وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 15 نوفمبر - 2024
austin_tice

الغوطة الشرقية... توحيد الجهود خيار وجودي

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>كان مطلب توحيد الفصائل العسكرية الثورية ولا يزال يتربع على سلم أولويات الثورة السورية، فعلى الرغم من النداءات الواسعة والمتكررة من قبل أبناء الثورة إلا أن نداءاتهم لم تلق حتى اللحظة آذان صاغية. ولعل أكثر النداءات حظاً هي تلك التي لقيت صدى بسيط عند بعض الفصائل ضمن ظروف ومعادلات مؤقتة ما لبثت أن عادت الفصائل إلى تشتتها وتشرذمها بانتهاء ذلك المؤقت.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وعلى الرغم من ذلك ولأسباب عديدة أخرى لم يحقق الأسد في الفترة الماضية أي تقدم يذكر تجاه ما حُرّر من سيطرته ولعل أولى هذه الأسباب هو ضعف الأسد والميليشيات الطائفية التابعة له.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وما تشهده الثورة السورية اليوم من تطورات عسكرية دراماتيكية متمثلة بدخول روسيا وبشكل مباشر فيها بمشاركة الأسد في قتل المدنيين وتدمير ما نجي من براميله، تقف الثورة بجناحها العسكري اليوم أمام خيار وجودي محض حيث لا يمتلك مساحة أو وقتاً لنطلق عليه خياراً بوصفه مطلبيا فقط فروسيا ليست ميليشيات الأسد من حيث عبثها وفوضاها. فالطيران الروسي وبتفحّص محطات إجرامه سيرشدنا بأن كل محطة تأتي في سياق مخططٍ مدروسٍ وهدفٍ محددٍ ، فاستهداف المدارس والنقاط الطبية والمشافي الميدانية والأسواق الشعبية كخطوة أولى ، تأتي لإنهاك مجتمع ثوري محاصر لعدة سنوات ما يضيف إلى مصائبه كوارث أخرى نوعية، فما تم استهدافه هو بمثابة ما تبقى من شرايين حياة هذا المجتمع المنهك، لتأتي بعدها خطوة استهداف القادة العسكريين أصحاب السيطرة الأوسع في ذلك المجتمع أيضاً لزعزعة استقرار تلك الفصائل داخلياً وإدخالها في إشكاليات من شأنها إضعافها تجاه جبهاتها وتأخيرها عن المبادرة في أي عمل عسكري وإبقائها في موقع المنفعل لا الفاعل. وهذا يشير إلى أن هناك خطوات أخرى لاحقة لا تقل خطورة عن الخطوتين السابقتين وإذ نتحدث هنا عن الشق العسكري فإنما لمعرفة توظيفه السياسي روسياً، ونقول روسياً بسبب غياب ادوار عسكرية مباشرة لقوى دولية أخرى سواء أميركية أم أوروبية.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وانطلاقا من المبدأ السياسي القائل : الحرب أداة من أدوات السياسة , تعمل روسيا وعلى المسارين السياسي والعسكري لتطبيق فحوى هذا المبدأ ، فالعسكري هدفه إضعاف المناطق المحررة وصولا إلى إخراجها من ساحة العمل الثوري وسياسيا توظيف ذلك في فرض حل سياسي يتناسب ورؤيتها ومصالحها في المنطقة وهذا ما لا ينسجم مع رحيل الأسد، والمتابع لمسار التدخل الروسي المباشر سيجد بأن أولويات روسيا هما غوطتي دمشق ولاسيما الشرقية وعوامل هذا التركيز واضحة المعالم والعوامل أيضا، فجميعنا نعرف جغرافية المنطقة وأهميتها وقربها من العاصمة دمشق ومداها الذي يصل منطقة القلمون مع ريف حمص وما تمتلك من قوى عسكرية هامة وغيرها من العوامل، إلا انه وحسب اللحظة السياسية الحالية هناك عامل آخر يضاف إلى تلك العوامل&nbsp; لاسيما وأننا أمام عدوٍ لا يستهدف العبث وهذا العامل هو تشتت وتشرذم فصائل الغوطة الشرقية إن لم نقل تصارعها فيما بينها.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>على مدى سنوات الثورة السورية ورغم كل ما تعرضت له الغوطة الشرقية من قتل للمدنيين وتهجير وتدمير وحصار ووصولاً إلى مجزرة الكيماوي وما بعدها، وعلى مدى هذه السنين وخارج الغوطة الشرقية أيضاً و بدءا من بابا عمرو ومرورا بالقصير وحمص القديمة ووصولا إلى الزبداني، لم تدرك الفصائل العسكرية الثورية عامة والفصائل العاملة في الغوطة الشرقية على وجه الخصوص بعد بأن وجودها اليوم &ndash; ما بعد التدخل الروسي المباشر &ndash; سواءً كقوى أم كمناطق محررة، أصبح الآن مرتبطاً بتوحدها وان الاستمرار بعقلية السنوات الفائتة لن يصل بنا إلا إلى تكرار تلك الهزائم وبالتالي إضافة انتصارات لصالح الأسد ومن وراءه، وهذا ما سينتج عنه أيضا إطالة سني الثورة ومضاعفة أعداد الشهداء والمعتقلين ولن يخرجنا هذا من التوظيف السياسي الروسي أيضا .</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>بعيدا عن المال السياسي ومصالح دول عربية وإقليمية ودولية تدّعي صداقتها للشعب السوري، وقريبا إلى ذاتنا الثورية كعسكريين ومدنيين، فان مهمة توحيد الجهود ومسؤوليتها تقع على عاتقنا جميعا كعسكريين وكشارع ثائر ومجتمع مدني ومثقفين وسياسيين داخل سوريا وخارجها ونحن جميعا أمام امتحان أخلاقي- وطني أولاً فإما أن نشارك ونساهم وندعم عملية التوحيد هذه ومن خلال الفعل أيضا لا عن طريق النقد والتنبيه والنصح &rdquo; رغم أهميتهم&rdquo; وإما نحن أمام كارثة بكل ما تحويه الكلمة من معاني.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>تطورات عديدة واكبت الثورة السورية من تدخل ميليشيوي إلى تدخل إقليمي وصولا إلى التدخل الروسي، وفي المقابل لم نجد ما يوازي تلك التطورات في الساحة الداخلية السورية الثورية وهذا ما لن يعد مقبولا البتّة وأصبحنا للأسف في واقع نافل القول فيه إما التوحيد أو الانتهاء، ويتأتى الامتحان الأخلاقي - الوطني من خلال تجاوز هذا الواقع المشتت والانتقال إلى واقع يليق بما قدمته الثورة السورية من شهداء ومعتقلين وجرحى ومهجرين وكل معاناة من معاناتنا خلال السنوات الخمس الماضية حتى لا تذهب تلك المقدسات أدراج الرياح.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>فادي كحلوس: الجمهورية</strong></span></sup></span></p>