أهالي الرقة يعانون من إرهاب ثلاثي الأبعاد
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong style="line-height:1.6em">نجم الدين النجم (قاسيون) - الطبيعة بصقيعها، والروس بطائراتهم، وتنظيم «داعش» بظلمه- وظلامه- جميعهم يعاني بسببهم أهالي مدينة الرقة المحاصرين، ممن لم تسمح لهم ظروفهم بالهجرة، فبقوا في مناطقهم يحيط بهم البؤس وتستبد بهم الممارسات الظالمة.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>يصارع ملايين اللاجئين والنازحين السوريين داخل سوريا وخارجها من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة عواصف الثلج والصقيع التي تجتاح دول المنطقة هذه الأيام، ويبدو أن قدر الكثير منهم هو الوقوف وحدهم في مناطق لا تصلها المساعدات، ولا الكاميرات؛ بقدر ما تصلها صواريخ الطائرات بألوانها وراياتها جميعاً.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>يقول «أحمد. ج» من أهالي الرقة المحاصرين: «نحن نعاني من هذا البرد، فلا كهرباء لدينا ولا حطب؛ وأسعار المحروقات مرتفعة جداً، حيث وصل سعر برميل مازوت التدفئة إلى 46 ألف ليرة سورية، فلجأنا إلى إشعال الألبسة القديمة، وبعض قطع البلاستيك، والورق المقوى حتى نتدفأ، في حين أنه توجد غرامات علينا في حال قطعنا أية شجرة للتدفئة، لا أعلم ما سبب ذلك عوضاً عن ارتفاع سعر الخبز بعد تخلي التنظيم عن دعمه».</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الرقة المنكوبة تشهد حصاراً خانقاً ليس أقل وطأة عن حصار باقي المدن السورية، مثل (ديرالزور، مضايا، والزبداني) فالأهالي يلاقون صعوبة في شراء الخبز بسبب قلته وغلاءه، ومن أصل ٤٩ مخبزاً لا يعمل الآن منها سوى ١٣ مخبزاً فقط، والحاجة الطبيعية للمدينة من الطحين يومياً ٥٠٠ طن من الطحين، فيما لا تخبز الأفران سوى ١٣٠ طن فقط! </strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>مشافي المدينة خارج الخدمة، وفي حالة دمار وتخريب، ومعظم أجهزتها لا تعمل وخاصةً أجهزة التصوير، وغسيل الكلى، بسبب قصف الطائرات للمشافي، وأسعار الأدوية شديدة الغلاء والندرة. </strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>يضيف «أحمد» متحسراً: «أغلبية الناس يريدون الخروج من المدينة، فبعد منع أجهزة التلفزيون والإنترنت، بتنا منقطعين عن العالم تماماً، لكن لا للهروب سبيلاً، فالرقة محاطة بالخنادق والألغام؛ وعناصر التنظيم تمنع أي أحد من المدنيين الخروج، وتفرض أشد العقوبات على من يحاول ذلك».</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>من جهة أخرى لا تكف الطائرات الروسية، والأخرى التابعة للتحالف الدولي، عن زيارة الرقة حاملة صواريخ الموت على المدنيين دون سواهم،</strong><strong> إذ </strong><strong>شنت مجموعة من الطائرات الروسية في خلال الأسابيع الماضية هجمات عدّة في مناطق مختلفة من سوريا، وفي الرقة كانت أكثرها وحشية، حيث نفذت أعداد كبيرة من الغارات، تركزت جُلها في أكثر شوارع وأسواق المدينة حيويةً، مثل (عبارة الدرويش، دوار النعيم، منطقة الأماسي، مكتب الهلال الأحمر، الساعة، المشفى الوطني، حي الرميلة، مشفى المواساة، العيادات الشاملة، المنطقة الصناعية، ومبنى المحافظة) كما أفاد الناشط «أبو معاذ» من الرقة.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وأفاد ناشطون، أن مجازر وحشية ارتكبتها هذه الطائرات، وخلال أسبوع واحد فقط، راح ضحيتها أكثر من ٨٠ قتيلاً «شهيداً» بينهم عائلات بأكملها دفنوا تحت ركام بيوتهم وعشرات الأطفال؛ وما يزيد عن أكثر من ٩٢ جريحاً، بعضهم في حالة خطرة جداً لم يجدوا الأهالي مكاناً يسعفونهم إليه بسبب قصف أهم مشافي المحافظة (المواساة، والوطني) وخروجهن عن الخدمة نهائياً .</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>بهذا يكون آلاف الأبرياء من مدينة الرقة، يرزحون تحت وطأة الجوع؛ والبرد؛ والموت، فلا مواد إغاثية تصل إليهم، ولا صوتاً منهم يقوى على اجتياز أسوار المدينة لإسماع العالم ما يعانونه من قهر، وظلم، واستبداد، وتعتيم على مأساتهم في وسائل الإعلام المحلية والدولية.</strong></span></sup></span></p>