وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 20 نوفمبر - 2024
austin_tice

قصة مقتل مدير أكبر شبكة للمقاتلين الأجانب في سوريا

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>القصة التي لم ترو عن مهمة &ldquo;قوة دلتا&rdquo; المحفوفة بالمخاطر لقتل أحد قيادات تنظيم القاعدة داخل سوريا.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">انطلقت أربع مروحيات، طائرتان من طراز بلاك هوك تحمل أفرادًا من &ldquo;قوة دلتا&rdquo;، وطائرتان من طراز <span dir="LTR">AH-6</span> ليتل بيرد، كلها متجهة إلى الحدود السورية قرب مدينة القائم. يقود الطائرات مجموعة من أمهر الطيارين في الجيش الأمريكي، قوات &ldquo;<span dir="LTR">Night Stalkers</span>&rdquo;، ولكنّ المهمة كانت في وضح النهار، في تمام الساعة 4:45 في 26 أكتوبر عام 2008. وكانوا في طريقهم لقتل رجل.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">كان هذا الرجل &ldquo;أبو غادية&rdquo;، الذي يُعرف باسم بدران تركي هيشان المزيدي، وهو عراقي يبلغ من العمر 30 عامًا، كان يدير أكبر شبكة للمقاتلين الأجانب في سوريا. في ذروة حرب العراق في عام 2006 و2007، قيادة العمليات الخاصة المشتركة -التي تشرف على قوة دلتا وفريق القوات البحرية &ldquo;<span dir="LTR">SEAL Team 6&Prime;</span> ووحدات سرية ونخبة أخرى- كان أبو غادية يجنّد 120-150 من المقاتلين الأجانب (من بينهم 20-30 من الانتحاريين) شهريًا في العراق. وبفضل وجود جاسوس في معسكر &ldquo;أبو غادية&rdquo; وإشارات الاستخبارات التي سهلتها المهمات السرية من قيادة العمليات الخاصة المشتركة في المنطقة، كانت القيادة تتعقبه بحذر شديد منذ شهور. وعرفت فرقة العمل أنه زار العراق للحفاظ على حسن نواياه مع المقاتلين، ولكن قاعدته الثابتة في المنطقة كانت في بيته بقرية سكرية بالقرب من بلدة &ldquo;أبو كمال&rdquo;، إلى بُعد ستة أميال عبر الحدود من مدينة القائم. وكانت المروحيات تُحلق باتجاه تلك القرية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">استغرق تخطيط الغارة على قرية سكرية تسعة أشهر، ولكنها أصبحت الدليل العام الوحيد عن الحملة السرية الناجحة التي شنّتها عناصر قيادة العمليات الخاصة المشتركة داخل سوريا منذ الأيام الأولى لحرب العراق.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">امتد تاريخ قيادة العمليات الخاصة المشتركة في بلاد الشام إلى المهمة المنجزة في ثمانينيات القرن المنصرم من قِبل قوة دلتا ووحدة سرية أُطلق عليها اسم &ldquo;جيش فرجينيا الشمالية&rdquo; التي أجرت بعض الاستخبارات البشرية وعبر الإشارات أيضًا، بما في ذلك التنصت على الهواتف المحمولة للمقاتلين ومحاولة اعتراض رسائل البريد الإلكتروني. ومنذ ذلك الحين، حافظت قوة دلتا على علاقة وثيقة مع قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية، مع وجود عناصر ترتدي أحيانًا الزي العسكري الإسرائيلي عند العمل في إسرائيل، في حين عمّق جيش فرجينيا الشمالية (الذي عُرف فيما بعد باسم فرقة أورانج) شبكته الخاصة في المنطقة.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وبعد أن رفعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الوعي الأمريكي بالتهديدات الإرهابية، أعطى وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد في عام 2002 قيادة العمليات الخاصة المشتركة الضوء الأخضر للقيام بمهام في سوريا ولبنان. كانت لدى الولايات المتحدة مخاوف عميقة بشأن عمليات فيلق القدس في المنطقة، فضلًا عن نفوذ حزب الله الضخم في لبنان. كما صنّفت عناصر وحدة المهمة الخاصة حزب الله، وليس تنظيم القاعدة، بأنه &ldquo;التنظيم الإرهابي الأول&rdquo; عندما يتعلق الأمر بالإرهاب. وقال أحدهم: &ldquo;لقد جعلوا تنظيم القاعدة يبدو وكأنه مزحة&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">كانت قيادة العمليات الخاصة المشتركة نشطة في لبنان، ولم تعد بيروت ساحة للمعركة كما كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولكن