أنجبتُ طفلتين وتنقّلتُ بين ثلاثة منازل .. سحر تروي قصة زواجها وهي في الخامسة عشر من العمر
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">عبدالله حسن (<strong>قاسيون</strong>) – «ستنتقلين إلى دارٍ جديدة» .... بهذه الكلمات أردفَت والدتي، بعد خروج الشاب وعائلتهِ من غرفة الضيوف، كنتُ آنذاك في الخامسة عشر من عمري، حينما جاؤوا بُغية خِطبتي للزواج، ولم أكن أعرف ما يمكن أن يعنيه ذلك حقاً. تقول «سحر»، إذ تروي لـ «قاسيون» قصة نزوحها وزواجها، وهي حديثةُ عهدٍ بالبلوغ.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">ولدت «سحر» في إحدى بلدات ريف العاصمة السورية «دمشق»، عام 1999، لأسرة فقيرة، دفعها النزوحُ إلى الانتقال للعيش في بلدة «الرفيد»، بريف القنيطرة، جنوب سوريا، منعها شحُّ الحال من الاتكال على معيلٍ واحد (أخوها)، يعمل بنّاءً، في العاصمة اللبنانية «بيروت». وهي إذ تروي قصة نزوحها وزواجها (المبكّر) على حد وصفها تقول:</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">غادرنا منزلنا في ريف دمشق، إلى ريف القنيطرة، وبقيَ والدي فيه، وبعد استقرارنا في (منزلٍ آخر)، كنا نحاول بين الحين والآخر؛ التواصل مع والدي عبر الهاتف، أجابنا في المرة الأولى رجلٌ قال لنا: إنه سيأتي قريباً لحديثنا، ثم عاودنا الاتصال مساءً، ليقول لنا الرجل ذاته، أنه دخل إلى البيت، ليجدَ أبانا مقتولاً، ثم أردف: لقد قُتل والدك.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">هكذا بدأت «سحر» حديثها، منتقلةً بعد ذلك إلى الحديث عن زواجها، وكأن شيئاً لم يكن ... </span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">تقول سحر: حينما جاءَ زوجي طارقاً باب بيتنا لطلب يدي للزواج؛ لم يكن لي حينئذٍ إلا الموافقة، ألفيتُ نفسي لم أعتد مطلقاً على القول (لا)، كانوا يجلسون إلى والدتي، ويحدثونها وأخواتي، ممن يكبُرنني سناً، بينما كنت أجلس لوحدي، ولم يكن يخطر في بالي حينها إلا «الخلاصَ» بالموافقة، كنت آنذاك، في الخامسة عشر من عمري.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">وتضيف سحر: انتهت أمي من حديث الضيوف، وجاءت تخبرني «ستنتقلين إلى مرحلةٍ أُخرى في حياتك، ستتزوجين، ويجب عليكِ أن تحسني التصرف، وسيكون لك دارٌ جديدة لتسكني فيها وزوجك»، وتشير أمي بالقول «إنه شاب طيب، ويكبرُكِ عشرة أعوامٍ فقط»، وتكرر سحر بين الفينة والأخرى «لا أدري كيف سأصف شعوري حينها ... لا أدري».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">وتتابع واصفةً أيامها الأولى في بيت زوجها قائلة: عندما جئت إلى بيت زوجي وأهله، لم أكن أعرف كيف يمكن لي أن أتصرف، وواجهت صعوباتٍ عدة، وتلقّيت في بادئ الأمر انتقاداتٍ كثيرة، وهكذا حتى أصبحت تدريجياً أعتاد عليهم، على طباعهِم، وعاداتهم ... أما يوم زواجيَ الأول، فهذا ما لا يمكن أن أنسى ما انتابني فيه من شعور، ولم أكن أعرف ماالذي يتوجب عليَّ فعله وقتئذٍ، إذ لم أكن أُدرك ما يُريده زوجي مني. تقول ذلك سحر وكأنها لا تريد متابعة الحديث، في إشارة منها أنه لربما لا يتوجَّب عليها قول ذلك.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">وتقول سحر: في الحقيقة، حينما كان يحدّثني زوجي عن مراده، كانت تنتابني رغبة ما بالبكاء، وفي غالب الأحيان كنت أبكي ...لكنني صرت شيئاً فشيئاً أفهمه ... حملت بعد ذلك، ورُزقت بفتاة، وبعدها بخمسة أشهر تقريباً، فوجئت بحملي مجدداً، وهذه المسؤولية لم أكن أتصور يوماً أنها ستُلقى على عاتقي.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">وتشير إلى كيفية تعاملها مع طفلتها الأولى بالقول: كنت أتركها تبكي، لا أدري ما يمكن فعله، وكانت والدة زوجي تسألني مراراً عن حالتها، وعن أسباب صراخها، حتى قالت لي أنها بحاجة إلى إرضاعها، لكن تعاملي مع طفلتي الثانية؛ كانَ أيسر نسبةً بالأولى.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><sup><span style="font-size:18px">يُذكر أن تقريراً لمنظمة الـ «يونيسيف» قال أن نسبة زواج الفتيات ممن هن تحت الـ 16 من عمرهن بلغ أكثر من 23% مطلع عام 2014، من عموم اللاجئين السوريين، المسجلين في الأردن، ومخيم «الزعتري».</span></sup></p>