وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 15 يناير - 2025

نقل الريحة اللبنانية لسوريا... حرامية لبنان ومافيا النظام تختار أرض سورية لنفاياتها

إبراهيم نمر (قاسيون)...

 

الطبقة السياسية اللبنانية تدرك تماما أن حركة الاحتجاج في لبنان بدأت- ولن تنتهي- قبل الإطاحة بالرؤوس الكبيرة، وأمراء الحرب ويعلمون تماما أن موضوع النفايات هو الفتيل؛ والبداية؛ والقصة أعمق، وأكبر بكثير، وهناك جبال من النفايات السياسية والاقتصادية بالواقع اللبناني التي جاءت دورها.

 على الرغم من الاعتصامات والاحتجاجات السابقة، إلا أن تاريخ الثورة الحقيقية هو 22-8-2015 هذا التاريخ الذي طالب فيه المحتجون بإسقاط النظام. وما يميز هؤلاء الشبان هو  وطنيتهم العالية، ورفضهم لأيّة تداخلات حزبية؛ أو لأيّة صورة وإشارة من الطبقة السياسية، ورفض مشاركتهم نهائيا بالاحتجاج .

الثورة بدأت والكل يمسح رأسه؛ وطربوشه؛ ولن تفيد ألاعيبهم، لأن البلّ سيصل لذقونهم، وهذه الثورة هي لإنهاء حقبة كاملة من السياسيين الكاذبين، وتجار الحرب، والاقتصاد في لبنان، ورغم المحاولات الحثيثة من القوى السياسية المتمثلة بالثنائية اللبنانية ( 14- 8) إلا أن المنتفضين عالمون بهؤلاء وهم كرروا مرارا أنهم لن يسمحوا بأيّ تدخل لهاتين القوتين في اعتصاماتهم.

إن الأمور بدأت تذهب للأخطر بعد المواجهات العنيفة مع قوات الأمن، إلا أن الشباب الثائر أدركوا ما يراد لهم من سوء، والأيام القادمة ستكشف مدى الاستعدادات، والتكتيكات الجديدة، التي يمكن أن يتبعها الشباب الثائر، فاللبنانيون يدركون هشاشة دولتهم (اللادولة) ومدركون أن لا وطن لهم بل إقطاعيات طائفية موزعة سابقاً بحصص بين أمراء الحرب الأهلية اللبنانية.

لكن الجديد في مستجدات قضية النفايات، ما جاء في صحيفة «الديار» اللبنانية، الموالية للنظام السوري، أن «وسيطاً لبناني يعمل ما بين سلطات بلاده، والسلطات السورية، وأن الأخيرة قد طرحت مشروع، يقضي باستثمار الأرض التي تبلغ مساحتها 10 ملايين متر مربع، والواقعة على طريق «المصنع - دمشق» لجعلها مطمراً لنفايات لبنان، مقابل نقل شركة سورية النفايات إليها بسعر مليار دولار أمريكي سنوياً».

وهذه الأرض المقصودة، كانت أرض كسارات بعد «جديدة يابوس» القريبة من الحدود اللبنانية - السورية، ولا تستعملها سوريا، وترى السلطات اللبنانية، أن بإمكان هذه الأرض أن تتلقى نفايات لبنان لمدة عشرين سنة، دون خلق أزمة بيئية؛ أو تلوث.

وقدمت الصحيفة مبررات قبول حكومة نظام الأسد بالصفقة، حين أكدت أن الوسيط طرح المشروع على السلطات السورية، وهي بدورها تقوم بدراسته، منوهةً أن «هذا المشروع من شأنه تحسين الاقتصاد في سوريا؛ فالمليار دولار التي ستقدم لسوريا سنوياً ستحسن سعر الليرة السورية، بالإضافة لإيجاد فرص عمل لخمسة آلاف عامل سوري في الشركة التي ستنقل النفايات، كما أن هناك إمكانية استقدام شركة ألمانية، أو إيطالية لحرق النفايات، وإصدار طاقة كهربائية تغذي دمشق».

يبدو النظام في البلدين نابع من نفس الزبالة، وريحتهم هي ذاتها، لكن المؤكد أن المليارات لن تقضي على ريحتهما إلا بسقوطهما معاً... كما الشعب يريد...