هل جذر المشكلة في من يقتل السوريين أم في من يستقبلهم؟
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>إبراهيم نمر (قاسيون) - </strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ليس السوريون وحدهم منقسمون على أنفسهم، بل العالم أجمع منقسم على ذاته، بفعل الحرب السورية، فمنذ الحرب العالمية الثانية، لم يشهد العالم أزمة بحجم الأزمة السورية. هذا العالم الذي ترك السوريون بمهب الريح يذبحون بدماء باردة اعترفوا بسقوطهم الأخلاقي حيال هذا الشعب.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>أوربا أم الديمقراطيات، لم تصمد كثيرا أمام هول الكارثة، وهي تشاهد بوابات أوربا، وما يسمى دول العبور (بلغاريا، هنغاريا، صربيا، مقدونيا، واليونان» كيف يتعاملون مع أزمة عالمية بحجم اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب الطاحنة في بلادهم، هذه الدول التي سقطت في امتحان حقوق الإنسان وحماية الضعفاء من طالبيّ اللجوء؛ أو مرور الكرام عبر أراضيها، وكشفت هشاشة الشراكة الأوروبية المعقودة أوربياً، مما دعا «فابيوس» إلى انتقادهم بشدة "توبيخ" هذا الانقسام الأوروبي والاتهامات المتبادلة تتصاعد لكن ألمانيا القوية، وسيدتها الملقبة سوريا بـ«أم النفرات» لخصت الأزمة ووصفتها بالأخلاقية، ودعت إلى إنقاذ هذه التعاليم والعودة إلى مفهوم الحرية وعظمة أوروبا، ويبدو أن الأوروبيون محكمون في حماية مفاهيمهم وحرياتهم، والوقوف أخلاقيا وإنسانيا إلى جانب من يحلمون بهذه الحرية.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>نعم الانقسام السوري قد ألقى بظلاله على العالم أجمع، لكن الجميع مازالوا يهربون من لبَّ المشكلة ويعالجون الظاهر، ولا يريدون الغوص إلى أعماقها.</strong> <strong>ورغم الانتقادات الشديدة لبعض الدول التي تعاملت مع الأزمة بعنف، وخاصة هنغاريا، في حين لم يتم الإشارة إلى دول أخرى.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وذلك أيضا يعود للإخفاقات السابقة أمريكياً وأوروبياً، فأزمة اللاجئين والنازحين ووصولها إلى حدود أوربا مرده إلى إغماض العين، وعدم الاستماع لتلك الطلبات الملحة من المعارضة السورية، وتركيا أيضا وبعض الدول المعنية المجاورة لسوريا، فلو تم إنشاء منطقة عازلة وآمنة، وحظر جوي، ومراقبة دولية لتنفيذ البنود لما غادر السوريون بلادهم هرباً.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ومن تركوا الغارات الجوية للطيران السوري على الأسواق المكتظة، والبيوت؛ وقتل الناس؛ وهم نيام... عليهم فتح أبواب حدودها المغلقة أمام جموع الهاربين من القتل.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ليس هناك حلول نهائية لأزمة اللاجئين؛ والنازحين، ومهما عظمت الاستقبالات في الشرق؛ والغرب، وفتحت الأبواب المغلقة أمام السوريين، لن تحل المشكلة السورية، ما لم يتم حلها من الأساس ومن جذورها؛ أي القضاء على المسبب في القتل؛ والنزوح؛ والهجرة، ولحين الحل من الجذور على المجتمع الدولي، فرض حظر الطيران على مناطق سوريا كافة، ودون استثناء، وفرض مناطق آمنة وبالقوة؛ وحمايتها، وإلزام كل أطراف الحرب السورية بذلك، وخاصة النظام... وإسقاط أيّة طائرة حربية، تحوم في السماء السورية، لأن شل طيران النظام الحربي، يعني وقف النزوح واللجوء... فهل جذر المشكلة في من يقتل السوريين أم في من يستقبلهم؟</strong><strong>!.</strong></span></sup></span></p>