عائلة عادل من حصار قوات النظام جنوب دمشق إلى حصار الفاقة في مخيمات القنيطرة
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">أبو عمر الجولاني (قاسيون) - «توارينا عن الأنظار بعد اعتقال والدتي من الميليشيات في السيدة زينب، ثم هربنا إلى مخيم الرحمة ببلدة صيدا الجولان»، هكذا يشخص الشاب «عادل يوسف العادل» (29 عاما) نزوحه من بلدة سبينة جنوب دمشق إلى ريف القنيطرة.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">قال عادل لوكالة «قاسيون» خلال سرد قصته: إنه «أصيب خلال نزوحه وعائلته من بلدتهم سبينة، بعد اقتحام الميليشيات الطائفية المساندة لقوات النظام لها، وذلك خوفا من ذبحهم بالسكاكين، كما حصل مع بعض أهالي الذيابية، الذين لم يستطيعوا الخروج منها».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">عاشت عائلة «أبو ماهر» -والد عادل- مع الآلاف من العائلات السورية، أكثر من تسعة أشهر من الحصار في بلدات (الذيابية، البويضة، الحسينية، الشيخ عم، سبينة، وحجيرة البلد)، قبل عامين، مع بدء الحملة العسكرية لقوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني؛ وأخرى عراقية وإيرانية للسيطرة على هذه البلدات جنوب دمشق.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وأوضح العادل، في حديثه أن «قوات النظام والميليشيات اقتحمت (الذيابية، البويضة، الحسينية، والشيخ عمر) في ظرف أسبوع، نتيجة استخدامها سياسة الأرض المحروقة والحصار الذي أنهك فصائل المعارضة في تلك المناط، خاصة أنه في تلك الفترة لم تكن المعارضة تملك أسلحة ثقيلة.»، مضيفاً «صمدت بلدتنا السبينة، أسبوع آخر عشناه في خوف وهلع، ثم سقطت في يد المهاجمين».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">قال الشاب: «أصبت بقدمي بشظايا قذيفة فوزديكا مصدرها قوات النظام، وضمدت جراحي في إحدى المشافي الميدانية بما يتوفر، ثم انتقلنا إلى مخيم اليرموك المحاصر، وبقينا في مخيم اليرموك ما يقارب ثلاثة أشهر، حاولنا خلالها الخروج عبر أحد طرق التهريب في الحجر الأسود من جهة معمل بردى حيث تتربص بنا قناصات قوات النظام».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">يتابع العادل سرد قصته: «كان مجموعنا 12 فردا معظمهم نساء وأطفال، حاولنا الزحف باتجاه المنفذ، لكن سرعان ما كشفنا القناص، وبدأ بإستهدافنا... أصيبت أرملة أخي، التي كانت تحمل رضيعها، ثم حاصرتنا لمدة ساعة ونصف حتى غابت الشمس، وتمكنا من سحب الأطفال والجميع بمساعدة مقاتلي المعارضة».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">«ساءت حالة جراحي بسبب عدم توفر المعدات الطبية والأدوية، وتفتت العظم، وبعد مفاوضات الأمم المتحده مع النظام لفك الحصار عن مخيم اليرموك، سجلت اسمي أفراد عائلتي جميعا للخروج ضمن الحالات الإنسانية للعلاج إلى مشفى الصدر في بلدة السيدة زينب والواقعة تحت سيطرت النظام والميليشيات العراقية، حيث اعتقلت والدتي، فهربنا من جديد إلى بلدة الكسوة وعشنا في أحد المعامل المهجورة لأيام عدّة، ثم إلى مخيم الرحمة ببلدة صيدا الجولان جنوب القنيطرة».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px"> ويعيش عادل في مكان إقامته في المخيم، هاجس تأمين العلاج له ولأرملة شقيقه في ظل عجزه عن العمل؛ وانعدام مصدر الرزق، فيما يحتاجان لعمليات جراحية، أو حتى 80 إبر كليكسان، وهي حاجتهم من حقن مميع الدم يتجاوز ثمن الواحدة منها ستة الآف ليرة سورية، خاصة بعد قرار الحكومة الأردنية بمنع دخول الأدوية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعار الأدوية، ما أغلق الباب أمام عادل وملايين السوريين ممن يعيشون حالة نزوح داخلي ضمن مخيمات سيئة التجهيز، أو مخيمات أقاموها على عجل؛ أو حتى في أبنية مهجورة وغير صالحة للسكن. </span></sup></p>