وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 15 نوفمبر - 2024
austin_tice

في الذكرى العشرين لموته.. هل يقود حافظ الأسد انقلاباً على ولده من القبر

قاسيون - خاص

بعد أيام من موت حافظ الأسد، وما آلت إليها لأمور، من تغيير في الدستور السوري، وتولي ابنه بشار سدة الحكم، حتى درجت بين السوريين جملة مفادها أن حافظ الاسد يسيّر البلد من قبره، وبعد معضلات مر بها النظام مثل طريقة خروج سوريا من لبنان، تناقل السوريون أن حافظ ترك لولده كراسة ينظر إليها في كل أمر جلل، وفي هذه الأيام مع كثرة الحديث عن اقتراب رحيل ابنه عن الحكم، يتسائل متشائمون هل غفل الأسد الأب عن سيناريو مشابه لما تمر به تركته.

ويرى مهتمون بالشأن السوري، أن بشار الاسد راحل لا محالة، غير أن أصابع الأسد الأب ستبقى تتلاعب بالدولة سوريا ردحاً من الزمن بعد رحيل ابنه.

وذهب متشائمون، إلى أن حافظ الأسد لا بد وأنه وضع في كراسته التي تركها لابنه، خطة في هذا الصدد، كيف يتخلى عن الحكم وتبقى سوريا تدار من قبله عبر أذرعه ورجالاته.

ويعتقد هؤلاء أن 50 عاماً من حكم بلد من قبل عقلية واحدة، لا يمكن الخلاص منها بمجرد رحيل شخص واحد، ويدللون على رأيهم بالعراق، على الرغم من أن سيناريو العراق كان فيه من اقتلاع صدام وحزبه أكثر بكثير مما هو متوقع أن يكون مع بشار الأسد، إلا أن العراق ما زال يدار من قبل كثر كانو على علاقة بصدام حسين.

ويضيف هؤلاء أن الديكتتور أي ديكتاتور، بحسب دراسات، لا يخطط لحكمه هو وأبنائه من بعده فقط، بل تكون لديهم خططهم إلى ما لا نهاية، حيث يعتبرون أن السيطرة على البلاد كما لعبة شطرنج يرفضون خسارتها، فيجعلون لكل حركة حركة مقابلة تبقيهم على رقعة اللعبة أكبر قدر ممكن.

ويستشهد هؤلاء، بأن الأسد على الرغم من كونه ديكتاتوراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إلا أنه تمتع بحنكة سياسية وعسكرية، مكنته من إمساك خيوط اللعبة السياسية، وجعلته لاعباً إقليمياً ودولياً، قارع أقرانه وجعل من نفسه نداً لهم، فتارة يلعب بورقة الأكراد مع جارته القوية تركيا، وتارة يرسل جيشه ليدخل بلداً آخر هو لبنان، أتقن لعبة التحالفات ووقف ضد احتلال صدام للكويت، مستفيداً أيما استفادة من خطأ صدام.

من جهة أخرى، يؤكد مراقبون، أن رحيل بشار الأسد، على الرغم من أنه لن يكون الحل الكامل لمشاكل سوريا، وتحديداً بعد عقد من الحرب، إلا أنه سيكون الخطوة الأولى باتجاه الطريق الصحيح لمستقبل سوريا في العدالة والحرية.

ويتداول الإعلام العالمي والعربي، في الأسابيع الأخيرة، أنباء عن اقتراب رحيل بشار الأسد، وتحديداً بعد عرض أمريكي قدمه المبعوث الأمريكي لسوريا، أبدت روسيا بعده استعدادها للحوار مع واشنطن بشأن سوريا.

يذكر أنه في مثل هذا اليوم من عام 2000 مات حافظ الأسد عن عمر يناهز السبعين عاماً، قضى منها قرابة الثلاثين في سدة الرئاسة، حكم فيها الشعب السوري بالحديد والنار، وتفرد بسياسة خارحية يراها مناصروه بانها أفضل ما يمكن أن يؤتى رجل من الحكمة، بينما يراها معارضوه بأنها كانت مبنية على الكلام الذي لا يرجى منه شيئاً سوى المماطلة والتسويف، وبأن أمريكا والغرب رأوا فيه حامياً لإسرائيل ومحافظاً جيداً لمصالحهم في المنطقة فأبقوه على كرسيه.