الإسلام دين وليس دولة... بعض أحكام «داعش» وحقيقتها في القرآن
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>بقلم إبراهيم نمر...</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ربما يعرف قادة وأمراء «داعش» هذا التنظيم الإرهابي، والذي يدعو لإنشاء الدولة الإسلامية، الجواب فيما لو سألناهم: هل تعلمون أن الإسلام دين وليس دولة؟!.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ألم تقرؤون قوله تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي». وقوله: «قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». ألا يعلم هؤلاء الأمراء حين خاطب الرسول الكر يم (ص) بقوله تعالى: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً؟» في وقت نجد فيه هذا التنظيم الإرهابي يجبر في إحدى قوانين دولته المزعومة إجبار الناس أن يكونوا مسلمين بالإكراه!!.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">في حين أن الله تعالى أعطى الحرية للناس جميعا في اختيار معتقداتهم، وطلب من المؤمنين في قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». وقال تعالى: «يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا».</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">من جهة أخرى، وما يثير الاستغراب، أن من يدعون لقيام الدولة، يجب أن يكونوا يمتلكون مقومات الدولة، لكن كيف لهؤلاء أن يمتلكوا هذا القرار، وتسليحهم يعتمد على من يريدون مقاتلتهم من أجل إنشاء هذه الدولة ويسمونهم «الكفار» أيّ النظام العالمي الجديد من حولنا.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">هؤلاء الذين يدّعون الإسلام- والإسلام- منهم براء، لأن دين الإسلام هو دين الرحمة؛ والتسامح؛ والعفو والمغفرة دين العدل، والمساواة بين الناس جميعاً، بغض النظر عن عقائدهم وأديانه، وألوانهم؛ وأشكالهم.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">والدين الإسلامي يعتمد في أحكامه وشرائعه على ما أنزله الله في «القرآن الكريم» فالحكم لله، ولا مشرع مع الله... لأن الله لا يشرك بحكمه أحد، وكل ما تستمدون منه تشريعاتكم، هي عبارة عن اجتهادات بشرية في عصور غير عصورنا تحتمل الخطأ أو الصواب. والأمثلة كثيرة بين أحكام هذا التنظيم الإرهابي وأحكامها في القرآن، إذ نرى أن حكم الأسير في الدين الإسلامي كما ورد في «القرآن الكريم» له طريقتين لا ثالث لهما: إما مناً أو فداءً... ومعاملة الأسير تكون كما ورد: «يطعمون على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا»</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">أما التشريعات والأحكام التي تتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي أتت معاكسة لذلك تماماً، وأكبر مثال ما رأيناه من حكم على الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» والذي أعدم حرقا...!! ومثال آخر ما رأيناه من فيديوهات في رجم الزانية، ففي القرآن، حكم الزانية- والزاني- هو الجلد؛ ولا يوجد رجم للزانية في القرآن الكريم، والدليل على ذلك قوله تعالى: «فإن أتين بفاحشة، فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب» وإذا كان حكم المحصن والمحصنة، هو الرجم حتى الموت، فما هو نصف الموت؟ وأين هو؟!.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وما يثير الاستغراب أكثر، أين الزاني؟ لأن كل ما يظهر في فيديوهات، هو جلب الزانية، والحكم عليها بالرجم حتى الموت، ولا وجود للزاني!!.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وكذلك الأمر، فيما يتعلق بالجزية، هم يفرضونها على من هو غير مسلم، فمن أين أتيتم أيها الدواعش بهذا الحكم؟ لأن حكم الجزية في القرآن، هي على من أوتوا الكتاب، وليس على أهل الكتاب؛ والذين أوتوا الكتاب هم المسلم؛ والنصراني؛ واليهودي، فعندما يقول تعالى: «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، ولا اليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أتوا الكتاب، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون». وهذا بمثابة قانون جنايات لكل من يرتكب الجنح، من سرقة، واعتداء على الناس وغيرها من فساد في الأرض.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">أما حكم الجزية في الدولة الإسلامية، والتي يقودها «داعش» فالجزية على أهل الكتاب، بينما صريح الآية تقول: «على من أوتوا الكتاب» وكل ما ذكر سابقا هو قول الله «قول الفصل وما هو بالهزل».</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">من هنا نرى أن كل ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وجبهة النصرة، و«الكتائب الإسلامية» هو من خارج كتاب الله «القران الكريم». لأنهم يستمدون تشريعاتهم وأحكامهم من أحاديث نسبت زوراً للرسول الكريم الذي أرسل رحمة للعالمين.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وكل من يعارض على ما ذكر، عليه أن لا ينسى أن الرسول (ص) كان يتبع القرآن، ولم يأت بشيء من عنده، والقرآن الكريم يخاطب العقل، وجميع الناس، وكل ما يقومون بفعله، لا يقبله لا عقل؛ ولا منطق!!.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">أخيراً أيُّ عقل ومنطق يستند عليه هؤلاء في كل هذه الطرائق البشعة في قتل الناس، والتمثيل بجثثهم، وهو غيض من فيض، فالقتل غرقاً ورمياً من الأماكن الشاهقة، والقتل حرقاً، وحجز البشر في الأقفاص المعدنية وقتلهم، وكل الإصدارات الجديدة والقديمة، فعل منافٍ للدين والأخلاق.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">لكن تبقى الأسئلة التي بحاجة للإجابة لحيرتها: من أين أتوا بكل هذه الأساليب التدميرية في القتل والهلاك؟ من أين استمد هؤلاء ثقافتهم وفكرهم التي بكل فحواها ثقافة الكراهية بامتياز؟ التي أن دلت على شيء؛ فلا تدل سوى على أن «داعش» ليس إلا تنظيما إرهابيا مسيساً من المافيا العالمية، وإمبراطورياتها المالية، ولا دخل للإسلام فيه؟ فهل يتعظ إخوة الدين منه؟!!.</span></sup></span></p>