من هو عبد الله قرداش خليفة البغدادي
<p>بعد تأكيد مقتل مؤسس وزعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، بإنزال أمريكي في سوريا، كثرت التكهنات عن الخليفة المحتمل للبغدادي، غير أن تقاريراً عدة، تشير إلى أن البغدادي، أوكل شؤون التنظيم، قبل مدة طويلة للرجل الأكثر ثقة به، والأكثر تشدداً.</p>
<p>كان البغدادي، قد رشح، في أغسطس (آب) الماضي، عبد الله قرداش، "التركماني" الأصل، خليفة له لزعامة التنظيم، وما سماه بيان للتنظيم، «برعاية شؤون المسلمين»، حسب مواقع مقربة من تنظيم «داعش».<br />وأشارت تقارير إلى أن مقربين من البغدادي، طالبوه بجعل قيادة التنظيم بيد شخصية سورية، بسبب التشديد الكبير للقوة الأمنية في العراق، بنما في سوريا هناك أفضلية للتحرك، مما يجعل نجاعة التنظيم تحت قيادة سورية أكبر، غير أن البغدادي رفض.</p>
<p>وجاء الإعلان عن تعيين قرداش خليفة للبغدادي، بعد نحو أربعة شهور من آخر ظهور للبغدادي، في التاسع والعشرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي؛ الذي توعد خلاله الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من الأعمال، كما عد تفجيرات سريلانكا التي راح ضحيتها العشرات بمثابة ثأر لما حصل في منطقة الباغوز في سوريا.</p>
<p>وأكد تقرير لـ مجلة «نيوزويك» أنها علمت أن العملية الأمريكية التي نتج عنها قتل أبوبكر البغدادي والمتحدث باسم التنظيم أبوالحسن المهاجر في سوريا، رغم أن داعش لديه بالفعل خليفة جديد للبغدادي وهو عبدالله قرداش الذي عينه البغدادي في أغسطس/آب الماضي.</p>
<p>وبحسب المسؤول الأمني الإقليمي الذي تحدث للمجلة شرط عدم ذكر اسمه أو منصبه أو حتى الإشارة لبلده، «كان قرداش يتولى بالفعل مهام البغدادي كاملة»، مضيفاً أن «دور البغدادي قد تقلص بالفعل ولم يعد له دور أصلاً وقت مقتله».</p>
<p>وتمتد العلاقة بين قرداش والبغدادي لنحو 16 عاماً، بعدما التقى الرجلان في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق، الذي كانت تديره القوات الأميركية في حينها بعد عام 2003، وظلا فيه لسنوات سجناء؛ قبل أن يُطلق سراحهما، وتبدأ مسيرة جديدة مع «داعش».<br /><br />وتنحدر أصول قرداش من بلدة تلعفر، شمال غربي مدينة الموصل، التي تحولت لحاضنة رئيسية لـ«داعش»، وكادت أن تصبح مقراً رئيسياً لقادة التنظيم بعد سقوط الموصل؛ غير أن تمكن القوات العراقية من دخول البلدة بسهولة، والسماح لمئات المتطرفين بممرات هروب متعمدة، حال دون تمكن التنظيم منها.<br /><br />ورجح تقرير صادر عن جهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، أن تولي قرداش زعامة «داعش» سيؤدي إلى مرحلة «خطيرة للغاية» من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما أن ترشيح قرداش قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية في العراق، حسب ما نقلت شبكة «مونت كارلو» الفرنسية.<br /><br />وأثار احتمال خلافة قرداش للبغدادي قلاقل الأجهزة الأمنية، التي صنفته بأنه من «أشرس وأقسى قادة (داعش)»؛ حيث أعلنت أجهزة الاستخبارات العراقية، حالة استنفار معلوماتية حول شخصية قرداش، وما هي تحركاته، وأين يمكن أن يكون موجوداً.<br /><br />وبشأن ميزات خليفة البغدادي المدعو عبد الله قرداش، قال الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، إن «خليفة البغدادي المنصَّب تواً، كان معتقلاً في سجن بوكا بمحافظة البصرة، وقد شغل منصب شرعي عام تنظيم (القاعدة) وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل».<br /><br />ويضيف أبو رغيف أن «قرداش كان مقرباً من القيادي في (داعش) أبو علاء العفري، وكان والده خطيباً مفوهاً وعقلانياً»، مبيناً أن «قرداش اتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل».</p>
<p>المصدر: الشرق الأوسط</p>