من بينها أن نظام الأسد بدأ يتعرض لانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى من الموالين له، وذلك بعد تردي الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، حيث أصبح موظفو النظام يعيشون في حالة كارثية بعد أن وصل مرتب اللواء في الجيش الأسدي إلى أقل من 40 دولار في الشهر.
وأعاد الباحث التذكير بالحملة التي شنها الإعلام الروسي ضد بشار الأسد وفسـاد نظامه، معتبراً أن هدف الحملة الإعلامية تلك بمثابة إبراز البطاقة الصفراء في وجه الأسد، وأن مفتاح الحل في سوريا يجب أن يكون بيد القيادة الروسية.
وأشار إلى أن الروس وجدوا أنه لابد من التضــحية بالأسد، ليس حباً بالسوريين، وإنما من أجل تحقيق مصالحهم، مضيفاً: "علينا أن ندرك أن حتمية حدوث تغيير سياسي لم تأتِ مصادفة، بل هي نتيجة لتضــحيات السوريين وبطولاتهم التي فرضت على المجتمع الدولي أخذ طموحات السوريين بعين الاعتبار في الترتيبات السياسية القادمة"، موضحاً أن سوريا المستقبل ستكون مغايرة عن تلك التي كانت قبل عام 2011.
طيف بوست