التبادل التجاري بين داعش والأسد على قدمٍ وساق في الرقة... والضحية سكانها
الرقة (قاسيون) - يستمر الوضع الإنساني بالتدهور في مدينة الرقة، الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش»، في ظل انقطاع التيار الكهرباء والماء لساعات طويلة من اليوم، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بما فيها الخبز كمادة أساسية.
وأفادت مصادر محلية من الرقة، بتراكم المشاكل المتعلقة بالتيار الكهربائي، الذي ينقطع لفترات تتجاوز 20 ساعة يوميا، بينما تمتد فترة غيابه إلى أسبوع بسبب الأعطال المتكررة في «المحوّلات»، وذلك لعدم وجود فنيين مختصين، بعد هروبهم وخوفهم من عناصر «داعش»، فضلاً عن راتب قليل لا يتناسب مع الارتفاع الكبير بالأسعار.
وحسب المصادر ذاتها، أن انقطاع الكهرباء المتواصل، ينعكس على توفر المياه، ما يدفع السكان إلى البحث عن الماء؛ أو شرائه من صهاريج يمتلكها تجار مرتبطين بالتنظيم ذاته، حيث يباع كل 20 برميلاً بسعر 3500 ليرة سورية، وهو سعر مرتفع جدا بمقارنته بالأسعار في المناطق خارج سيطرة «داعش»، فتباع ذات الكمية بـ 900 ليرة سورية تقريباً.
ويقف الصغار والكبار في طوابير طويلة قرب صهاريج المياه في شوارع الرقة، يحمل كل واحد منهم «كالون» (وعاء بلاستيك لتخزين المياه 29 لتر) تباع بـ 100 ليرة سورية، وفقاً للمصادر.
تبادل تجاري بين داعش ونظام الأسد
وبخصوص الخبر، فأسعاره توازي أسعار المناطق السياحية، ويعود ذلك إلى اتفاق بين تنظيم «داعش» ونظام الأسد على بيع ونقل القمح من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق النظام عن طريق تاجر من حلب موجود في الرقة، يقوم بدور الوسيط بين الطرفين.
ويقول الأهالي: إن التاجر مبايع لــ "داعش" ويبيعون محصولهم له، خشية القتل إن لم يبيعوا القمح للتنظيم، ليسير التاجر قافلات الحبوب إلى مناطق النظام، ويتسلم ثمنا بالعملة الصعبة، كأحد أهم موارد تمويل التنظيم الحالية فيما تسمى ولاية الرقة.
التنظيم خلال الشهر الماضي، عمل على إرسال شاحنات محملة بعشرات الأطنان من القمح يومياً، إلى مناطق النظام، الذي خسر أغلب موارده من القمح، بينما يعوضه التنظيم عن تلك الخسائر بتوفير القمح من مناطق سيطرته، ما يجعل النظام أقل حاجة لاستيراد الحبوب من الخارج.
ويعمل فيها أربعة أفران، يتحكم بعملها عناصر تنظيم «داعش»، الذين يجبرون النساء على الوقوف بطوابير طويلة، بغرض الحصول على الخبز، ويصفون بعضهن بـ «بغير محترمات وقليلات أدب وأخلاق»، بينهم عنصر تونسيّ ملثم طوال الوقت.
صرخة من الرقة
وفي حديث لـ «قاسيون» أبو بكر المغربي- أحد أعضاء حملة «صرخة من الرقة»، التي تنشط في مدينتيّ (الرقة والبوكمال)، الرازحتين تحت حكم «داعش»، قال: «إن عناصر (داعش) داخل الرقة يرغمون الشباب والمسنيين بإغلاق محلاتهم والذهاب للمساجد في أوقات الصلاة، في وقت يتجولون فيه بالشوارع».
وأضاف الناشط «أن عناصر التنظيم يستولون على محال بعض السكان التجارية بحجج عدّة، فاستولوا مؤخراً على (محل المليونيرة) بحجة أن مالكيه، يتعاملون من النظام، كما تم الإستيلاء على منازل للأكراد والعرب، وتقوم باسكان عناصرها فيه».
وأشار الناشط إلى أن «خطباء داعش في صلاة الجمعة، من يكتب كلمة واحدة ضد التنظيم على موقع الـ(فيسبوك) سيسجن وسيجلد مئة جلدة، في محاولة لتخويف الناشطين، وترهيب السكان بشكل عام»، مضيفاً « نادراً ما ترى أو تسمع عن وجود سيدة تعمل؛ أو تشغل وظيفة؛ أو قائمة على رأس عملها في الرقة، فليس هناك دور للمرأة أكثر من التنقل بين جدران منزلها، وممنوع على النساء أن يعملن بين الرجال، في حين كانت سابقاً تعمل في المشافي؛ والجامعات؛ والشركات؛ والدوائر الخدمية في المحافظة».
وإنما يفسح المجال للنساء، في الانتساب إلى «كتائب الخنساء النسائية» والتطوع؛ أوالتجنيد في صفوفهم بحجة التوظيف لدى التنظيم.
وتحدث المغربي عن فرض التنظيم لقرارات عدّة على السكان في الرقة في ما يلي نصها كما جاءت:
أولاً- فرض النقاب: يجب على كل أخت تتواجد في الشارع أن تلتزم بالأخلاق الإسلامية والتي منها:
1- لبس الحجاب الشرعي الكامل، المكون من العباية الفضفاضة + الحجاب +النقاب + قفازات .
- 2عدم رفع الصوت في الشارع.
- 3عدم مشي الأخت في ساعة متأخرة وحدها، وكذلك عدم مشيها مع غير محارمها.
وكل أخت تخالف هذه الأخلاق، سيتم معاقبتها بالشرع، هي وولي أمرها بعد مهلة قدرها ثلاثة أيام من تاريخ البيان.
ثانيا- منع الموسيقى؛ والغناء؛ والصور على واجهة المحلات: يمنع بيع أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغاني الماجنة في السيارت؛ والحافلات؛ والمحلات؛ وجميع الأماكن، كما دعوا جميع المحلات إلى إزالة صور الرجال والنساء عن واجهة محلاتهم، وكل مخالف سيعرض نفسه للعقوبة الشرعية اللازمة.
ثالثا: منع بيع الدخان والأراكيل: يمنع منعاً باتاً بيع الدخان والأراجيل في أيّ مكان، ومن أصر على بيع الدخان، فسيتم حرق كل الكمية التي معه، وسيتم معاقبته شرعاً.
رابعا- فريضة صلاة الجماعة في المسجد للمسلمين: يجب على كل صاحب متجر قبل النداء بعشرة دقائق إغلاق متجره، وكذلك على أيّ رجل خارج الطرقات التوجه إلى المسجد، لإداء فريضة الله تعالى الواجب عليه، وعدم التأخر؛ أو الجلوس للحديث في الطرقات والمسلمون في مساجدهم، ومن وجد أثناء الصلاة؛ فاتحاً متجره؛ أوخارج المسجد في الطرقات، فإن متجره سوف يغلق ويطلب للمساءلة الشرعية، وستتم المحاسبة بعد ثلاثة أيام من تاريخ البيان.