ماذا يريد حلفاء النظام في معركة الشيخ مسكين؟
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">محمد جواد (قاسيون) - تحاول قوات النظام، بتوجيه ودعم جوي من حليفها الروسي، أن تقلب موازين القوى جنوب سوريا، بعد هزائم كبيرة لحقت بها على تلك الجبهات خلال العام المنصرم، لذا بدأت معركة السيطرة على مدينة الشيخ مسكين، أهم المدن الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المنطقة الممتدة بين ريف دمشق؛ ومدينة درعا، في محاولة لفتح الطريق إلى عاصمة المحافظة عبر طريق درعا - دمشق القديم، والذي لا تزال المعارضة تسيطر على مدن إبطع وداعل، والتحكم في الطريق ذاته.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وتأتي هذه المعركة، ضمن إستراتيجية يرسمها خبراء روس، تعتمد على فتح الطرق الرئيسة من وإلى العاصمة دمشق، مع مراكز محافظات شمال البلاد وجنوبها، ما يجعل الحسم في مثل هذه المعارك مهماً لقوات النظام للتحكم بهذه الطرق الاستراتيجية، فتعثر عمليات فتح طريق حلب - دمشق، بسبب صمود قوات المعارضة من جهة، وتوفير طرق الإمداد لها من محافظة إدلب، وتحول المعركة هناك لمعركة استنزاف للنظام، تعثر هذه العمليات العسكرية دفعت قوات النظام لفتح معركة الشيخ مسكين، قبل أيام من محاور عدة.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الشيخ مسكين، المدينة الرابعة من حيث المساحة وعدد السكان في درعا بعد مدن درعا وإزرع والصنمين، أي انها أكبر معاقل المعارضة بدرعا، وهو هدف الهجوم الشرس لقوات النظام وحلفائه، حيث يتحكم الروس حلفاء النظام السوري بالسماء؛ بينما يتحكم حزب الله اللبناني وميليشيات إيرانية بالأرض، وأسفر الهجوم عن سيطرتهم على كتيبة النيران؛ والبناء الشرقي من المساكن ووحدة المياه شمالا وصولا لبناء الجرادات، حيث قطع طريق نوى - الشيخ مسكين، ما أسهم في تطويق المدينة من الشرق؛ والغرب؛ والشمال، وذلك بعد سيطرة النظام وحلفائه على مركز اللواء 82 قرب المدينة، بعد عام كامل طردهم منه.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">قوات المعارضة، تقاتل دون غطاء جوي، كما هو الحال على جميع جبهاتها في سوريا، مع فارق قلة الدعم بمضادات الدروع والسلاح النوعي الفعّال في المعارك في الجنوب، إضافة إلى كونها في منطقة معزولة عن غيرها من مناطق المعارضة في المحافظات الأخرى، باستثناء القنيطرة، التي لا تملك أن تمدها سوى بالمقاتلين، لكنّها- المعارضة- استهدفت مقرات لقوات لنظام في (عتمان، ازرع، وقرفا) بالريف الأوسط شرق وجنوب الشيخ مسكين، وقتلت مسؤول التنسيق والارتباط في الحرس الثوري الإيراني في إزرع مع مجموعة من العناصر وضباط من قوات النظام هناك.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">واستبسل مقاتلو المعارضة، في الدفاع عن المدينة الهامة، التي تُشكّل عقدة مواصلات وصلة الوصل بين (دمشق، درعا، القنيطرة) على مدى أسبوع من المعارك، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، فيما عمدت الطائرات الروسية على تدمير المدينة عبر استهدافها بعشرات الغارات، على مبدأ سياسة الأرض المحروقة، لكن استمرار العملية العسكرية بهذه الطريقة تحتاج لجهود أكبر من المعارضة، على غرار ما حصل في (حماة، إدلب، حلب)، وذلك ربما يعود أيضاً لوجود كتلة عسكرية كبيرة في المنطقة الشمالية، متمثلة بـ«جيش الفتح».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وتبذل فصائل المعارضة، التي بدأت في اليومين الماضيين، العمل ضمن غرفة عمليات موحدة لمنع قوات النظام وحلفائه من السيطرة على الشيخ مسكين، عبر إطلاق عملية عسكرية معاكسة لطرد هذه القوات من المناطق التي استولت عليها، حتى لا تتحول المدينة لنقطة انطلاق العمليات العسكرية باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في مدينة نوى بالريف الغربي، وبصر الحرير في الريف الشرقي، التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها شهر نيسان/ أبريل العام الماضي، لفتح طريق إمداد بين مدينة إزرع ومحافظة السويداء، الخاضعة لقوات النظام.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">بداية العام 2015 كانت محطة هامة لقوات المعارضة في حوران، حيث حققت الكثير من الانتصارات على قوات النظام، ومنها السيطرة على مدينة الشيخ مسكين بشكل كامل في الشهر الأول، بينما يبدو الأمر مختلفاً مع بداية عام 2016، مع التدخل العسكري الروسي، حيث يحاول النظام تحقيق إنجازات عسكرية واضحة على الأرض تمنحه أوراقاً في المفاوضات، التي يحضر لها المجتمع الدولي بين المعارضة والنظام، ويعكس ذلك موقف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي قال في آخر تصريحاته: إن «الشعب السوري، الذي ظل صامداً مدافعاً عن ثورته في وجه نظام الأسد، وميليشيا حزب الله، وقوات الحرس الثوري الإيراني، وتمكن من امتصاص الهجوم الروسي وإفشاله طوال ثلاثة شهور؛ سيظل دائما، وبفضل الصمود الأسطوري للجيش السوري الحر في مدينة الشيخ مسكين، وباقي أنحاء سورية، صاحب الكلمة الفصل في هذا الصراع».</span></sup></p>