الخطر لا يزال مترصدًا في الظل. أحد عناصر جيش فرجينيا الشمالية تعلم الدرس بالطريقة الصعبة في أكتوبر عام 2002 وهو يسير بالقرب من الكورنيش الشهير بالعاصمة اللبنانية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">عند عودته من أداء مهمة عسكرية في بلد مجاور، مرّ عبر لبنان من أجل القيام ببعض الأنشطة للحفاظ على غطائه غير الرسمي عندما حاول ثلاثة رجال إدخاله في سيارة وهو في طريقة إلى الفندق الذي يقيم فيه. تشاجر معهم هذا العميل، الذي كان يعمل في القوات الخاصة ولكنه لم يكن مسلحًا. استطاع إبعاد مسدس عيار 22م من أيدي أحد المهاجمين وهرب منهم، لكنه أصيب بطلق ناري في الحجاب الحاجز. ولم يرغب في الكشف عن هويته بالذهاب إلى السفارة الأمريكية، لكنه اتصل بالسفارة، وتواصل مع الطبيب العسكري الإقليمي (الذي يعمل خارج السفارة). وقال مصدر داخل وحدة المهمة الخاصة: وبعد مشورة الطبيب، ضمّد جراحه بنفسه في غرفة الفندق ثم واصل مسيرته بطرق مضادة للمراقبة، ثم خاض هذا العميل عملية شاقة لإخفاء جميع تحركاته قبل مغادرته لبنان من دون كسر الغطاء (غير الاتصال بالسفارة)، على الرغم من إصابته بطلق ناري. عبر العديد من الحدود الدولية قبل تلقي الرعاية الطبية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">فيما يتعلق بمن هاجم العميل ولماذا، قال أحد عناصر قيادة العمليات الخاصة المشتركة إنهم كانوا من مجرمي الشوارع الذين رأوه كهدف محتمل، بينما رأى أعضاء حزب الله أنه يخفي أكثر مما يبدو عليه. لكن المتحدث باسم الجيش قال إنّ العميل حصل على النجمة الفضية لبسالته في العمل ضد عدو الولايات المتحدة خلال الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر عام 2002.&nbsp;&nbsp;</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">هذا الاتصال لم يكن كافيًا لمنع قيادة العمليات الخاصة المشتركة من الاضطلاع بمهام خطيرة في سوريا. لدى القيادة الكثير من الأسباب لرغبتها في الدخول إلى سوريا بعد هجمات 11 سبتمبر. أحد هذه الأسباب هو معرفة أنّ سوريا لديها أسلحة كيماوية وأنها تحاول امتلاك قدرات نووية، ربما بمساعدة من إيران؛ حيث كان لفيلق القدس نفوذ كبير في سوريا. كان غزو العراق في عام 2003 مصدر قلق جديد: استخدام الجماعات السُنية المسلحة لسوريا كمحطة على الطريق في طريقها إلى المتشددين المتطوعين في العراق من مختلف دول العالم الإسلامي.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">كانت وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; هي الركن الأساسي في دور قيادة العمليات الخاصة المشتركة المتنامي في سوريا؛ حيث وضعها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد تحت السيطرة الكاملة للقيادة بحلول عام 2004. امتلكت الوحدة ثلاثة أسراب: أحدهم مخصص للعمليات برية، والثاني للإشارات والاستخبارات المحمولة جوًا، والثالث لدعم المهمات. وعملت في كثير من الأحيان على أنها ذراع تكتيكية لوكالة الأمن القومي، التي موّلت ميزانية وحدة إشارات الاستخبارات. وكما هو الحال مع عناصر أخرى في قيادة العمليات الخاصة المشتركة، كانت وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; سرية للغاية. وقال ضابط متقاعد من وحدة العمليات الخاصة: &ldquo;لقد كان الجميع في الوحدة مدرجًا ضمن قائمة خاصة في إدارة الجيش؛ وهو ما يعني أنه لم يكن لهم وجود&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">بحلول عام 2003، كانت لوحدة &ldquo;أورانج&rdquo; فرق خاصة في المملكة العربية السعودية، والقرن الإفريقي وأمريكا الجنوبية، من بين أماكن أخرى. وقال ضابط بوحدة المهمات الخاصة: &ldquo;خارج أفغانستان والعراق، كانت وحدة أورانج تمتلك كل شيء آخر في العالم&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">تواجدت الوحدة في سوريا أيضًا، على الأقل جزئيًا. وكان أفراد وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; غير مسلحين، وعملوا كعناصر للغطاء التجاري إلى حد كبير، وهذا يعني أنهم كانوا رجال أعمال، لديهم