ريف دمشق... وادي بردى بين حدي الجوع والنزوح
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ريف دمشق (قاسيون) - قارب حصار قوات النظام لوادي بردى الشهرين، ولا يزال 100 ألف مدني من أهالي منطقة الوادي والنازحين إليها من حمص والغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، يكابدون ويلات الحصار، حيث يمنع عنهم الطعام والشراب والمحروقات والمواد الطبية.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">خلال 53 يوماً مرّت على السكان، جديدها أثقل من سابقه، الموظفون والطلبة فقط من تسمح لهم قوات النظام، بالدخول والخروج للمنطقة عن طريق «الشيخ زايد» يعودون في بعض الأحيان مع القليل من الأطعمة لتسد رمق بعض ذويهم، بينما يحرم ما عداهم من اختراق الحصار، وخاصة سيارات الغذاء والدواء<span dir="LTR">.</span></span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وعلاوة على ذلك، بدأ القلق يداهم نفوس السكان، بعد تحذير الهيئة الطبية من ظهور أمراض وأوبئة جديدة، نتيجة تراكم القمامة بشكل كبير في مكباتها في قرى المنطقة كافة بسبب إغلاق الطرق، ما جعل الروائح الكريهة تنبعث منها، في حين يقول السكان: «إنهم متخوفون من إحتمال وصول العصارات التي تفرزها القمامة بكميات كبيرة لحوض نبع الفيجة، وهذا أمر ليس بعيداً أبداً باعتبار أن قرية ‏عين الفيجة كلها تعدُ حوضاً مباشراً للنبع».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ومع انتشار الأمراض، تفتقد المراكز الصحية والصيدليات المواد الإسعافية، وكافة الأدوية خاصة المخصصة للأمراض المزمنة منها كأدوية القلب؛ والجهاز العصبي؛ والضغط والسكري.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ويحالو الناس الإعتماد على ما تنتجه أراضيهم من محاصيل موسمية، ولكنها لا تُغطي 20% من الحاجة للخضار في المنطقة، فيما لا تزال قوات النظام تراوغ، وتنكث بوعودها الكثيرة بفتح الطرقات خلال الأيام المقبلة، مع ازديات احتمالات توقيع هدنة بين الأهالي وفصائل وادي بردى من جهة ، مع قوات النظام من جهة أخرى.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وفي هذا السياق، أصلحت فصائل المعارضة خطوط المياه التي تغذي العاصمة، كبادرة حسن نية في محاولة للحصول على إتفاق يرضي الطرفين، قوامه الماء مقابل الغذاء.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">من جهته أبو أحمد، نازح من الغوطة الشرقية، قال: «لا نسعى لحرب ولا نريدها، فهذا النزوح الثالث لي مع عائلتي، ولا نريد تكرار التجربة مرة أخرى، كما لا أريد ان أرى ابني الوحيد يموت أمام عيني من الجوع بسبب الحصار المفروض على الوادي، لذا أوجه رسالة للجميع بما فيها هيئات ومنظمات حقوق الإنسان، وكل من يريد أن يستقبل الملايين من اللاجيئن اسقطوا بشار الأسد فهو رجل واحد وتنتهي قصتنا».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وقالت السيدة سمية من سكان وادي بردى، في حديث لـ «قاسيون»: «على أهالي الوادي أن لا يفتحوا المياه إلاّ مقابل فك الحصار، فأنا عندما أتى الهلال الاحمر لمنطقتنا لفحص مياه عين الفيجةشاركت بطردهم</span></sup><sup><span style="font-size:18px">»، مضيفة «وأخبرتهم إن لم يفتح النظام الطريق فنحن النساء من سيقوم بقطع المياه، فلن يشرب أولادكم ماءنا وأطفالنا جياع».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px"> تحدث منير طالب ثالث ثانوي علمي، لمراسل «قاسيون»، عن آثار الحصار، فقال: « صفي غير موجود بالمناطق المحررة، وبسبب إغلاق النظام –الله لا يكثر خيرو- طريق بسيمة، الذي يبعد عن مدرستي حوالي (1كم)، أنا مجبر على قطع العاصمة كلها للوصول إليها العاصمة كلها لاصل مدرستي، ناهيك عن المرور بتسعة حواجز لمليشيات الأمن والشبيحة خلال مسافة (15كم)، موضحاً « أخرج من بيتي في الساعة السادسة صباحاً، وأعود إليه في الخامسة مساء، وقبل أن أكمل تناول طعامي ينتهي النهار، لذا قررت عدم الاستمرار».</span></sup></p>
<p style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px"><span dir="RTL">ويعتبر وادي بردى شهيراً في سوريا، حيث يمثل خط سير نهر بردى من منبع النهر عند البحيرة في الجبال شمال غرب مدينة دمشق، ويسير بين الجبال متعرجآ ناشرا في طريقه الخصب والطبيعة الجميلة، وصولا إلى منطقة ربوة دمشق، حيث يوجد اعرق المصايف الدمشقية مثل دمر والهامة؛ وعين الخضرة؛ وعين الفيجة وغيرها الكثير من مناطق السياحة الواقعة ضمن خط سير الوادي.</span></span></sup></p>