تقرير غربي :"بشار الأسد" يواجه كارثة وانتصاراته المزعومة تحولت إلى رماد
قاسيون – رصد
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير نشرته تحت عنوان "نجاح سياسة ترامب تجاه سوريا"،: بعد عامين من الاحتفال بالنصر في الحرب، يواجه نظام بشار الأسد اضطرابات متجددة"، منها وجود عصيان في محافظة درعا مسقط رأس الثورة، فضلاً عن خروج مظاهرات عاصفة في السويداء المجاورة كما يندفع الاقتصاد نحو الهاوية.
وطرحت الصحيفة في التقرير الذي ترجمه موقع نداء سوريا سؤالاً فحواه: "ما الذي تغير في عامين قصيرين؟ كيف تحوَّل انتصار الأسد إلى كارثة؟، لتذكر أن الجواب هو سياسة إدارة ترامب بشأن سوريا.
وقالت: "إن تطبيق ضغط هادئ ولكن لا هوادة فيه يحول انتصار الأسد إلى رماد، لكن ما لم تفعله (الإستراتيجية) بعد هو إقناع روسيا بالتوقف عن دعم نظام الأسد؛ ما يعني أن الإستراتيجية لا تزال في حالة جمود.
وعندما قال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا في 12 مايو/ أيار: إن وظيفته كانت جعل سوريا "مستنقعاً للروس"، رحل التعليق دون أن يلاحظه أحد، واتضح -حسب التقرير- أن كلمات "جيفري" لم تكن تهدف فقط إلى التعبير عن إحساس عام بمعارضة التفكير الروسي في سوريا، بل تحدث عن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى منع عودة الحياة الطبيعية إلى سوريا التي يسيطر عليها النظام وإثارة أزمة متجددة، وبالتالي تحويل سوريا من مصدر إلى عبء على كل من موسكو وطهران.
وتضيف: أن الطريقة الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف كانت خنق الاقتصاد السوري؛ حيث إن الأسد بحاجة ماسة إلى المال لإعادة البناء.
وبدورها تعاني إيران حالياً من عقوبات الضغط الأقصى التي تقودها الولايات المتحدة بالإضافة لجائحة كورونا، وتكلفة الالتزامات الإمبريالية في اليمن وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وغزة، وفقدان الرجل الذي أدار تلك الالتزامات وهو "قاسم سليماني"، كما تواجه روسيا انهيار أسعار النفط والغاز فضلاً عن العقوبات.
وخلقت الحاجة الملحة لإعادة الإعمار وغياب الأموال دافعاً ضد نظام الأسد، وتذكر الصحيفة أن الولايات المتحدة حافظت مع الاتحاد الأوروبي على جبهة موحدة من أجل منع أيّ أموال لإعادة البناء لسوريا طالما أن النظام يرفض "انتقالاً سياسياً شاملاً وحقيقياً"، كما أن واشنطن تعتزم عرقلة أيّ طرق هروب اقتصادي ممكنة للنظام.
وحول إعادة الإعمار، ذكر التقرير أن كلاً من الصين والإمارات العربية المتحدة عبرتا عن رغبتهما في المشاركة في إعادة إعمار سوريا الأسد، لكن من المرجح أن تعيد الإمارات النظر في قانون قيصر، أما التنبؤ برد الصين فهو أكثر صعوبة.
واستطردت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تعمل على منع الانتصار العسكري النهائي للنظام، وشددت على أن الهدف المباشر لسياسة إدارة ترامب بشأن سوريا -التي نشأت من مكتب وزير الخارجية مايك بومبيو- هو ضمان قبول النظام بوقف إطلاق نار غير محدود على الصعيد الوطني.
وسيؤدي ذلك إلى تجميد خطوط المعركة الحالية في مكانها والسماح ببَدْء المفاوضات حول المستقبل السياسي للبلاد.
إن ما تأمله الولايات المتحدة -حسب الصحيفة- هو انتخابات حرة بالإضافة لرحيل الأسد، لكن واشنطن ستحتفظ بالقدرة على الضغط الاقتصادي اعتماداً على مدى تعاون الأسد وروسيا.
وفي ظل غياب مثل هذا التعاون سيستمر الوضع الراهن المتوتر في سوريا، وهذا يشمل الندرة المتزايدة للسلع الأساسية للمدنيين السوريين وانهيار العملة السورية، كما سيشمل الهجمات المسلحة من النوع الذي شوهد في درعا خلال العام الماضي وتزايد الخلافات في القسم العلوي من النظام؛ حيث كافح الأسد مؤخراً لاستخراج الأموال من أفراد العائلة بما في ذلك ابن خاله الملياردير رامي مخلوف.
ومن المرجح أن يبرز المتحدثون باسم النظام والمدافعون عنه في الفترة القادمة الوضع الإنساني الصعب في مناطق النظام ويدعون إلى تخفيف القيود.
وفي الوقت ذاته أوضحت "فورين بوليسي" أن الإستراتيجية الأمريكية لم تنجح بعد في هدفها النهائي المتمثل في تغيير حسابات النظام السوري، وبدلاً من ذلك كانت النتيجة الرئيسية هي الصراع الناشئ بين عناصر مختلفة من المعسكر المؤيد للنظام بما في ذلك الانتقادات الروسية للأسد والخلاف بين الرئيس ومخلوف والتوترات المتزايدة بين عناصر الأمن السوري المتحالفة مع إيران.
وتابعت: "لا يرحم نظام الأسد أحداً من أجل تحقيق أهدافه، لكن نقطة الضعف لهذا النظام هو ندرة الموارد الاقتصادية، ويتم استغلال هذا الضعف الآن والهدف هو تحويل سوريا إلى مستنقع للديكتاتور وحلفائه".
ورغم أن الحرب النشطة في سوريا ربما تكون قد انتهت إلى حد كبير، إلا أن الولايات المتحدة ضمنت بقاء قضاياها الأساسية دون حل، ويحول الجمود الحالي دون انتصار الأسد وحلفائه، وسيبقى هذا الحال هو المستقبل العملي الوحيد للبلاد حتى يقوم الأسد بالقبول بالشروط التي يريدها خصومه.