ما يصفه قدامى العملاء في وحدة المهمات الخاصة بـ&rdquo;الحضور الدائم&rdquo; في المنطقة. وخلال منتصف العقد، كانت وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; أقل من عشرة موظفين يعملون تحت غطاء تجاري، يجري نصفهم العمليات السورية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">بدأت تلك البعثات في الأشهر السابقة لغزو العراق في مارس عام 2003. وقال أحد عناصر قيادة العمليات الخاصة المشتركة إنّ الهدف من تلك البعثات هو ضمان أنّ الولايات المتحدة &ldquo;لها عيون وآذان في جميع أنحاء العراق&rdquo; في الوقت الذي تتجه فيه القوات التقليدية شمالًا عبر الحدود الكويتية العراقية. وفي أواخر صيف عام 2003، تسلل عملاء وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; وأفراد قيادة العمليات الخاصة المشتركة إلى سوريا للتركيز على مجموعتين من الأهداف: وجود أي دليل على أنّ نظام صدام حسين قد نقل أسلحة الدمار الشامل إلى سوريا قبل غزو الحلفاء للعراق، وشبكات المقاتلين الأجانب في سوريا التي تدعم التمرد في العراق. وافق رامسفيلد شخصيًا على تلك البعثات، التي أُجريت تحت رعاية رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في دمشق.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">تمثلت مهمة العملاء في تحديد موقع الأماكن الآمنة للمقاتلين الأجانب والحصول على دليل على أن الشبكات كانت تعمل في سوريا. وكثيرًا ما حدد هؤلاء العملاء مواقع آمنة للمقاتلين من خلال عنوان جهاز التوجيه للمشتبه بهم بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ولأنّ الولايات المتحدة تريد الحفاظ على سرية هذه القدرة، لاسيما وهي تحاول إثبات أنها على علم بما كان يحدث في أماكن معين؛ كانت مهمة هؤلاء العملاء هي جمع المزيد من الأدلة الملموسة من خلال تصوير المنازل الآمنة، والفنادق والمساجد، ومحطات الحافلات المستخدمة من قِبل المقاتلين الأجانب.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">جمعت هذه البعثات بين التكنولوجيا المتطورة وأجهزة التجسس الكلاسيكية: عدم الكشف عن الهويات وممارسات المراقبة المضادة التي شملت الدخول إلى الحمامات العامة لتغيير ملابس التنكر -بما في ذلك الشعر المستعار- للتخلص من أي دليل. وقال عميل مخضرم سابق في الوحدات الخاصة: &ldquo;كنت أدخل المراحيض العامة لأبدل ملابسي، وأخرج كرجل يبلغ من العمر سبعين عامًا. من الناحية النظرية، أي شخص يتعقب رجل كثيف الشعر دخل الحمام سيتجاهل الرجل الأصلع عند خروجه. وفي الوقت نفسه، أنت تستخدم وسائل النقل العام أثناء القيام بعمل تشغيلي&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">في بعض الأحيان كان هذا التصرف أكثر خطورة من تصوير الجهاديين سرًا في الأماكن العامة. في بعض الأحيان، كان العملاء يفتحون أقفال المنازل الآمنة لأعضاء تنظيم القاعدة، ويصورون ما بداخلها، وينسخون محتويات الأجهزة الرقمية التي وجدوها. وقال مصدر خاص مطلع على تلك البعثات: &ldquo;كان لديهم عناصر على الأرض يقتحمون المنازل ويحصلون على المعلومات. وفي حال القبض عليهم، ينتهي أمرهم&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ولكنّ القادة العسكريين الأمريكان يرون أنّ تلك البعثات كانت تستحق المخاطرة؛ لأنّ الولايات المتحدة استخدمت المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها قيادة العمليات الخاصة المشتركة في سوريا كوسيلة ضغط على نظام بشار الأسد، وتقديم ذلك إلى دمشق في محاولة للضغط على الأسد للقضاء على شبكات المقاتلين الأجانب. في بعض الأحيان تمّ ذلك بشكل غير مباشر عبر وسطاء الحكومة الأردنية وتارة أخرى من قِبل حكومة الولايات المتحدة نفسها، من خلال وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ولكنّ الحكومة الأمريكية لم ترغب في أن تكشف للسوريين بأنّ القوات الأمريكية قد تجسست في بلادهم. وبدلًا من ذلك، قالت إنّها حصلت على هذه المواد خلال مداهمات منازل المقاتلين الأجانب في العراق. وقال أحد العملاء المخضرمين في وحدة العمليات الخاصة