صعوبة الخطة الانتقالية بعد الأسد في سوريا
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">قد يكون هذا هو أول انعكاس إيجابي للاتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية، فمنذ التوقيع على هذه الوثيقة، يوم 14 يوليو في جنيف، تصاعدت وتيرة المشاورات بشأن الملف السوري. وكأن هذا الانتصار الدبلوماسي كان وراء إقناع رعاة مختلف الأطراف السورية المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات، فمنذ بداية أغسطس، والممثلون الإيرانيون والروس والأمريكان والسعوديون يتبادلون وباستمرار الآراء حول ملامح تسوية محتملة للحرب الأهلية، التي خلّفت ما يقرب من 250 ألف قتيل منذ 2011.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وقال باراك أوباما يوم الجمعة 7 أغسطس خلال لقاء صحفي في البيت الأبيض: “أعتقد أننا نقترب من إيجاد حل سياسي في سوريا“، مضيفًا: “ويرجع ذلك جزئيًا إلى إدراك روسيا وإيران بأن الوضع ليس في صالح بشار الأسد“، في إشارة إلى انتكاسات الجيش السوري، في فصل الربيع، شمال البلاد.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وأكد دبلوماسي غربي أن “كثافة الاتصالات غير المسبوقة دليل على أننا أمام محاولة حقيقية لإيجاد حل للأزمة، فالمفاوضات السابقة حول بيان جنيف (خطة سلام وضعت في يونيو 2012) لم تكن جدية“.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ويعتبر التقارب بين روسيا والمملكة العربية السعودية هو المحرك الرئيس لهذا التطور في الأحداث، فهذان البلدان طالما تميزت علاقتهما بعدم الثقة، إضافة إلى أن الملف السوري شهد اختلافًا بينهما؛ باعتبار أن كل بلد كان يساند المعسكر المعاكس؛ فموسكو تساند النظام السوري، أما الرياض فتساند المعارضة.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وبدأت العلاقات تعود إلى طبيعتها بعد اجتماع 18 يونيو في سان بطرسبرج، بين فلاديمير بوتين، والأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع ونجل الملك سلمان، والمبعوث الشخصي للملك في القضايا الاستراتيجية. ثم حضر وزير خارجية المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، الاجتماع الثلاثي في الدوحة، يوم 3 أغسطس، مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وتحاول روسيا -من خلال اللعب على الضعف المتزايد للرياض في مواجهة تنظيم داعش، الذي تبنى عشرات الهجمات في المملكة منذ نوفمبر تشرين الثاني عام 2014- تعزيز تحالف مكافحة الإرهاب الذي من شأنه أن يشمل سوريا وتركيا والأردن، والمملكة العربية السعودية.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وقادت وساطة موسكو إلى عقد اجتماع غامض في الرياض في شهر يوليو، بين علي مملوك، رئيس جهاز الأمن السوري، ومحمد بن سلمان، وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، القريبة من دمشق، عن هذا الاجتماع في أواخر يوليو، وتم تأكيد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ بداية الأزمة السورية، مؤخرًا، من قِبل صحيفة الحياة العربية، التي تعود ملكيتها للعائلة المالكة السعودية. وتماشيًا مع هذه المقابلة، ذهب وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، للاجتماع في مسقط مع نظيره العماني يوسف بن علوي، يوم الخميس 6 أغسطس، بعد فترة وجيزة من زيارته لطهران.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">عودة المحادثات بين دمشق ودول الخليج كانت وراء تكهنات واسعة: هل هي بداية إعادة تأهيل بشار الأسد؟ أم هو تشاور أمني حول قضية الجهاديين السعوديين في سوريا؟ أم هي مناورة لاسترضاء الكرملين بشأن مسألة الانتقال إلى ما بعد الأسد؟</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وقال أحد المعارضين للنظام السوري، الذي أراد عدم الكشف عن هويته: “إن الفريق السعودي الجديد -الذي تم تكوينه بعد وفاة الملك عبد الله في يناير- قد فهم أنه ليس من المعقول طلب رحيل فوري للأسد؛ لأن ذلك يعني تسليم دمشق للمتطرفين. وتجرى حاليًا مناقشات بين الروس والأميركيين والسعوديين؛ للوصول إلى اتفاق حول نقل تدريجي للسلطة، وفي أعقابه لن يكون لبشار الأسد أي دور. ويقترح الغربيون خطة مداها من سنة إلى ثلاث سنوات، في حين أن الروس يتحدثون عن من ثلاث إلى خمس سنوات. والبلد الوحيد الذي يرفض فكرة نقل تدريجي للسلطة هو إيران“.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وإدراكًا منهم بضرورة زيادة الضغط على دمشق وعلى راعيها الإيراني، ركز المتمردون ضرباتهم على المواقع الأكثر رمزية للنظام، فبدلاً من القيام بهجماتهم على جبهات بعيدة عن المركز كمدينتي درعا وحلب، يهاجم المتمردون منذ بضعة أسابيع منطقتين رئيستين؛ وهما: سهل الغاب في ريف حماه، الذي سيمكّنهم من الوصول إلى الساحل، معقل العلويين عشيرة الأسد، ثم الضاحية الجنوبية، بما في ذلك مدينة داريا، حيث تسلل العديد من المقاتلين عبر الأنفاق، بهدف الهجوم المحتمل ضد مطار المزة العسكري، والأهم من ذلك هو الطريق السريع الذي يربط دمشق بلبنان.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وقال سلمان الشيخ، المحلل في مركز بروكنجز الدوحة: “يجب على روسيا تسهيل الاتفاق حول نقل تدريجي للسلطة، والذي سيضمن رحيل الأسد، وألا تقتصر مجهودات موسكو على القتال ضد تنظيم داعش، خلاف ذلك، فإن مصير سوريا سيتقرر على ميدان المعارك مع كل المخاطر التي ستنتج عن ذلك“.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"> </p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>صحيفة لوموند الفرنسية – التقرير</strong></span></sup></span></p>