وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 27 يوليو - 2024

مرض اسماء الأسد: بين الانتقام والحسابات الطائفية

مرض اسماء الأسد: بين الانتقام والحسابات الطائفية

أعلنت وزارة الخارجية السورية مؤخراً إصابة أسماء الأسد، زوجة الرئيس بشار الأسد، بمرض سرطان الدم. وعلى إثر ذلك، قررت أسماء البقاء في المنزل والسعي للشفاء.

عندما أعلنت وزارة الخارجية السورية عن إصابة اسماء الأسد، لم يرافق الإعلان أي صور أو تفاصيل رسمية عن حالتها الصحية. هذا الأمر أثار تساؤلات كثيرة، 

 وفي ظل الغموض المحيط بحالة اسماء الأسد الصحية، تُثار تكهنات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء الإعلان المفاجئ عن إصابتها بمرض خطير.

هذا الخبر أثار ردود فعل متباينة بين المؤيدين والمعارضين للنظام السوري، حيث يتذكر البعض ضحايا النظام وجرائمه، بينما يدعو البعض الآخر لشفائها وينسى ما فعله النظام بالشعب السوري.

إن الواقع الذي يعيشه الشعب السوري تحت حكم نظام الأسد أكبر من مجرد إصابة أسماء بمرض السرطان.

فالنظام السوري قد ارتكب جرائم بشعة بحق شعبه على مدى السنوات الماضية، وتفشت الفساد والقمع واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. لذا، يجب أن ننظر إلى هذا الخبر في سياقه الأوسع وندين ممارسات النظام السوري والمسؤولين عنه.


حقيقة إصابة أسماء الأسد:

تأتي إصابة أسماء الأسد بمرض السرطان بعد سنوات من الشائعات والتضليل الإعلامي من قبل النظام السوري. فقد سبق وأن أشيع خبر وفاتها أكثر من مرة، لكنها ظهرت لاحقاً بصحة جيدة. كما أن النظام حاول في الماضي استغلال مرض أسماء بسرطان الثدي لتعزيز صورته الإنسانية والتعاطف معها.


بالنظر إلى تاريخ النظام السوري في التلاعب بالحقائق وتفبريك الأخبار، يصعب الوثوق تماماً بما تعلنه النظام السوري بخصوص إصابة أسماء. فالنظام يعرف جيداً كيفية استغلال الشائعات والأخبار المفبركة لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. ولا ننسى أن هناك صراعات داخلية بين أسماء والطائفة العلوية التي تسيطر على النظام، مما قد يدفع بعض أتباع أسماء لتفبريك هذا الخبر.


إحياء ذكرى ضحايا النظام:

في ظل هذه الأجواء المشحونة، بدأت الصفحات المعارضة والموالية على وسائل التواصل الاجتماعي بالتفاعل مع هذا الخبر. فمن جهة، هناك من يتذكر ضحايا النظام وجرائمه الوحشية بحق الشعب السوري على مدى السنوات الماضية. فقد ارتكب النظام مجازر بحق المدنيين وقمع الثورة السورية بأبشع الطرق، كما حول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات والنزاعات الطائفية.


من جهة أخرى، هناك من يقوم بالدعاء لشفاء أسماء الأسد وينسى تماماً ما فعله النظام بالشباب السوري وتورطه في تصنيع وتهريب المخدرات كالكبتاغون. فالنظام السوري ليس مجرد حاكم فاسد، بل هو نظام إجرامي ارتكب أبشع الجرائم بحق شعبه وحول سوريا إلى بؤرة للفساد والتطرف.


الصراع الطائفي والسياسي:

إن إصابة أسماء الأسد بالسرطان قد تكون محاولة من النظام لإثارة التعاطف والتأييد من الطائفة العلوية التي تسيطر على مفاصل الحكم في سوريا. فالنظام يعلم جيداً أن البقاء في السلطة يتطلب الحفاظ على ولاء هذه الطائفة، لا سيما بعد الخلافات التي نشبت بين أسماء والطائفة العلوية  الذين يحاولون تحجيمها .

وذلك بعد أن تمكنت أسماء الاسد من السيطرة على مراكز داعمة للطائفة كانت بيد رامي مخلوف. هذا الصراع تحول إلى خلافات حادة بينها وبين هذه الطائفة. ولذلك، قد يكون استبعاد أسماء الأسد من الساحة السياسية أحد أهداف النظام من وراء الإعلان عن إصابتها بالسرطان.


إن هذا الصراع الطائفي والسياسي داخل النظام السوري يؤكد على حقيقة أن سوريا تحت حكم عصابة إجرامية تتحكم بمقدرات البلاد وتضحي بمصالح الشعب من أجل المحافظة على مصالحها الضيقة.


استغلال الأخبار والشائعات:

لا شك أن النظام السوري ماهر في استغلال الأخبار والشائعات لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. فقد سبق وأن أشاع النظام خبر وفاة أسماء الأسد أكثر من مرة، قبل أن تظهر لاحقاً بصحة جيدة. كما أنه حاول في الماضي استغلال مرض أسماء بسرطان الثدي لتعزيز صورته الإنسانية والتعاطف معها.


وليس من المستبعد أن يكون هذا الخبر عن إصابة أسماء بالسرطان مجرد محاولة أخرى من النظام لاستثمار التعاطف الطائفي واستقطاب التأييد من الطائفة العلوية.