إنّ تمويه وتغيير المواد لتتوافق مع قصة التغطية كانت حيلة ذكية. كما بذلت قيادة العمليات الخاصة المشتركة ووكالة المخابرات المركزية جهودًا كبيرة لمعرفة ما إذا كانت ستغيّر تلك الوثائق والصور، أم ستبقي عليها كما كانت وتخبر السوريين أنه &ldquo;تمّ الحصول على بعض المعلومات من هاتف نوكيا 3200 لهذا الرجل في بغداد، وهذا هو اسم الرجل، وهنا تذكرة الحافلة. لقد اعترف الرجل بكل شيء. وهنا كل الأدلة. افعلوا شيئًا حيال ذلك. نحن نعرف أنهم عائدون إلى هنا&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">في بعض الأحيان يتطلب ذلك تكنولوجيا متطورة. على سبيل المثال، إذا كانت قصة التغطية لصورة التقطها عميل في حلب وتمّ أخذها من أي هاتف مقاتل أجنبي في بغداد، قد تحتاج هذه الصورة إلى عملية رقمنة بحيث تبدو وكأنها صورة من هاتف آيفون. لقد ظل نظام الأسد يجهل تمامًا أن المعلومات التي يجري تقديمها له تمّ الحصول عليها من القوات الأمريكية السرية في سوريا.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">جاءت أفضل المعلومات من وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; التي أرسلت العملاء الذين لا تبدو عليهم الملامح الغربية. وشمل العملاء واحدة أو اثنتين من النساء اللاتي لم يذهبن بشكل منفرد ولكن برفقة عناصر من الذكور. وأشار أحد المخضرمين بوحدة المهام الخاصة أنّ الجهاديين استخدموا النساء في أدوار معينة في الشرق الأوسط؛ لأنّ العملاء الذكور كانوا أقل عرضة للبحث تحت ستار يغطي الجميع. وقال هذا العميل السابق: &ldquo;يمكن لاثنين من العملاء أن يلعبا في تلك اللعبة&ldquo;. لكن البعثات الثنائية كانت الاستثناء وليست القاعدة. &ldquo;كانت معظم عمليات وحدة أورانج فردية دون وجود أي عميل احتياطي&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ومع نضوج البرنامج، عمقت وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; غطاء عناصرها، في بعض الحالات نقلتهم وأسرهم من الولايات المتحدة إلى البلدان القريبة من سوريا؛ الأمر الذي يتطلب موافقة وزير الجيش وقادة المقاتلين في المناطق الجغرافية ورؤساء المحطات. وكانت حكومات بعض من تلك البلدان ليس لديها أي فكرة أنّ جواسيس الولايات المتحدة يعيشون تحت غطاء تجاري هناك. (وكان السفير الأمريكي ورئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية في كل دولة يوقّعان على هذه الإجراءات). ومع ذلك، لم يقم عملاء الغطاء التجاري في سوريا نفسها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وكان عملاء وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; يعملون تحت غطاء تجاري معروف للكثيرين حتى في سلسلة القيادة الخاصة بهم، وكانت مهماتهم مجزأة داخل قيادة العمليات الخاصة المشتركة. وعند مناقشة المعلومات الناتجة عن البعثات عبر مكالمة جماعية بين أعضاء قيادة العمليات الخاصة المشتركة &ldquo;لم يذكروا المكان الذي جاءت منه تلك المعلومات&ldquo;. وحتى في المناقشات عالية المستوى، فإنّ الوصف الأكثر تفصيلًا يقتصر على &ldquo;المواد التابعة لوحدة أورانج في سوريا&ldquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">كانت البعثات إلى سوريا سرية للغاية؛ حتى إنّ السفارة الأمريكية في دمشق لم تكن تعرف أي شيء عنها. وقال أحد العملاء المخضرمين بوحدة المهام الخاصة: &ldquo;يدرك رئيس المحطة والسفير أنهما هناك، وربما رئيس مكتب خدمات المشاريع في المحطة، وهذا كله يتعلق بتلك البعثات&ldquo;. حتى إذا اعتقل السوريون العملاء وألقوا بهم في السجن، فإنّ العملاء لن يعترفوا بأنهم جواسيس أمريكان، وسيكون منوطًا بالحكومة الأمريكية الدفاع عنهم.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">عمل نشطاء وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; في بلاد الشام في المناطق التي يتواجد بها جواسيس إسرائيل؛ الأمر الذي يفسر جزئيًا لماذا كانت البعثات إلى سوريا ولبنان مجرد بعثات &ldquo;عرضية&rdquo;. إذا دخلت الأجهزة الأمنية السورية في شبكة من المصادر الإسرائيلية للاستجواب، فإنّ قيادة العمليات الخاصة المشتركة ستريد معرفة من أخبر السوريين قبل إرسال عناصرها الخاصة مرة أخرى. ربما بسبب هذا الحذر، لم يتم الكشف عن أي عميل في وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; بسوريا، رغم أنّ المخابرات السورية تبحث عن جواسيس في كل وقت.