وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 20 نوفمبر - 2024
austin_tice

الغرب في مواجهة فشل إستراتيجيته في التعامل مع داعش!!

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">بعد عام من بداية الضربات العسكرية في العراق، فإنّ حصيلة الحرب التي يشنّها التحالف ضعيفة. ومن ثمّ؛ في سوريا، الّتي تهدف-&nbsp;وفقًا لباراك أوباما- إلى &ldquo;إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية ومن ثمّ تدميرها&ldquo;. ففي العراق، لم تستعد القوّات الأمنية سيطرتها على أيّ من الدول الكبرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على غرار الموصل والرمادي. وفي سوريا، يطارد الجهاديون الّذين قاوموا القصف ما تبقى من نظام دمشق الّذي يضعف شهرًا بعد شهر. كما امتدّ تأثير داعش إلى شمال إفريقيا وآسيا الوسطى.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">إنه قانون الحرب: إذا ما كان القصف الجوي يساعد في الحرب فإنّه غير قادر على ضمان الانتصار العسكري؛ فالحرب تكسب دائمًا على الميدان، بجنود على الأرض. ففي العراق وسوريا، اختارت دول التحالف الدخول في المعركة بمقاتلين مختلفين من خلال الاستناد إلى الأكراد والجنود العراقيين والمعارضين &ldquo;المعتدلين&rdquo;، ولكن الجيش العراقي غير قادر على قلب موازين القوى. في حين أنّ الثوّار السوريين المدعومين أمريكيًا تمّ استبعادهم أو احتواؤهم من قبل المقاتلين الإسلاميين؛ وبالتالي فشلت الاستراتيجية الغربية القائمة على دعم القوّات المحلية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">منذ بداية عمليّات القتال في سوريا قبل أربع سنوات ونصف، يتقدّم باراك أوباما -الحائز على جائزة نوبل للسلام الّذي انتخب للسحب القوّات الأمريكية من العراق وأفغانستان والمقتنع بأنّ التدخّلات العسكرية في المنطقة لم تؤد إلّا لكوارث- بخطوات بطيئة في هذه الأزمة؛ إذ لم يتدخّل إلا بتردّد مضطرًّا بعد قطع رأسي صحفيين أمريكيين من قبل جهاديي داعش. ثمّ حدّ باراك أوباما، نظرًا لهاجسه حول التوصّل إلى اتّفاق بشأن الملف النووي الإيراني، من ضرباته الجوية على سوريا؛ متغاضيًا عن قوّات نظام دمشق، حليف إيران. كما أنّ &ldquo;العراق لا يزال هاجس الأمريكان منذ غزو 2003 ولا يريدون الخلط بين الصراعين&ldquo;، وفقًا لدبلوماسي فرنسي، بالإضافة إلى أنّ شبه الحرب الّتي يقودها الائتلاف الإيراني السوري تشّكل تسلسلًا للتكتيكات الموجّهة إلى &ldquo;الحدّ من الخسائر&rdquo; على حدّ تعبير أحد الضباط دون أنّ تنبع عن استراتيجية واضحة.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">تضاف إلى التردّد الأمريكي سياسات الهيمنة المتناقضة من القوى الإقليمية المتورّطة في الحرب في سوريا: إيران الّتي تدعم عسكريًا وسياسيًا نظام دمشق وروسيا الحليف القديم للنظام السوري والقوى السنية، على رأسها تركيا والمملكة العربية السعودية، الّتي تقاتل طهران ودمشق ولكن بأجندات مختلفة.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px"><strong>المأزق الدبلوماسي</strong></span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">المأزق كبير أيضًا على المستوى الدبلوماسي؛ إذ إنّ الدول الغربية قد راهنت على الانهيار السريع للنظام السوري، ولكنّها قد أخطأت، بالإضافة إلى أنّ عدم تجانس التحالف الّذي يضمّ 60 دولة وأطراف الحرب في سوريا قوّض جميع مبادرات السلام، خاصّة حول المسألة المتعلّقة بمصير بشّار الأسد.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">في مواجهة هذه الحصيلة، ترتفع العديد من الأصوات المطالبة بتغيير استراتيجية الإدارة الأمريكية؛ فالكثيرون في واشنطن -حيث بدأت الحملات الانتخابية- وحتّى في باريس دعو إلى إرسال قوّات بريّة &ldquo;ولكن، لا يبدو أنّ الإدارة الأمريكية جاهزة لإعادة إنتاج تجارب الماضي في المنطقة&ldquo;، وفقًا لدبلوماسي فرنسي. ويأمل باراك أوباما أنّ يسمح الاتّفاق مع إيران بتغيير الوضع ويدفع طهران إلى لعب دور إيجابي في الأزمات الإقليمية. ولكن، لا يظنّ الكثيرون أنّ إيران المراهنة على سوريا ستغيّر من سياستها، ناهيك عن عداء مملكات الخليج وتركيا.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">تسارعت الأنشطة الدبلوماسية منذ الاتّفاق النووي ولكنّها لم تؤد حتّى الآن إلى إجماع حول مصير بشار الأسد والنظام، كما تعقد الأهداف غير المتوافقة لجيران العراق وسوريا أحيانًا مهمّة من يريدون إرسال قوّات إقليمية بريّة لمحاربة داعش وانتظار ظهور استراتيجية دولية حقيقة واتّفاق إقليمي حول المسألة، ستطول الحرب أكثر. ومع تدفّق اللاجئين باتت أوروبا تواجه الخطر المباشر للحرب، بعد أن همّشت أزمات الشرق الأوسط.</span></span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px"><strong>لوفيجارو &ndash; التقرير - قاسيون</strong></span></span></sup></p>