فيديو مسرّب... عناصر النظام يتفنون بالتعذيب الجماعي لعائلة سورية
محمد جواد (قاسيون) - تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو مدته (3:31) دقيقة، يوثق جزء من "حفلة" تعذيب أحد عناصر قوات النظام، يمعن في تعذيب رجل وزوجته؛ وأفراد غيرهم، لم يظهروا في التسجيل، الذي يوثق جزء بسيط من انتهاكات هذه القوات، ويوضح سبب اعتبارها من السوريين «قوات احتلال».
يتساءل الجندي في جيش «حماة الديار»، في بداية الشريط مخاطبا رجل نحيل الجسد: كيف الجزيرة معك... تعرف تبث؟ في إشارة قناة الجزيرة الفضائية، التي يتهم الرجل وعائلته السورية، بالتواصل معها.
الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على صفحات النشطاء السوريين في مواقع الـ«فيسبوك»، أحدث ردود فعل ساخطة، طالبت بمعاقبة الفاعل، وتعجبوا ممن لا يزال يقف إلى جانب نظام الأسد، الذي أطلق يد جيش كهذا في البلاد.
يردد الجندي، ملوحا بسوط يلهب جسد الرجل: «ليش طلعت على التلفزيون؟ ..ديك الخلقك ولا ها»، وهي جملة تحويرية لسب الدين اللذي يتبعه الخالق، حسب ما هو متعارف عليه ضمن صفوف قوات النظام، وخاصة الضباط منهم.
الجندي "الباسل" يكرر: «ليش طلعت على التلفزيون؟... يرد الرجل المتألم من ضربات السوط: «والله مالي علاقة».
يتابع الجندي، في جيش النظام: «مين اللي قالك تطلع على التلفزيون؟ بينما يتفاجأ الرجل، فيقول مستغربا من التهمة الشنيعة: «أنا طالع على التلفزيون...؟».
الجلاد، يرد مستهزئا: «لاء أمي سميعة طالعة على التلفزيون»، ثم يكرر جملة «ليش طلعت على التلفزيون؟»، وسوطه يلهب جسد الرجل النحيل، الذي لا يفتأ يردد «والله مالي علاقة.. الله وكيلك».
وفي لحظة انهيار الرجل، الذي كان يتجرع الذل والهوان، أمام زوجته؛ وأطفاله؛ وربما يكون العجوز المكبل في خلفية الصورة والده، حيث يشارك كل هؤلاء في تحمل فصول تلك الجريمة، بسبب تهمة ملفقة لهم، لا يدرون ما هي أصلاً؟!.
ويفرغ الجندي المجرم، من الرجل، لينتقل إلى زوجته، وهو يناديها بأقذع العبارات اللاأخلاقية: (...) ...تعي لهون .. هذا الزلمة يكرهو لحافظ الأسد، ويطلب منها نعت زوجها بـ«الكر» وتقول عن نفسها «الكرة»، ثم يطلب منهم تحت وطأة السوط أن يقلدوا نهيق الحمير.
مهما كان تاريخ تسجيل الشريط، وفي أيّ مكان من سوريا حصل، فهو جريمة بحق الإنسانية، تهزّ العالم لوكانت للإنسانية وقيمها، مكانا في زحمة المصالح السياسية، وأجندات الدول، التي باتت تدوس على جثث السوريين للعبور إلى مصالحها، غير آبهة بما يحصل- وما حصل- فلم يتحرك حتى بعد عرض آلاف صور التعذيب للمدنيين في أقبية سجونه، ولا بعد عرض صور أطفال درعا الذي أشعلوا الثورة السورية، وغيرها الكثير من الصور اليومية التي سربت لتعذيب المتظاهرين، والرقص فوق أجسادهم، وما خفي أعظم.
وتقع اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره، من ضروب المعاملة؛ أو العقوبة القاسية؛ أو اللاإنسانية؛ أو المهينة لحقوق الإنسان، ضمن مرجعية الأمم المتحدة، وتهدف إلى منع التعذيب في جميع أنحاء العالم.
الاتفاقية تلزم الدول الأعضاء باتخاذ تدابير فعالة لمنع التعذيب داخل حدودها، ويحظر على الدول الأعضاء إجبار أيّ إنسان على العودة إلى موطنه إذا كان هناك سبب للاعتقاد أنه سيتعرض للتعذيب.
واعتمد نص الاتفاقية من جانب المفوضية السامية للأمم المتحدة في 10 كانون الثاني/ديسمبر 1984، وبعد تصديق 20 دولة عضو، دخلت حيز النفاذ في 26 يونيو 1987، واعتبارا من أيلول/سبتمبر 2010، فإن147 دولة عضو قامت بالتصديق على الاتفاقية.