ماذا طُبخ في فندق «نافالي» بين لؤي حسين وتيارات معارضة؟
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px"><strong>مهيار أسطنبولي (قاسيون) -</strong> خلال الأعوام الأربعة من عمر الثورة السورية، بدأت منظمات ومنصات الدول الغربية، ذات البعد «الإستراتيجي» في الدول التي تشهد صراعات ونزاعات، بتطبيق تجاربها على الأرض السورية، عبر منظمات حديثة التكوين، وبات الشعب السوري حقل تجارب للدول التي تصنف نفسها بالمتطورة، وصاحبة تجربة من هذا القبيل في دول كانت تشبه الحالة السورية.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">بعد فشل التجربة الفرنسية، والتي كانت عبارة عن تشكيل مجالس محلية في مختلف المدن؛ والبلدات الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، والتي أثبتت فشلاً ذريعاً؛ في الوقوف عند متطلبات الشعب المنهك، ناهيك عن الفساد المالي؛ والإداري الذي تخلل المجالس من رأس الهرم وحتى القاعدة. بتنا اليوم، وبعد مرور أربعة أعوام ونيّف على الثورة السورية، أمام بدء تطبيق التجربة الأمريكية - البريطانية، والتي تنص على تشكيل منصات «سياسية» لكل محافظة سورية، إذ تحمل المنصة اسم المحافظة التي يتكون أعضائها من شباب ثوري ومثقف، وكان في يوم من الأيام يتظاهر سلمياً لإسقاط النظام.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">عقد قبل أيام في مدينة أورفا التركية، اجتماع اللجنة التأسيسية لتشكيل المنصة السياسية لمحافظة ديرالزور، ضمت اللجنة ضباط منشقون؛ ووجهاء عشائر؛ وأطباء، ومدنيون لم يتجاوز عمرهم الخمسة وعشرين عاماً «حسب بعض الحاضرين».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">تطرقت المنصة لأمور وقضايا، مصيرية تخص الشعب السوري أجمع، لكن الطامة الكبرى هي أن المنصة تدّعي الحيادية «حسب المشرفين عليها» وعدم التبعية لأيّة جهة كانت، وأن وجهة نظرها لا تمثل الشعب السوري برمته في النهاية، هنا السؤال الذي يطرح نفسه: كيف لا تمثل نفسها، وهي تحمل اسم المنصة السياسية لمحافظة كذا...؟! ناهيك عن تأكيدات أحد أعضائها أن الخارجية الأمريكية تشرف على عمل المنصات، مؤكداً أن الصلاحيات المتاحة للعمل السياسي، محددة ومقيدة، أيّ وفق ما تراه خارجية الرئيس أوباما.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">اللافت في الأمر أن المنصة- المنصات- بدأت تتلقى أموال ودعم مالي، لجذب الشباب السوري إليها، لتكون محط ثقل في الثورة، والتي لربما ستكون بديلاً جديداً عن الائتلاف الوطني المعارض، الذي يراه الغرب- والعرب- أنه الممثل الشرعي للشعب السوري.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">التجربة الأمريكية الجديدة، تقوم على جذب الشباب عبر المال، لكن كيف لمن جلس في حضن الأسد أن يدير منصة سياسية، ويطرح على طاولاتها قضايا مصيرية؟ ثم ما هي المقومات التي يمتلكها كل عضو، ليكون لديه القدرة على الغوص في السياسة؟ وأيّ أفق سياسي يمتلكه هؤلاء «أغرار السياسة» في قيادة الثورة ومناقشة أمور سياسية وإقليمية، لا تعرف من الذئب إلا أذنه، فما هكذا تورد الإبل بعد كل هذه الضحايا؟!.