طبيب سوري معارض يستنجد بالرئيس الروسي لإطلاق سراح المعتقلين في سوريا
قاسيون - رصد
يحاول السوريون في مختلف مواقعهم, إيصال أصواتهم لأصحاب القرار في العالم؛ طلبا للمساعدة في إطلاق سراح المعتقلين السوريين, الذين دأب نظام الأسد على مدار السنوات السابقة من عمر الثورة السورية, على زجهم في معتقلاته لمجرد الشبهة في مناصرة الثورة.
وقد اتبع السوريون, مختلف الوسائل الممكنة والمتاحة؛ من اجل تحقيق هذا الهدف, الذي مازال من الأهداف الأساسية للثورة السورية.
وفي هذا الإطار أرسل معتقل سوري سابق في سجون النظام السوري، رسالة مكتوبة مباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر قنوات الإرسال الروسية الرسمية، داعياً إياه لاستخدام نفوذه من أجل الضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد لإطلاق سراح المعتقلين تعسفاً في مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية، خصوصاً في ظل انتشار جائحة كورونا في العالم أجمع، وسوريا ضمناً.
والمعتقل حسب موقع "المدن" هو طبيب سوري متخصص في الطب النفسي يدعى محمد أبو هلال (44 عاماً)، من الذين شاركوا في الثورة السورية العام 2011 واعتقل بسبب ذلك.
وأثارت رسالته تغطية في وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك صحيفة "نوفايا غازيتا" التي رصدت في السادس من الشهر الجاري، مطالب الطبيب، وقضية المعتقلين في السجون السورية، والدور الروسي في هذا الإطار.
وأشار الموقع إلى أن الرسالة هي الأولى من نوعها التي تصدر عن معتقل سوري سابق وخبير صحي وتكون موجهة مباشرةً إلى الرئيس بوتين. واغتنم كاتبها الفرصة ليدعو الرئيس الروسي إلى "عدم التغاضي عن الكارثة التي تتهدد المعتقلين في ظل تفشي كورونا"، ما أثار أيضاً انتباه منظمة العفو الدولية" أمنستي" التي غردت حول الرسالة، في "تويتر".
ويصف أبو هلال، في رسالته ظروف الاعتقال المأساوية واللاإنسانية في سوريا. وما زاد في تأثير الرسالة حقيقة أن أبو هلال عايش تلك الظروف بنفسه، حيث اعتقل من عيادته الخاصة في ريف دمشق في أيلول/سبتمبر 2011، وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي في أكثر من مركز اعتقال، كما شهد على تعذيب زملاء له، واختبر السجن الانفرادي والجماعي على امتداد فترة اعتقاله، وكل ذلك بسبب موقفه الإنساني خلال الثورة السورية، عندما عمل في المشافي الميدانية التي تشكلت لكي يساعد في تطبيب جروح الناشطين والمحتجين والأفراد الذين استهدفهم النظام السوري.
وقال الطبيب في رسالته التي تعود لشهر أيار/مايو الماضي: "بيني وبين بشار الأسد أمر مشترك، هو أننا كلانا طبيبان، ما يعني أنه من المفترض أننا نعي جيداً ما يمكن أن يؤدي إليه انتشار فيروس كورونا داخل مراكز الاعتقال. لكن الفارق بيننا هو أنني اخترت التحرك لأجل شعبي. لذلك، أدعوك إلى أن تتحرك أيضاً، لأنك تملك القدرة على صنع فرق".
ويخشى أبو هلال اليوم من أن تتحول الجائحة إلى "حكم إعدام" إضافي بحق عشرات آلاف المعتقلين والمخفيين قسراً. ويحذر من أنها لن تطال المسجونين فقط، إنما الحراس أيضاً، ما يؤشر إلى إمكانية حدوث انتشار أوسع داخل المجتمع السوري، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأزمات الصحية والاقتصادية والأمنية التي يرزح تحتها الشعب السوري.
وفي ختام رسالته، طالب أبو هلال بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين تعسفاً، وبالإفراج المبكر عن المعتقلين المعرضين أصلاً للخطر، مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية صعبة. وبالدعم الطبي والغذائي والصحي العاجل داخل مراكز الاعتقال.
يذكر أن أبو هلال، متزوج وأب لثلاث فتيات ولفتى ولد حينما كان في المعتقل. وبعد الإفراج المشروط عنه، كان عليه المثول أمام المحكمة، غير أنه نجح في الهروب إلى الأردن. ومنذ ذلك الوقت، يلتزم أبو هلال بقسم الطبيب الذي التزم به ويستمر بتقديم الدعم الطبي والنفسي، عن بعد، للمدنيين في الداخل السوري، وللاجئين في الدول المحيطة.