الأزمة الأوكرانية بين روسيا والغرب .. هل ينتقل الصراع إلى الأراضي السورية ..؟
قاسيون ـ يشار كمال
تنذر الأزمة المندلعة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا ، باندلاع حرب ، قد لا تنحصر رحاها في أوروبا ، بل قد تنتقل إلى جميع الدول التي تتواجد فيها القوات الروسية إلى جانب القوات الأمريكية ، ومنها سوريا ، التي تعتبرها موسكو أحد أبرز قواعدها في المياه الدافئة .
يؤكد أغلب المراقبين والمحللين ، أن الغزو الروسي لأوكرانيا ، بات وشيكا في ظل معطيات تشير إلى أن الغرب ، لايزال يرفض المطالب الروسية ، فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي ، بل وأكثر من ذلك يعمل على تغذية الصراع من خلال مد الدولة التي تقع على حدود روسيا بالأسلحة المتطورة ، إيذانا منه بأن الحرب واقعة لا محالة .
تعود جذور الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا إلى العام 2008 ، عندما دعا حلف شمال الأطلسي كلا من جورجيا وأوكرانيا للانضمام إليه ، في عهد الرئيس الأمريكي الإبن جورج بوش .
يومها قامت روسيا بغزو جورجيا ، تحت ذريعة مساعدة أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ، ورغبتهما بالاستقلال عن جورجيا ، ونجت باجتياح العاصمة الجورجية ، وتغيير النظام هناك ، دون أن يحرك الغرب ساكنا ، بل عمل إلى تأجيل دعوته لهاتين الدولتين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي .
في العام 2013 تجددت الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا ، لدى الانقلاب على الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا ، وتسلم نظام جديد موالي للغرب ، وهو ما دفع روسيا لغزو شبه جزيرة القرم واحتلالها في العام 2015 ، بالإضافة إلى غزو المناطق الشرقية من أوكرانيا ، وإنشاء دولتين جديدتين ، لا تعترف بهما أي دولة ، بحجة أنهما يرغبان بالانفصال عن أوكرانيا .
تعتبر روسيا أوكرانيا جزءا من أمنها القومي ، الذي لا يجوز للغرب الاقتراب منه بأي شكل من الأشكال ، حيث كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالا في شهر يوليو تموز الماضي من خمسة آلاف كلمة ، تحدث فيه عن أن روسيا وأوكرانيا كانتا دولة واحدة ، في إشارة إلى دولة كييف روسي ، في القرن التاسع الميلادي ، والتي استمرت لعدة قرون ، مؤكدا في ذات المقال بأن بلاده لن تسمح بأن يقوم في أوكرانيا نظام معادي لها .
ثم رد الرئيس الأوكراني ، زيلسنكي ، بمقال آخر قال فيه ، إن روسيا وأوكرانيا فعلا دولتان بمثابة الأخوين ، لكن يشبهان هابيل وقابيل ، عندما قام الأول بقتل الثاني .
تجدد الصراع على أوكرانيا مؤخرا ، من خلال دعوة حلف شمال الأطلسي لهذا البلد وبشكل رسمي للإنضمام إليه ، وهو ما أثار غضب روسيا من جديد ، التي دفعت بقوات حاشدة إلى حدودها مع أوكرانيا ، مهددة بغزوها في حال لم يتم التراجع عن دعوتها للانضمام إلى الحلف .
وتقدمت روسيا بثلاثة شروط لسحب قواتها ، من الحدود الأوكرانية ، ومنها الكف عن توغل الغرب في الجمهوريات السوفيتية السابقة ، وعدم نشر أي أسلحة للحلف على بعد أكثر من 800 ميل عن روسيا ، وهو ما رفضه الغرب ، مشيرا إلى أن روسيا يجب أن تكف عن التحكم في الجمهوريات السوفيتية السابقة ، مهددا بفرض عقوبات وحصار على موسكو ، وعزلها عالميا .
كما يبدو أن المواجهة شبه حتمية بين الغرب وروسيا ، والحرب باتت احتمالاتها أكثر قوة في أوكرانيا ، مع التصعيد العسكري من كلا الجانبين .
لهذا لا يستبعد الكثير من المراقبين أن تنتقل رحى هذه الحرب إلى الأراضي السورية ، من خلال قيام القوات الروسية والأمريكية المتواجدة في عدة مناطق من سوريا ، باستهداف بعضهما البعض .