اللاجئون السوريون يقدمون الأزهار للشرطة النرويجية في عيدها
لورنس ملا علي (قاسيون) - لم تكن المنظومة الأمنية، وأقسام وزارة الداخلية السورية؛ وأهمها الشرطة سوى منظومات للفساد، والترهيب بل وللإفساد أيضًا.
تؤكد الحالة المجتمعية، ضمن القاعدة لا النشاذ، أن لا وجود لذلك المواطن السوري الذي لم يدفع رشوة لشرطي المرور، أو في الجوازات، أو حتى لتقديم شكوى في مخفر، وبالمقابل لا وجود لذلك السوري، الذي لا ترهبه (سيارة الستيشن)، أو حتى (موتور) الشرطة، الذي يدفع المنتسب أحيانا مئات الآلاف لاستلامها.
في سوريا باتت لافتات (الشرطة في خدمة الشعب) إكسسوارات لتمييز مخافر الشرطة عن غيرها من مؤسسات الدولة الفاسدة، يستخدمها المساعد «جميل» لنهب الشعب، مثلها مثل شعار البعث في (الوحدة، الحرية، والاشتراكية)، والذي استخدم لتفكيك الشعب وسلبه حريته.
«لا تخف... فأنت في النرويج» هي الكلمات التي نسفت كل أفكارنا القديمة عن دور الشرطة في المجتمع، وذلك خلال أول احتكاك لنا مع أحد أفراد الشرطة النرويجية في استقبالنا كلاجئين، وخلال سنتيّ لجوء استطعت معرفة المعنى الحقيقي لـ( الشرطة في خدمة الشعب).
نحن مجموعة من الشبان السوريين، نسقنا لتنسيق فعالية بسيطة للتعبير عن امتنانا للشرطة النرويجية، مدفوعين بحسن المعاملة، والأخلاق السامية التي التمسناها لديهم. قمنا بتقديم الزهور ومشاركتهم كلاجئين سوريين في «عيد الشرطة»، فلاقوا هذه البادرة منا بردة فعل إيجابية، وشكرونا على هذه اللفتة اللطيفة، والتقطوا معنا الصور التذكارية.
وبالمقارنة مع شرطة الدول الأوروبية (السويد، النرويج، وألمانيا) ودول العبور الأوروبية (اليونان، هنغاريا، وصربيا) نرى فرق واضح في التعامل مع اللاجئين الهاربين من إجرام النظام ورئيسها، فمن خلال تواصلنا اليومي مع اللاجئين السوريين العابرين من اليونان، وهنغاريا نلمس معاناتهم من تعامل أفراد الشرطة معهم، والتي قد تصل أحيانًا لأبسط الأمور الإنسانية من طعام، وشراب، وغيرها.
فكانت إحدى اللاجئات سيدة سورية حامل في شهرها السابع، تم اعتقالها من الشرطة الهنغارية، وعُنفت كغيرها من اللاجئين، وتم زجها بغرفة مع خمسين معتقلٍ آخر، وحاولنا بدورنا التواصل مع الصليب الأحمر لمراعاة ظروف اللاجئين المحتجزين في هنغاريا، ولكن لا حياة لمن تنادي.
أما اللاجئين عبر المتوسط، والغرقى الذين يقضون في البحر، ويلعب خفر السواحل اليوناني، دوراً لا بأس به في إنقاذ اللاجئين عبر المتوسط على متن قوارب مطاطية، ولكن حوادث الغرق التي تقع تكون بإهمال من الخفر اليوناني، بالإضافة إلى جشع المهربين الذين يحملون البلم البحري أعداداً كبيرة فوق استطاعته.
من هنا نناشد الشرطة اليونانية والهنغارية، بتحسين تعاملهم مع اللاجئين الفارّين من هول الحرب في سوريا.