مخرج خطاب بشار الأسد فشل- فشلاً- ذريعاً... والعقوبة على حجم الفضيحة
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="font-size:18px">دمشق (قاسيون) - اعترف بشار الأسد، يوم الأحد، بالتخلي عن مناطق واسعة في شرق البلاد وشمالها، في سبيل تخويف الغرب من الإرهاب، الذي يعتبر من أنجع وسائل الضغط عليهم، في حين أقرّ بنقص القوة البشرية في قواته، كما اعترف بفعالية دور «المقاومة الاسلامية» في قتال المعارضة السورية، التي اعتبرها العدو الأول وليس إسرائيل.</span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">تحدث بشار الأسد، في خطابه أمام رؤساء النقابات المهنية، وغرف الصناعة؛ والتجارة؛ والزراعة؛ والسياحة ،عن اقتناع دول العالم بفكرته الأولى التي كان يسوقها منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، فقال: «زالت الغشاوة عن كثير من العقول، وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه، وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة، وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها»، مسنداً فعل تدمير البلاد لـ«التنظيمات الإرهابية»، وهذا ما يفسر تركز قوات النظام، خلال عام 2012 قصفها الجوي؛ والصاروخي على مناطق سيطرة الجيش الحر، وتجاهل مقرات جبهة النصرة شمال البلاد وشرقها، ثم فسح المجال أمام تنظيم «داعش» للسيطرة على مساحات شاسعة في المنطقة الشرقية، البعيدة عن العاصمة.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وهذا ما كشفه في الإشارة إلى تساؤولات مواليه حول أسباب تجاهل مناطق، والتركيز على أخرى، بقوله: «الأسئلة المطروحة: هل نتنازل عن مناطق؟ لماذا نخسر مناطق أخرى؟ وأين الجيش في بعض المناطق؟ لماذا لا يأتي؟.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وأشار الأسد إلى نجاح أسلوبه في تهديد الغرب بقوله: التبدلات الإيجابية الأخيرة على الساحة الدولية هي حقيقية... لأنها تنطلق من القلق من الإرهاب، ما يفسر السماح لقوات النظام من الاستفادة من ضربات التحالف على تنظيم "داعش" في الحسكة إلى جانب وحدات حماية الشعب.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">طغت الأسلوب الملتويّ على حديث الأسد، حين تحدث عن تمثيل نظامه «الدولة السورية» التي يملكها الشعب السوري، الذي فرّ نصفه إلى دول الجوار من قصف الطيران؛ والمدفعية؛ وسقوط الصواريخ الروسية؛ والإيرانية على منازلهم في مدن وبلدات سوريا، في الشمال و الجنوب، ليقول دون اعتبار لمصير الملايين: «الشعب السوري هو الوحيد صاحب الحق في تقديم أيّ تنازل إذا أراد»، في حين لم يذكر بسطر واحد من خطابه، الذي زاد عن 10 صفحات، ماذا قدمت حكومته لملايين السوريين الذين شتتهم جيشه إلى دول الجوار؟!.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">بشار الأسد، الذي رفض التنحي عن الحكم بعد احتجاجات سلمية، عمت أغلب مدن سوريا، اعترف أن موالوه يرون أن «من يكسب المعارك هي القوى الموجودة مع الجيش- والجيش لا يقاتل أصابه الوهن والتعب والاحباط- وأن من يقاتل هو جيوش أخرى أتت من دول من خارج سورية، في إشارة للمرتزقة من المليشيات العراقية، اللبنانية، الإيرانية، والأفغانية التي تقاتل ضد المعارضة في سوريا.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">كما وصف بشار، إيران بــ "الشقيقة" التي قدمت الخبرات العسكرية، بينما شاركت عناصر حزب الله اللبناني بسفك الدم السوري كان لهم «دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي»،حسب تعبيره.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ويلعب حزب الله اللبناني حالياً، دوراً محورياً في الحملة المستمرة على المناطق السورية على الحدود مع لبنان، وفي مدينة الزبداني، المحاصرة، وفي عدد من المناطق السورية الأخرى، وخاصة في قلب العاصمة دمشق.