قلب حوران .. عام على التحرير ينتهي بالسقوط
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">قيس أبو عبد الرحمن (قاسيون) - بعد اندلاع الثورة السورية وخروج العديد من المدن والبلدات في وجه النظام السوري، ونتيجة القمع والقتل والتهجير الممنهج الذي مارسه النظام على قرى ومدن حوران ما أطلق العنان للمواجهة المسلحة في المنطقة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وكان موقع مدينة «الشيخ مسكين» الاستراتيجي، وسط الريف الدرعاوي، فضلاً عن الانتشار الكثيف لعناصر ومقرات النظام، والميليشيات الموالية له، أثراً في توجيه أنظار المعارضة إليها، لكنّ توزع مقرات النظام جعل المهمة صعبة جدّاً بادئ الأمر، حيث تحتوي الجبهة الشرقية لـ«الشيخ مسكين» على المساكن العسكرية، ومبنى الشرطة العسكرية، فيما تتمركز قيادة اللواء82، ومقرّ الإسكان العسكري وكتيبة النيران، وعلى تلّ حمد في الجهة الغربية للمدينة، كتيبة المدفعية فضلاً عن 10 حواجز في الأبنية المرتفعة، مقابل أربعة حواجز على الجبهة الجنوبية.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وبعد أن تمكّنت المعارضة من السيطرة على 70 بالمئة من محافظة درعا، حاول النظام حماية «الشيخ مسكين» كأهم منطقة استراتيجية، فبدأ بحملة للتضيق على أنصار الثورة المسلحة في المدينة، بمساعدة العشرات من عناصرالدفاع الوطني، ما حدا بالمواطنين إلى إطلاق نداءات استغاثة استجابت لها فصائل عدّة في المعارضة أبرزها (جبهة النصرة، حركة المثنى، الفيلق الأول، جبهة شام الموحدة، وفرقة الحمزة) مطلقين الهجوم على المدينة من الجهة الجنوبية، كونها الحلقة الأضعف في دفاعات النظام على تخوم المدينة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وانتقاماً لحملة المعارضة، ارتكب النظام مجزرة مروّعة راح ضحيّتها أكثر من 50 مدنياً بينهم نساء وأطفال، حرقاً داخل بيوتهم في الحيين الشرقي والغربي، الأمر أكّد للمعارضة ضرورة استئناف القتال للسيطرة على المدينة، وتمّ الامر بدءاً بالحي الجنوبي، وكانت حركة المثنى وفصائل أخرى قد تمكنت من السيطرة على أجزاء من الحي الغربي بعد اقتحام تل حمد وبناية الساحر، حيث يعدّ تاريخ العاشر من تشرين الثاني 2014، البداية الحقيقة لتحرير «قلب حوران».</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">المرحلة الثانية من معركة السيطرة على المدينة، تمثّلت بعملية انتحارية لجبهة النصرة داخل المساكن العسكرية في السابع من كانون الأول 2014، تلتها سيطرة للمعارضة على المقرّ، وأجزاء من الحي الشرقي، ما وضع نحو 70 % من المدينة في أيدي المعارضة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">السيطرة على قيادة اللواء 82 وكتيبة النيران وما تبقى من الحي الشمالي تمت في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2015، كما شهدت المرحلة الثالثة انسحاباً للنظام من مقرّ الإسكان العسكري بعد معارك دامت شهر ونصف، أي قبل سنة من الآن، أصبحت «قلب حوران» تحت سيطرة قوات المعارضة التي اغتنمت عدداً كبيراً من الآليات والذخائر والصواريخ الحرارية، ودمرت أكثر من 3 دبابات وعربة شيلكا، فيما قتل نحو 300 عنصر خلال كامل معركة السيطرة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وخلال عام من سيطرة قوات المعارضة على المدينة الاستراتيجة، تعرّضت إلى قصف بمئات البراميل المتفجّرة والغارات الجوّية، ما أدى إلى مقتل العشرات من أبنائها، وبعد انطلاق الحملة الجوّية الروسية في سوريا، نهاية أيلول الماضي، بدأت عناصر النظام ومليشيا حزب الله بالتجهيز لعمل عسكري في المدينة، انطلاقاً من اللواء 82 وتمكنوا من السيطرة على الجزء الخلفي من المقر، ثم تقدّموا نحو الإسكان العسكري ما جعل النظام على الأطراف الشمالية من المدينة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px"> وقبل نحو شهر من الآن استطاعت قوات النظام بدعم من الغارات الروسية، الدخول إلى اللواء 82، وكتيبة النيران شمال وشمال غرب المدينة، والمساكن العسكرية شرق المدينة، وذلك بسبب الضعف في نقاط الرباط والغطاء الجوي الكثيف، حيث بلغ عدد الغارات الجوية أكثر من 800 غارة جوية، و 250 برميل متفجر والقصف العنيف بألاف القذائف، وعشرات الصواريخ البالستية، ما جعل جعل 90% من المدنية مدمّراً.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">من جهتها، أبدت قوات المعارضة مقاومة عنيفة للحملة الأخيرة حيث قتلت نحو 400 عنصراً للنظام، بينهم 10 ضباط، ودمروا 6 دبابات وعربة شيلكا وأليات أخرى، إلّا أنّ تكثيف الغارات الروسية دفع بعدد كبير من الفصائل المعارضة إلى التراجع، في الخامس والعشرين من كاون الثاني 2016، في ظلّ قطع طرق الدعم والإمداد عن الفصائل المتواجدة داخل المدينة، من قبل فصيل «حركة المثنى» الذي لعب دوراً عكسياً ودفع بالمدينة التي شارك بتحريرها، إلى يد النظام من جديد.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">ويسعى النظام من خلال السيطرة على «الشيخ مسكين» إلى حماية أهم معاقله في المنطقة بمدينة «إزرع»، وتأمين أوتستراد دمشق – درعا، وإحراز انتصار عسكري قبل البدء بمفاوضات جنيف، المتوقعة بداية الشهر القادم.</span></sup></span></p>