وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 17 يوليو - 2025

أطفال إدلب... عمال صغار في مواجهة مصاعب الحياة

أطفال إدلب... عمال صغار في مواجهة مصاعب الحياة

نور الدالاتي (قاسيون) - أدت الظروف الاقتصادية المتردية لشريحة كبيرة من الشعب السوري، إلى دفع الأطفال للعمل بمهن متنوعة للمساهمة في إعالة عائلات أصابها الفقر؛ والجوع؛ وموت المعيل.

وعلى الرغم من أنّ ظاهرة عمالة الأطفال، متفشّية في سوريا قبل الثورة السورية، إلا أن الأعوام الخمسة الأخيرة جعلت الأطفال السوريين أمام خيارات العمل؛ أو الموت جوعاً.

وبحسب الناشطين، أنّ مدينة إدلب، شهدت مؤخراً انتشاراً كبيراً لظاهرة عمالة الأطفال، حيث ترك أغلبهم المدارس، واتّجهوا إلى مهن بسيطة كبيع الخبز، والخضار، أو الخردوات، فيما عمل آخرون بمهن تبدو شاقة كالحدادة والنجارة، وتصليح السيارات.

الطفل «صافي نوفل» من مدينة «سلقين» الذي وجد نفسه أمام مواجهة مع ظروف الحياة الصعبة، قال «اضطررت للعمل لإعالة عائلتي، الأسعار مرتفعة جداً، ولا نستطيع تأمين المستلزمات اليومية».

وبسبب الضغوطات الكبيرة التي تواجهها الأسر، فضّل العديد من الأهالي، استبدال مدارس أبناءهم التي تحتاج إلى تكاليف ومصاريف، بمهن وأعمال تسهم في سد جزء من احتياجات العائلة، أحد الآباء، الذين دفعوا أبناءهم للعمل، يقول: «المتعلمين وخريجي الجامعات لا يجدون عملاً، لا فائدة من التعليم في الحرب».

وتعمل الإناث إلى جانب أقرانهنّ من الصبية، في مهن عدة، وتتجه الكثير من الفتيات إلى مهنة الخياطة، التي يتم تعليمها لهنّ، بهدف المساهمة في توفير مصاريف العائلات.

المعلمين والمعلمات، في إدلب، أكّدوا أنّ صفوف الدراسة، أصبحت تحوي أعداد قليلة من الطلاب، نظراً لتسرب الأطفال للعمل من جهة، وإلى موجات النزوح الكبيرة جراء القصف المستمر من جهة أخرى.

ويشارك أطفال سوريا، بحمل أعباء الحرب، التي سلبت ذويهم ودمّرت مصادر الرزق العائلية التي يعيشون عليها، وعلى الرغم من اهتمام المنظمات الإنسانية بشؤون الأطفال، إلّا أن مساعداتها المقدّمة داخل سوريا، غالباً ما تكون بعيدة عن إيصال المجتمع السوري، إلى مرحلة الاكتفاء، وذلك بما يعيد الأطفال إلى مكانهم الطبيعي على مقاعد الدراسة، واللعب واللهو.