وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 19 نوفمبر - 2024
austin_tice

وأخيراً صحيفة «الأخبار» اللبنانية تعتذر من السوريين وتعترف بخطأ تحريري فادح!

وأخيراً صحيفة «الأخبار» اللبنانية تعتذر من السوريين وتعترف بخطأ تحريري فادح!
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>تفيدة أبو عون (قاسيون) - </strong>اضطرت صحيفة &laquo;الأخبار&raquo; اللبنانية الاعتذار من الشعب السوري، ولأول مرة، منذ انطلاقة الثورة السورية، قبل نحو خمس سنوات، بعد الضجة الإعلامية، وردود الفعل العكسية، وانتقادات واحتجاجات من السوريين في أنحاء العالم، وخاصة بيروت وعمان ودمشق، على نشرها مقالٍ للكاتب الأردني &laquo;ناهض حتر&raquo; تعدى فيها أخلاقياً على اللاجئين والمهاجرين السوريين، معلنة على لسان رئاسة التحرير &laquo;أنه لا يطابق معاييرها المهنية والأخلاقية&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ولم تمض لحظات على الاعتذار، حتى قامت&nbsp;الصحيفة بحذف المقال من موقعها الإلكتروني؛ وأرشيفها، بعد أن وصف أحد اللبنانيين كاتب المقال أنه لا يختلف عن &laquo;هتلر&raquo; النازي في تفسيره لحالة المهاجرين السوريين.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وفي السياق ذاته انطلقت حملة على الـ&laquo;فيس بوك&raquo; تطالب بوقف نشر مقالات الكاتب نفسه، وأنها ليست المرة الأولى التي يتعدى فيه على كرامات السوريين. والمعروف بولائه ودفاعه عن النظام السوري، وشخص &laquo;الرئيس&raquo; بشار الأسد في حياته اليومية، في وقتٍ اعتبر </span></sup></span><span style="color:#FF0000"><sup><span style="font-size:18px">&laquo;أن اللاجئين الفارين من سورية لا يشكلون خسارة إستراتيجية وطنية&raquo;</span></sup></span><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وكانت الفقرة التي تتحدث عن اللاجئين في المقال، قد أثارت جدلاً واسعاً، وتداولها السوريون، فيما بينهم على شبكات التواصل، والتي قال فيها الكاتب &laquo;حتر&raquo;: <span style="color:#FF0000">&laquo;يمكننا القول إن معظم اللاجئين السوريين خارج وطنهم، هم من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية، والنمط الحضاري الخاص بسوريا. وهكذا، فإن خساراتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا، فيما ينبغي إيقاف نزف الكتلة الوطنية المدنية، التي تئن من الهاونات وانقطاع الكهرباء والماء والغلاء وانخفاض المستوى المعيشي حتى اليأس&raquo;.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">صحيفة &laquo;الأخبار&raquo; وباسم رئاسة التحرير، قالت في نص الاعتذار: &laquo;جريدة (الأخبار)، منذ نشأتها، لم تكن صحيفة صوت واحد، واحتضنت دوماً تنوّعاً في الأفكار والآراء يصل إلى حدّ التّعارض، وهو ما ليس مألوفاً في الصحافة العربية ولكنّه جزءٌ أساسي من هويتها&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وتابعت التوضيح في الاعتذار: &laquo;إلا أنّ هناك مبادئ، أخلاقية وسياسية، هي في صلب رسالة (الأخبار) ولا يجري النقاش إلا تحت سقفها&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وأوضحت الصحيفة: &laquo;مقال الزميل (ناهض حتر) في عدد الأربعاء 9 أيلول 2015 تعدّى على هذه المبادئ ولم يكن ليُنشر في (الأخبار) لولا خطأ تحريري فادح&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وختمت الاعتذار بالقول: &laquo;الأخبار، تعتذر إلى قرائها، وإلى الذين مسّهم محتوى المادة وأهانهم، لنشرها كلاماً ليس مكانه صفحاتها. وقد أزالت من على موقعها المقال الذي يتعارض مع مبادئها وروحها&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>المادة لمن يريد القراءة كما نشرت قبل الحذف:</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ناهض حتر: صحيفة الأخبار </strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">أعلنت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميليسا فليمنغ، أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها، كالتالي: (1950000) في تركيا، (1113000) في لبنان، و(630000) في الأردن، (250000) في العراق، وأعداد أخرى، أقل، في مصر وشمال أفريقيا، ليصل العدد الإجمالي إلى ما يزيد على أربعة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">الأرقام أعلاه لا تشمل، بالطبع، المقيمين غير المسجلين كلاجئين.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وتقول الحكومة الأردنية ان عددهم في المملكة يزيد على المليون. وإذا كان من الصعب التحقق من هذا الرقم، فإن المرء يستطيع أن يلمس كثافة سورية في استثمارات جديدة، وخصوصا المطاعم وقطاع الغذاء وقطاع المنسوجات، بالإضافة إلى العاملين الفنيين في قطاعي الإنشاءات والتجارة. والغالبية العظمى من غير المسجلين لاجئين، ليسوا معادين للدولة السورية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وأظن أن هذا الوضع ينطبق على لبنان. وكان الإقبال اللافت للنظر، في عمان وخصوصا في بيروت، على الانتخابات الرئاسية السورية، عام 2014، دليلا على أن اللجوء ـ المسجّل، وبدرجة أكبر بكثير، غير المسجّل ـ ليس لجوءا &laquo;معارضا&raquo;، أو هاربا من بطش النظام&hellip;الخ، وإنما هو لجوء للبحث عن الأمان، هربا من مناطق سيطرة الإرهابيين، أو للبحث عن فرص استثمار وعمل ودراسة الخ.