وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 17 نوفمبر - 2024
austin_tice

عائلة الرفاعي... لا منزل ولا مصدر للرزق... وشمل مشتت

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">أبو عمر الجولاني&nbsp; (قاسيون) - لا منزل ولا مصدر للرزق، حتى النقود في جيبه لم تكن موجودة، بل خلّف بعض من الديون وراءه، هكذا رحل &laquo;أبو مهند&raquo; وصعدت روحه إلى السماء كحال أغلب المنخرطين في صفوف فصائل المعارضة العسكرية خلال سنوات الثورة السورية، ماتوا فقراء يناضلون من أجل قضية الكرامة والعيش الكريم، كما تقول زوجته.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">&nbsp;السيدة &laquo;أم مهند&raquo;، التي تعيش مع أبناءها أوضاعاً صعبه تختصر ما يعيشه السوريون على امتداد الجغرافية السورية، هذه الأيام، قالت: إن زوجها &laquo;عبد الله حسين الرفاعي (55 عاما) قتل على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، أطلقت النار عليه بشكل مباشر في حاجز الجاموس بريف القنيطرة الجنوبي، حيث كان يؤدي واجبه الثوري ويعمل على توفير بعض من الأمان لأهالي القنيطرة هو ورفاقه المقاتلين&raquo;.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وتتشارك عائلات من قضوا على مذبح الثورة، مع عائلات لا معيل لها ومئات الآلاف من الأسر القابعة في مخيمات الانتظار داخل وخارج سوريا، في ضيق العيش وهجر الناس لها، زادت الأحوال الجوية الأخيرة معاناتها، كما حصل لعائلة الرفاعي، هنا في ريف القنيطرة.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">تقول الأم: إنها &laquo;تقضي معظم أوقاتها في التفكير في كيفية العيش والتعايش، بعد مقتل زوجها، الذي كان رب المنزل ومصدر الرزق الوحيد، حيث كان يعمل أبو مهند، حتى خلال سنوات الثورة، بعد الانتهاء من مهامه في تقطيع الصخور وجعلها صالحة لبناء المنازل والأسوار للأراضي الزراعية، حيث يبيعها للاستفادة من ثمنها.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">العائلة والبالغ عدد أفرادها، سبعة، بينهم فتاتان، تركها معيلها تقارع مصيرها في هذه الحياة الصعبة زمن الحرب، حيث سكن في منزل لا تملكه في بلدة الرزانية المحاذية للشريط الفاصل بين القنيطرة والجولان السوري المحتل في القطاع الجنوبي، تبرع به لها أحد السكان، الذي رفض تقاضي أيّ أجر رغم ارتفاع أجور السكن في هذه المنطقة الآمنة، وفقاً لأحد سكان البلدة.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">في حديث مع وكالة &laquo;قاسيون&raquo; للأنباء، ذكروا أفراد العائلة، أنهم كانوا قبيل اندلاع الثورة من سكان بلدات جنوب العاصمة دمشق بالتحديد بلدة الذيابية، يؤمن والدهم &laquo;أبو مهند&raquo; قوتهم عبر عمله كبنّاء (نجار بيتون) في بناء العمارات وأعمال الاسمنت، لكنه تركها مع اشتعال الثورة واندلاع المواجهات بين المعارضة وقوات النظام في بلدة الذيابية، لتنزح العائلة مع أغلب أهالي البلدة إلى بلدات ريف القنيطرة، حيث تنقلوا وفقاً للأوضاع الأمنية من الطيحة إلى كوم اللويسية، ثم مخيم الرحمة، لينتهي&nbsp;بهم المقام في بلدة الرزانية هذه.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الأطفال يتصدون لمهمة الوالد الراحل</strong></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">في السابعة صباحا من كل يوم، ينطلق (يوسف 16عاما) وشقيقه (محمد 14عاما) إلى أحراش مخيم الرحمة، ومعهم مناشير يدوية ليقوموا بقطع بعض الأشجار لتأمين مادة الحطب بغرض استخدامها كوسيلة للتدفئة في فصل الشتاء، والمعروف بشدة برودته في قرى الجولان، رغم ما تخلفه تلك العملية من أضرار على المستوى الصحي والطبيعي.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الطفلان محمد ويوسف، تركا دراستهما العام الماضي، نظرا للظروف المادية لعائلتهما، حيث توجها للعمل في أمور مختلفة، كان أهمها العمل في قطاف حقول الزيتون بأجور متدنية جدا تقدر بـ 2$ مقابل عمل 9 ساعات على مدى شهرين في السنة، ثم يتوقف طوال الأشهر الأخرى، فلم يكن بوسع هذان الطفلان التفريط بهذا العمل، لعدم توفر غيره في ظل الظروف الراهنة، التي يعيشها الجنوب السوري بشكل عام والقنيطرة بشكل خاص، وسط حالة فلتان أمني، بالإضافة للمعارك في كل حدب وصوب، عمقت أثرها في حياة الناس الغارات روسية، التي تستهدف كل شيء ولا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">سبب آخر يجعل الطفلان في واجهة التصدي لإعالة ذويهم، هو انخراط شقيقهم الأكبر، (مهند 23عاما)، في صفوف مقاتلي المعارضة مطلع عام 2013 في بلدة الذيابية للدفاع عنها من الميليشيات الطائفية، التي كانت تتمركز في بلدة السيدة زينب، حسب ما قال يوسف.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الذي أضاف أيضاً: أتمنى أن يبقى مهند بخير، حيث انتقل إلى بلدة يلدا بعد اشتداد وتيرة المعارك والحصار المفروض على الذيابية وانسحاب المعارضة منها، اضطروا في بعض الأوقات إلى ذبح القطط والكلاب لإطعام أنفسهم، جرّاء الحصار الذي قتل أكثر من 200 شخص جنوب دمشق على مدى عامين من إغلاق قوات النظام المعابر إليه كافة، فنحن لم نر شقيقنا منذ ثلاثة سنوات.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ويحلم أفراد عائلة الرفاعي، كما هو حال آلاف العائلات السورية، أن تنتهي الحرب ويحصلون على الحرية، في العيش حيث يريدون وينتقلون كما يريدون، بعيداً عن الحصار والخوف والجوع، ليتمكنوا من اللقاء مع شقيقهم مهند، ليصحبوه إلى قبر والدهم ليضع الأزهار عليه، والعيش في منزل واحد دون أن يخشوا شيئاً.</span></sup></p>