مركز بحوث استخباري فرنسي: الأسد لم يفز وسوريا مقسمة لمناطق نفوذ
<p style="text-align: justify;">وكالات(قاسيون)-يرى المركز الفرنسي للبحث الاستخباراتي في تقييم أجراه للوضع الراهن في سوريا، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يفز في الحرب على الرغم من النجاحات العسكرية التي حققها، وأن البلاد قد تنقسم إلى مناطق نفوذ.</p>
<p style="text-align: justify;">ونشر المركز مقالا للكاتب «ألان رودرييه» في هذا السياق يشير فيه إلى أن ربع مساحة سوريا تقريبا -وتحديدا شرق نهر الفرات- لا يزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي ينتمي أغلب عناصرها إلى فصائل كردية تحظى بدعم قوات التحالف وخاصة الولايات المتحدة، مما يؤكد على أن واشنطن لا تفكر من الأساس في مغادرة سوريا، وفقا لموقع الجزيرة نت.</p>
<p style="text-align: justify;">ويقول الكاتب إن تنظيم الدولة لا يزال حاضرا في سوريا رغم إصابته بالإنهاك، وأنه موجود بالتحديد في منطقة دير الزور شرقي البلاد وفي جنوب شرق العاصمة دمشق وفي منطقة إدلب.</p>
<p style="text-align: justify;">ويضيف أن التنظيم لا يزال قادرا على الحفاظ على مناخ من انعدام الأمن في البلاد، حيث شنّ منتصف الشهر الجاري عدة هجمات في الضواحي الغربية لحلب وشمال محافظة اللاذقية. بالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية إلى الآن من استعادة آخر معاقل تنظيم الدولة عند الحدود مع العراق.</p>
<p style="text-align: justify;">وحول الوضع في إدلب، أفاد الكاتب أن محافظة إدلب ظلت في قبضة ائتلافين اثنين، هما: هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير التي تحظى بدعم أنقرة. كما تنتشر في إدلب العديد من الجماعات المسلحة الأخرى على غرار الحزب الإسلامي التركستاني، وجيش العزة، وتنظيم حراس الدين، وقد غيّر بعضها انتماءه فيما لا يزال بعضها الآخر يدين بولائه لتنظيم القاعدة.</p>
<p style="text-align: justify;">ويضيف الكاتب أن المنطقة العازلة التي تعهدت تركيا وروسيا بإقامتها للفصل بين قوات النظام السوري وكتائب الثوار، لم تثبت فعاليتها بعد بشكل كامل. فنظريا، لا تشمل هذه المنطقة العازلة مشاركة المليشيات الأجنبية المقاتلة مع قوات النظام، على غرار حزب الله اللبناني، وهو ما لم يتم احترامه على أرض الواقع.</p>
<p style="text-align: justify;">ويستبعد الكاتب شنّ قوات النظام أي هجوم على إدلب على المدى القصير، حيث لا يستطيع أن يقدم على أي خطوة دون تلقيه الضوء الأخضر من روسيا. كما لا يتمتع الجيش السوري بالقدرات التقنية والبشرية الكافية لشن عملية عسكرية بصفة منفردة دون دعم جوي روسي.</p>
<p style="text-align: justify;">وحول دور الغرب يرى الكاتب أن الأميركيين لا يزالون يشكلون ثقلا في سوريا، عبر دعمهم ذي الأهمية القصوى لقوات سوريا الديمقراطية شمال شرق البلاد. أما الأوروبيون، فقد أصبحوا خارج اللعبة منذ أشهر طويلة، وسيظلون على هذه الحال لسنوات إذا حافظوا على نظرتهم الموضوعية للأزمة السورية.</p>
<p style="text-align: justify;">ويوضح الكاتب أن موسكو صار لها منفذ إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قواعدها العسكرية في طرطوس وقاعدة حميميم، وكذلك عبر تناوب ستين ألف جندي روسي على الإقامة في سوريا.</p>
<p style="text-align: justify;">ويضيف أن مشاركة العسكريين الروس في الحرب السورية أكسبتهم خبرة أكبر لتعزيز قدراتهم القتالية، وهو ما من شأنه أن يعطي قيمة أكبر للجيش الروسي. كما أنقذ التدخل العسكري الروسي نظام بشار الأسد من السقوط خلال صيف سنة 2015 على الرغم من دعم طهران والمليشيات الشيعية الأجنبية له.</p>
<p style="text-align: justify;">ويرى الكاتب أن سوريا تنقسم الآن إلى ثلاث مناطق، هي منطقة «سوريا المفيدة» -كما يسميها النظام- غرب البلاد، والخاضعة لسيطرة النظام وحلفائه الشيعة، وكردستان سوريا -التي تحظى بدعم واشنطن- أو ما يطلق عليها أيضا «منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا»، تجنبا لاستفزاز أنقرة، المنطقة «الجامعة التي تجمع كافة كتائب الثوار في شمال غرب سوريا (بما في ذلك إدلب)، وتخضع نوعا ما لرقابة الأتراك.</p>