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">بالعودة للمنصة التي تابعت اجتماعاتها، السبت الفائت، وعقدت مؤتمراً في فندق «نافالي» بمدينة «أورفا» التركية، انتخب فيه أعضاء للمنصة الوطنية التي تمثل سوريا، ككل، عبر انتخاب شاب وفتاة عن كل محافظة، إضافة إلى انتخاب مكاتب تنفيذيّة لكل محافظة على حدة. وسارت الأمور «الديمقراطية» على ما يرام، دون أيّة تعقيدات أو خلافات، مع عامل الصدفة «الغريب» في حضور شخص «لؤي حسين» المناهض لنظام الرئيس السوري، و«المختلف» عليه بين هيئات المعارضة منذ مؤتمره الصحفي مع رئيس الائتلاف «خالد خوجة» صدفة خير من ألف ميعاد، بوجود «حسين» في الفندق ذاته، سواءً كانت بعلم المنصة أم دونها!!.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">لعلها الصدفة إذن، التي جمعت «لؤي حسين» مع دعاة وأعضاء المنصة الوطنية، لكن أيّة صدفة تجعل منه ينزل في الفندق ذاته الذي يعقد فيه المؤتمر، وفي الفترة عينها، ثم لماذا وقت موعد انعقاد المؤتمر، مع زيارته، لربما الصدفة أيضاً، التي لم تجمع أعضاء الثورة المختلفين مع بعضهم، جمعت «لؤي حسين» مع ثوار ومعارضين بينهم بالاسم فقط لنظام الرئيس السوري.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">على الرغم من نفي الاتفاق معه، أو توجيه دعوة رسمية له، اجتمع «حسين» في صالة الفندق بمناضلين؛ وثوار؛ ومعارضين من محافظات شرقية (ديرالزور، الحسكة، والرقة)، لبحث أمور تلك المحافظات، وطرح أفكار متنوعة من قبيل (إنشاء مجلس محلي لمدينة تل أبيض، وضرورة إعادة المهجرين قسراً إلى مدنهم وقراهم في ريف الرقة، طلب والانخراط في تياره السياسي)، والأهم في حديثه طرح مشروع المصالحة الوطنية، لتخليص سوريا من الإرهاب والتكفير، وعند سؤال أحد الحاضرين له: ماذا بعد القضاء على الإرهاب أين سيكون محل بشار الأسد؟ فأجاب: «يا ابني بشار الأسد الدورة الجاية ما بننتخبوا وبيسقط لحالوا دون سلاح وقتال...».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">ومنعاً لأيّ التباس من جميع الأطراف المذكورة آنفاً، وبعد انتقادات للمنصة، ووجود «حسين» على صفحات التواصل الاجتماعي، أجرينا اتصالاً مع «أنس فتيح» أحد أعضاء اللجنة التأسيسية للمنصة الوطنية عن محافظة ديرالزور، والذي أبدى عن استغرابه من التهم الموجهة لهم، مؤكداً عدم وجود أيّ تنسيق بين المنصة وحسين، أو توجيه الدعوة له.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">لكن «فتيح» لم يعلّق فيما إذا كان وجود «حسين» عبر دعوة من أحد أعضاء المنصة، والبالغ عددهم خمسين شخصاً، مع عدم النفي الكلي من لقاء بعض أعضاء المنصة به ومحاورته. موضحاً أن أيّ لقاء جمع المنصة مع «حسين» لم ولن يكون باسم المنصة الوطنية. وأضاف «فتيح» إن «حصل أي لقاء فهو عمل عادي، لا داعي لتكبيره، وإن حصل فهو تصرف فردي من المنصة دون تشاور أعضائها».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">وأشار «فتيح» أن المنصة هي نتاج تجربة أمريكية، بدعم من إحدى منظمات المجتمع المدني، ومقرها في مدينة غازي عينتاب، إذ جاء الدعم عبر مشروع قدم للكونغرس الأمريكي، لكن العمل لم يستمر بعد حدوث انفصال، دون أن يوضح «فتيح» سبب الانفصال أو نتائجه.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">يبدو أربعة أعوام ونيّف من عمر الثورة، لم تكن كافية لتنظيف الثورة من الشوائب والمتطفلين، الكل يدّعي تمثيل الشعب، والكل ينادي بمصير الشعب، لكن الواقع يقول: كلاً يبحث عن منصب وسلطة... ومنصة، والشعب يقتل... يهاجر... ينزح... يعتقل...!!.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">ويبقى السؤال: ماذا «طبخ» في فندق «نافالي» بين لؤي حسين وتيارات معارضة؟!.</span></span></p>