الحولة حصار يطرق الأبواب... وتوافد النازحين يزيد الصعاب
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">باسل عز الدين (قاسيون) - تعيش مدينة الحولة، بريف حمص الشمالي، حصاراً مستمراً، منذ أكثر من عامين يتخلله دخول بعض المواد الغذائية، في أوقات متفرقة، وبأسعار مرتفعة عبر المعابر التي تسيطر عليها قوات النظام، بعد تقديم رشاوى كبيرة لجواجز النظام التي تحاصر ريف حمص الشمالي بشكل عام.</span></sup></span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">وبعد إطلاق قوات النظام، لحملة عسكرية كان من نتائجها، إغلاق منافذ الريف الشمالي بشكل كامل، وفرض سياسة الحصار والتجويع، على أهالي الريف الحمصي، عبر سيطرة النظام على قرى في منطقة «جنان» ومحيطها، إضافة إلى إغلاقه لطريق (تيرمعلة، وتل عمري) خلال المعارك التي دارت منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام المنصرم.</span></span></sup></span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">ازداد الحصار على المنطقة بشكل كبير كحال معظم مناطق ريف حمص الشمالي، وارتفعت الأسعار بنسبة تجاوزت الأربعين في المئة؛ </span></span></sup></span><span style="color:rgb(0, 0, 0); font-size:18px; line-height:1.6em; vertical-align:super">و منذ أيام عدّة أطلق النظام، معركة باتجاه قرى (دير الفرديس، وحربنفسه) في ريف حماه الجنوبي، أدت الى نزوح نحو 8 آلاف نسمة، وصلوا إلى منطقة الحولة، لتزداد معاناة المنطقة المحاصرة، وتزداد معها معاناة نازحين أيضاً.</span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">وتشهد المنطقة، أزمة كبيرة في تأمين مادة الخبز، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد 250 ليرة، وبكميات قليلة، إضافة لأزمة التدفئة، الناتجة عن شح المحروقات وغلائها، حيث تجاوز سعر ليتر المازوت 350 ليرة، وما زاد من أزمة الوقود، انقطاع الحطب الذي إن وجد، يتجاوز سعر الطن 60 ألفا، ويتزامن ذلك كله، مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وشح في كمياتها وعدم كفاية النازحين.</span></span></sup></span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">في حين، وزع النازحون على منازل ومراكز الإيواء، وقدم أهالي الحولة كل شيئ يملكونه، تضامناً مع النازحين كي يبردون معاً ويجوعون معاً، ويتقاسمون ويلات الحصار بالألم والأسى ذاته.</span></span></sup></span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">اللافت الذي لا يمكن اعتباره سوى بالمؤسف والمعيب حتى اللحظة، هو غياب تام للمنظمات الإنسانية، والهيئات التي تعنى بالشأن الإغاثي، عن كارثة أهالي الحولة وضيوفهم، إذ يعاني نحو 78 ألف نسمة من الحصار، وفقدان أدنى مقومات الحياة دون أيّ تحرك يذكر إلا بعض المساعدات الأهلية.</span></span></sup></span></p>
<p style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">إنها حاجة كبيرة لأبسط المقومات، من المحروقات والمواد الغذائية وحليب الأطفال والخبز، والكل في منطقة الحولة يتملكهم العجز بانتظار ما قد يتخذ من أجلهم، حفاظاً على الكرامة التي خرجوا من أحلها.</span></span></sup></span></p>