أول مصنع فضّة في غزّة يصدر داخل فلسطين ويسعى للتوسع

غزّة (قاسيون) - أطلق شابان فلسطينيان في قطاع غزة المحاصر، قبل عام، أول مصنع لإنتاج الحليّ الفضّية في فلسطين، مستخدمين آلات ووسائل بسيطة وبدائية وغير مكلفة، تعود بالربح المادّي عليهما وتضيف قيمة جمالية للصناعة في المدينة.
ويقول «محمد أبو عون» صاحب فكرة المشروع، إنّ تنفيذ الموضوع بدأ حين وجد شريكاً مناسباً يملك محلّاً لبيع الفضة، ويضيف «تواصلت مع شريكي وسارت الأمور بشكل جيّد وانتقلنا فوراً إلى مرحلة التنفيذ».
ونظراً لانطلاق المشروع برأسمال صغير، فضلاً عن ظروف الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع، والذي يضيق على عملية الاستيراد والتصدير، التجأ الشريكان إلى تطوير أدوات محلّية الصنع، ومكنات قديمة، للعمل عليها بطريقة محترفة وعالمية، ويضيف أبو عون «فكرنا باستيراد آلات صناعة الفضة من الخارج، فوجدنا أنّ أسعارها مرتفعة جدّاً وهذا مادفعنا للبحث في إمكانتنا واستخدام المتوفر من الدوات».
ويعكف «أبو عون» على صناعة الخواتم الفضّية في ورشة صغيرة يعمل ضمنها بأعلى المعايير العالمية حسب تعبيره، حيث تبدأ عملياً «بتشكيل نماذج شمعيّة تحاكي الشكل المطلوب، قبل أن تغطى بالجبص، الذي يتحول إلى قوالب للخواتم المطلوبة ، ثم تبدأ عملية إملاء القوالب بمصهور الفضة، وتبريدها ليحصل الصانع على الخاتم بشكله الأوّل».
ويضيف «أبو عون» لمساته الأخيرة، بإزالة الشوائب عن الخواتم وتلميعها وتعديل نقشاتها وطلائها، قبل أن توضع بالعلب تمهيداً لبعها وتصديرها.
وبعد عام على انطلاق المشروع يؤكّد «أبو عون» أنه حقق نجاحاً كبيراً، مشيراً إلى أنه «رغم الظروف الصعبة، فقد وصل العمل بعد سبعة شهور من إطلاقه وحتى الآن إلى مستويات الجودة العالمية، بدأنا بترويج المنتج وتفاجأنا بإقبال شديد من المواطنين، وترحيب من أصحاب الاختصاص، لكونها الفكرة الأولى في فلسطين لإنتاج الفضة».
ويرى المنتجان في المشروع وسيلة لكسب الرزق في مدينة تصل نسبة البطالة فيها إلى نحو 50% من المواطنين، حسب تقارير البنك الدولي، الذي أشار إلى أنها إحدى أعلى نسب البطالة في المنطقة العربية.
ويأملان في أن يتم توسيع المشروع، وخطّ الإنتاج، داخل القطاع وفي مدن الضفّة الغربية، قبل أن ينتقل إلى الوطن العربي والعالم، كبادرة تؤكّد قدرة غزّة على الاستمرار في إنتاج الإبداع وتصديره إلى العالم رغم التضييق الممارس من قبل سلطات الاحتلال.