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">مكّنت البعثات قيادة العمليات الخاصة المشتركة لبناء صورة تفصيلية عن الشبكة التي انتقل إليها الجهاديون من مطارات حلب ودمشق من خلال القسم السوري في وادي نهر الفرات حتى عبروا إلى العراق قرب مدينة القائم. وبعد عدة سنوات، ظهر اسم ميسر الأعمال الأول للزرقاوي في سوريا: أبو غادية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">لمدة تسعة أشهر على الأقل، ركّزت قيادة العمليات الخاصة المشتركة جمع المعلومات الاستخبارية على قائد المقاتلين الأجانب. وأدرك المخططون أنه على الرغم من أنه أقام منزلًا له في الزبداني، على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال غرب دمشق، لكنه تردد على منزل آمن قرب مدينة البوكمال، وسافر أحيانًا إلى العراق. وتمنّوا دخوله العراق تحت المراقبة، لكنه لم يفعل. وكان البديل هو قصف منزله. وقام أحد عناصر وحدة &ldquo;أورانج&rdquo; برحلات منفردة سرية لمدينة سكرية لمراقبة أبي غادية. وكان من بين مهامه وضع ونقل المعدات التي سمحت لوكالة الأمن القومي بتحديد الهاتف الخليوي لأبي غادية في أحد المباني. وكانت قيادة العمليات الخاصة المشتركة تتواصل مع جاسوس في الدائرة الداخلية لأبي غادية تمّ تجنيده في الأساس من قِبل المخابرات السورية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وأثناء التخطيط لتوجيه ضربة داخل سوريا، وإن كانت ضربة على بُعد بضعة أميال عبر الحدود، كان على محللي فرقة عمل الاستخبارات تحديد الأوقات المحتملة لرد فعل القوات الجوية السورية وحرس الحدود، وشبكات الدفاع الجوي. وفي حين أنّ الولايات المتحدة قد قدمت بعض المعلومات لكبار المسؤولين السوريين في دمشق بأن الغارة قد تحدث في المستقبل القريب؛ إلّا أنّ القوات السورية على طول الحدود لم تتعامل مع الأمر بحكمة. ولكن الدفاعات الجوية السورية كانت موجّهة على إسرائيل وتركيا، والعراق، في حين ذكرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنّ الطيارين السوريين حلّقوا بضعة مرات في الشهر. وقدّر مخططو فرقة العمل أنّ العملاء يركزون لمدة تسعين دقيقة على الهدف قبل بداية الاشتباك.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ولكي تبدأ قيادة العمليات الخاصة المشتركة في مهمتها، كان يجب أن يقدم الجاسوس في معسكر أبي غادية المعلومات التي تفيد بأن الرجل المطلوب كان في منزل آمن. وكان يجب أن يكون هاتف أبي غادية مفتوحًا أيضًا لتحديد موقعه. كانت هناك بدايات خاطئة. ولكن كل شيء جاء في النهاية في 26 أكتوبر عام 2008.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وكان أمام طواقم &ldquo;<span dir="LTR">Night Stalker&rdquo; 36</span> ساعة للتحضير لهذه المهمة. بعد عبور الحدود، لم تستغرق الرحلة إلى الهدف وقتًا أطول من 15 دقيقة. يقع المبنى الهدف في قرية صغيرة، وهو مبنى مكون من طابق واحد. لم تطلق المروحيات الطلقات النارية لدى اقترابها. هبطت طائرات بلاك هوك، وخرج العملاء وانطلقوا تجاه المبنى، حيث أخمدوا مقاومة أبي غادية وحفنة من مقاتليه خلال تسعين ثانية؛ مما أسفر عن مقتل ستة و12 من المسلحين دون أن يُصاب منهم أحد. أمضى العملاء نحو ساعة من العمل في &ldquo;موقع حساس&rdquo; لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخبارية، قبل المطالبة بعودة طائرات بلاك هوك، وتحميل جثة أبي غادية على متن طائرة هليكوبتر، وعودته إلى قاعدة السعد الجوية في العراق. وكما توقع محللو الاستخبارات، لم تظهر قوات الأمن السورية أثناء وجود العملاء على الأرض.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>فورين بوليسي - التقرير - قاسيون</strong></span></sup></span></p>