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align: center;"><sup><span style="font-size:18px"><iframe allowfullscreen="1" frameborder="0" height="315" src="//www.youtube.com/embed/-3XUaDgSEus?rel=0" width="560"></iframe></span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">واستدرك رأس النظام معترفاً، أن الإحباط يسيطر مؤيديه، وعناصر قواته بعد تراجعها في «بعض المناطق»، كما أشار إلى فقدان قواته «الحاضنة الاجتماعية» في المناطق التي خسرتها، وهي معظم مناطق سوريا، ما يعني أن أكثر من ثلثي الشعب السوري يقف ضده، في العودة إلى أن قواته تصمد في مناطق حاضنتها الشعبية، وهذا يصل بنا إلى توقع انكفاء قوات بشار الأسد في المستقبل، إلى الساحل السوري حيث أكبر عدد من مناصريه، ومن ثم الانقسام المرسوم له منذ البداية.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ودعا في خطابه، المؤيدين له لإرسال أولادهم إلى جبهات القتال للتخفيف عن جيشه، والمليشيات المساندة له، فقال مهدداً: «من غير المبرر أن يدخل الجيش إلى مناطق نكتشف أن الشباب تركوها وهجروها.. هذا الكلام غير مقبول، في إشارة إلى مناطق يتمتع شبابها عن الالتحاق بجيش النظام كالسويداء على سبيل المثال لا الحصر.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وأضاف أن جيشه يعاني من نقص «الطاقة البشرية التي ستقوم باستخدام السلاح والعتاد»، مضيفاً «كل شيء متوفر لكن هناك نقص بالطاقة البشرية».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وفي حادثة تعبر لأول مرة من «رئيس دولة» ويباهي بمفهوم «السيادة الوطنية» لوح رأس النظام، ببيع سوريا إلى المليشيات التي تقاتل إلى جانب قواته، حيث قال: «الوطن ليس لمن يسكن فيه، وليس لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته، الوطن هو لمن يدافع عنه؛ ويحميه؛ والشعب الذي لا يدافع عن وطنه؛ لا وطن له، ولا يستحق أن يكون له وطن»، وهذه من الجانب الآخر تهديد مبطن لمعارضيه، أنه لن يسمح لهم بالعودة إلى وطنهم في حال انتصر عسكرياً.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">كما لوح الأسد، بطريقة إنهزامية عن مفهوم الدولة الوطنية، وعن تقسيم البلاد في حال تحرك الغرب ضده، فتحدث لأول مرة عن «فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافياً بين موالاة؛ ومعارضة؛ وكيانات طائفية؛ وعرقية»، وأكد أن «كل شيء في العالم يبدأ باللغة، التي هي حامل الأفكار؛ وهي التي تؤدي لاحقا للواقع»، في إشارة إلى أنه سيعمل على تحقيق ما تحدث عنه على أرض الواقع، أو أن جهات دولية بحثت معه تقسيم سوريا<span dir="LTR">.</span></span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وفي خطة جديدة، اعترف بشار الأسد، أن الثورة السورية لن تنتهي، في حين يصر هو على البقاء، ما يعني أن الوضع سيستمر لفترة طويلة من الزمن، فقال: «إن الكثير من السوريين كان يعتقد أنه يجب أن يؤجل أعماله حتى تتحسن الظروف، ويعود للعمل وعندما اكتشف أن الأمور ستطول قرر أن يتأقلم مع الظروف».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ولم يتحدث، رأس حربة الممانعة عن الحرب مع إسرائيل باعتبارها العدو الأول لـ«المقاومة» وباعتبار فلسطين قضية العرب المركزية للعرب، بل دعا في خطابه، المطول: «كل متردد خوفاً؛ أو شكاً؛ أو أملاً بأحلام لن تتحقق، أن يحذو- حذو من سبقه- ليوحدوا البندقية باتجاه العدو الحقيقي.. العدو المشترك؛ والأخطر؛ وهو الإرهاب»، في إشارة واضحة إلى رغبته في السير في ركب تحالف الدول العربية؛ والغربية، بقيادة أمريكا ضد تنظيم «داعش»، الذي كان ورقته الأهم لاقناع الغرب.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">في النهاية الخطاب بكل تفاصيله؛ وجزئياته «كوم»، وأن يتحدث «رئيس دولة» بعد 48 ساعة من تدخل دولة «تركيا» في آراضيه، والتحضير لإنشاء منطقة عازلة «آمنة» وبالتالي حظر جوي، ولا يتناول هذا «الرئيس» هذه القضية التي تعتبر الأهم في تهديد السيادة الوطنية «كوم تاني»، خاصة وأن الموضوع يتعلق بالتدخل الخارجي الذي يعتبر الأهم، فهل ما تناوله «الأسد» في خطابه كان أهم؟ إن دلَّ هذا على شيء، إنما يدلّ أن الأسد ألقى هذا الخطاب قبل التدخل التركي، ومحاربته تنظيم الدولة على الحدود السورية - التركية، ومخرج «الفيلم الخطابيّ» فشل في إخراجه بامتياز!! وهذا ما بدا واضحاً أكثر أثناء نشر العواجل السريعة من مقتطفات خطابه، والتي سبقت الحديث، وتصفيق الرعيّة معاً!!. </span></sup></p>
<p dir="RTL"> </p>