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">هناك ثلاثة عوامل رئيسية، دفعت باللاجئين السوريين، من النوعين أعلاه، للبحث عن مهجر دائم في وطن ثان في أوروبا؛</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">العامل الأول يتعلق بالفرص التي تمنحها الدول الصناعية في مجالات التعليم والعمل والترقي ومستوى الحياة الخ.وهذه عناصر جذب بحدّ ذاتها؛ فلو كان الباب مفتوحا للمواطنين العرب، كما هو مفتوح، الآن، للسوريين، لتدفق عشرات الملايين منهم، هربا من فقر أو تعلقا بأهداب أمل يكشف الهيمنة الثقافية الغربية على شعوبنا، بما فيها الفئات الأشدّ تدينا.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">العامل الثاني يتعلق باليأس الناجم عن استمرار الحرب للسنة الخامسة، من دون نتيجة حاسمة.هذا اليأس، يدفع بجمهوري الصراع في سوريا، إلى طلب الهجرة، لكن جمهور ما كان يسمى &laquo; الثورة&raquo; هو الأكبر بين اللاجئين إلى الدول الغربية، ومن بينهم هاربون من المسلحين والإرهابيين، كانوا، حتى الأمس القريب، على الجبهات. ويأتي هؤلاء، خصوصا، من تركيا. ونُشرَتْ، في هذا الصدد، تقارير تتحدث عن تسرّب ما يزيد على أربعة آلاف داعشي بين اللاجئين إلى أوروبا، بل إن &laquo; وكالة أوقات الشام&raquo;، نشرت صورا لإرهابيين، قبل وبعد اللجوء إلى ألمانيا.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">العامل الثالث يتعلّق، ويا للمفارقة، باقتراب التوصّل إلى حل سياسي في سوريا، والشروع في حرب إقليمية ضد الإرهاب؛ حفّزت تركيا أردوغان، وسهّلت موجات الهجرة السورية إلى أوروبا، سعيا لتحقيق عدّة أهداف في وقت واحد هي:</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">(1) ممارسة الضغط الإعلامي والسياسي على الولايات المتحدة للسماح لها بإقامة منطقة عازلة في شمال تركيا.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">(2) التخلّص من إقامة قسم كبير من اللاجئين السوريين لديها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">(3) التخلّص من الآلاف من عملائها الإرهابيين، ومنحهم فرصة للفرار وبدء حياة جديدة في الغرب.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">على رغم التهويل، بلغ عدد اللاجئين السوريين إلى أوروبا منذ 2011 وحتى الآن، أقل من 400000 مهاجر؛ حوالي 25000 منهم اتوا من تركيا، عبر اليونان. ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بمعدلات كبيرة في الأشهر المقبلة، بعدما تبنت دول عديدة، ولأسباب مختلفة، سياسة استقبال اللاجئين السوريين. وفي طليعة هذه الدول، ألمانيا. وهي أغنى الدول الأوروبية، من جهة، وتحتاج، من جهة أخرى، إلى سدّ ثغرة تناقص الأيدي العاملة الشابة لديها. وتبدي برلين استعدادها لاستقبال نصف مليون لاجئ. ومما يدلّ على أن هذه السياسة لها طابع استراتيجي، بالنسبة لأوروبا، فقد انضمت كل من ايطاليا واسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا والنرويج والسويد وتشيكيا وصربيا، إلى ألمانيا، في فتح باب هجرة السوريين إليها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وفي سياق إنساني مختلف، أعلنت دولتان حليفتان لدمشق، هما البرازيل وفنزويلا، انضمامهما إلى الركب. انتهت فترة التهريب والإبحار اللاقانوني المرعب، بالنسبة للاجئين السوريين؛ فاليوم، تقوم الأمم المتحدة، بالإشراف على نقل حوالي عشرة آلاف لاجئ سوري، يوميا، إلى أوروبا، برحلات جوية وبحرية منظمة ـ ومخفّضة الكلفة ـ انطلاقا من تركيا والأردن ولبنان.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وهكذا، يبدو واضحا ـ خلافا للتصريحات التركية الحامية والدموع الألمانية ـ أن عملية ترحيل اللاجئين السوريين إلى أوروبا، تهدف إلى تصفية ظاهرة اللجوء السوري، واستحقاقاتها السياسية والاقتصادية، في دول الجوار، ونقل القسم الأكبر من اللاجئين إلى دول تحتاج إلى قوة عمل الملايين من العبيد الجدد للرأسمالية، ووسط هؤلاء، سينتقل القسم الأعظم من &laquo;المجاهدين السوريين&raquo;، للعيش في ديار الكفّار، مستعدين، دائما، للانخراط في التجييش الأميركي في حرب جديدة، &laquo;دفاعا عن الإسلام&raquo;! كان الانفجار السكاني في سوريا، أحد أهم عوامل الانفجار السياسي والأمني فيها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وقد كانت الهجرة منها، تحدث، وستحدث ـ بغض النظر عن الحرب ـ بصورة تلقائية، وأقل مأساوية وكثافة. كذلك، فإذا استثنينا المضامين فعلا من الاضطهاد الإرهابي لأبناء المكونات السورية غير الوهابية، </span></sup></span><span style="color:#FF0000"><sup><span style="font-size:18px">فإنه يمكننا القول إن معظم اللاجئين السوريين خارج وطنهم هم من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضاري الخاص بسوريا. وهكذا، فإن خساراتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا، فيما ينبغي إيقاف نزف الكتلة الوطنية المدنية، التي تئن من الهاونات وانقطاع الكهرباء والماء والغلاء وانخفاض المستوى المعيشي حتى اليأس.</span></sup></span></p>