وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 20 أبريل - 2024

واقعة الكونغرس .. هل رفعت الستار عن الديمقراطية المزيفة ؟*

واقعة  الكونغرس .. هل رفعت الستار عن الديمقراطية المزيفة ؟*
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي تمي  </span><br></p><p>في جزيرة الحرية (Liberty Island) الواقعة عند مدخل الخليج تم نصب تمثال الحرية الذي يحظى بشعبية كبيرة عند زوّار مدينة نيويورك الأمريكية ، هو عبارة عن نصب شاهق تمّ نحته في مدينة باريس قدّمته فرنسا كهدية بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلال أمريكا ، وقد تمّ إفتتاحه أمام الزوّار والسيّاح عام 1886م ، ويظهر تصميم التمثال على هيئة إمرأة تحمل شُعلة في يدها اليُمنى ، وفي يدها الأخرى لوحة تحمل تاريخ الرابع من تموز عام 1776م، وهو تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة ، بينما تعود تاريخ الإنتخابات الرئاسية الأمريكية كأعرق دولة جمهورية - ديمقراطية عرفها التاريخ الحديث منذ ما يزيد عن 240 عاماً. فقد دُشنت أول إنتخابات رئاسية عام 1788م كأول تجربة حكم جمهوري ناجحة عبر تاريخ الدولة الحديثة ، و قد أنتخب المجمع الإنتخابي الأمريكي الذي يُمثَّل فيه سكان الولايات المتحدة من جميع الولايات الفيدرالية جورج واشنطن رئيساً بالإجماع ، تقديراً لدوره في حرب الإستقلال الأمريكية، كما أنه ترأس الإتفاقية التي صاغت الدستور الأمريكي ، وأنشأ منصب الرئيس الذي رفض التمديد لنفسه رغم مطالبة الأمريكيين بذلك ، ومنذ ذلك الوقت ظهرت الحياة الحزبية في البلاد ، وأسست لبداية الهيمنة الحزبية على الأجواء الإنتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية. </p><p>- تصادم الحيتان داخل الكونغرس </p><p>يقول الرئيس ترامب في خطاب له أمام الكونغرس إنه عمل على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط للحفاظ على حياة الأمريكيين، مشدداً على أن إدارته تحمي بذلك الأمن القومي بقوة ، مضيفاً أن "الرواتب زادت والفقر والجريمة قلت ، والثقة إرتفعت ، وبلدنا الآن يزدهر ويُحترم بشدة مرة أخرى" </p><p>يبدو أن حيتان الكونغرس الذين تعودوا على نشر الفوضى في الشرق الأوسط لم يرق لهم هذا الخطاب ، و بالتالي فإن وجود رئيس مثل ( ترمب) في البيت الأبيض يمنع الحروب ويعمل على سحب الجيش الأمريكي من جبهات القتال يُعتبر طعنة في خاصرة مشروعهم بالهيمنة على العالم من خلال قوتين ( العسكرية والإقتصادية ) لهذا السبب كان لا بد من إسقاط ترمب لأن مصالح الأمريكيين لا تتحقق على ما يبدو ضمن مناطق تسودها الأمن والاستقرار. </p><p> </p><p>ما حقيقة وجود نظرية المؤامرة ؟ </p><p>إن المجمع الانتخابي الأمريكي تُعتبر عملية التفاف مشروعة وقانونية على الدستور ، وهي عملية التحكم والمعرفة مسبقاً بالشخص الذي سيفوز في الإنتخابات الرئاسية ، ولكل حزب له مرشح يُعين أو ينتخب ضمن قائمة أعضائه بالمجمع، وذلك خلال الأشهر التي تسبق الإنتخابات. </p><p>يَعتبر النُقاد بأن هيمنة المجمع الإنتخابي على المشهد الانتخابي الأمريكي أقل ديمقراطية من التصويت الشعبي المباشر ، و من جهة أخرى يبدو أن المرشح الديمقراطي المعلن فوزه جو بايدن سياسي "براغماتي" صالحه القدر وجاءت رئاسته هذه المرة في الوقت المناسب ليعيد الحيوية للأمة الأمريكية التي تعيش أزمة إقتصادية وثقافية وانقساماً مجتمعياً ، بينما دخول (تويتر وفيسبوك ) في حالة تأهب لمواجهة منشورات ترامب يعيدنا إلى المربع الأول ويضعنا امام السؤال التالي .. ما علاقة شركتين مستقلتين ( فيس بوك وتويتر ) والدخول على خط المواجهة لإسكات صوت ترمب وهو في أصعب أوقاته ..؟ وهل هذه هي الحرية التي يتغنى بها الأمريكيون ..؟ </p><p>الخلاصة : يبدو أن الفرنسيين سيندمون يوماً ما على منحهم تمثال الحرية للأمريكيين بعد مهزلة انتخابات 2020 واحتمال وجود نظرية المؤامرة في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وارد جداً لأن حيتان الكونغرس لن يسمحوا بوجود ( غورباتشوف) آخر في الرئاسة الأمريكية يمنع الحروب حول العالم ، ويهتم بالوضع الداخلي ، و ما اقتحام حشود مبنى الكونغرس من قبل جماعات موجهة إلا مسرحية من مسرحيات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA لإرضاخ ترمب تحت أمر واقع جديد وتهديده بالمحاكمة ( تحت عنوان التحريض) إن لم يغادر بيت الأبيض في الوقت المناسب ، ويعتبر ذلك خاتمة المؤامرة التي إنتهت بإزاحته من البيت الأبيض ، وما واقعة " الكونغرس " الأخيرة وتحشدات الناس المبرمجين عنوةً إلى داخل المبنى بهدف التخريب إلا إستكمالاً للمسرحية التي حبكها وأعدها وكالة الإستخبارات بجميع مسمياتها ، لهذا السبب يصل المرء إلى القناعة ويسأل نفسه قبل الآخرين.. كيف يمكن للحشود أن تقتحم مقر الكونغرس وهو محمي بقبضة حديدية ، ومن ثم يقوم أحد الأشخاص ( المشبوهين) بتصوير نفسه داخل المقر وهو يسرق أحد اللوحات التراثية من المبنى !؟ وهل يعقل هذا ؟! </p><p>ألم يكن هذا الأمر مدبر لتشويه سمعة ترمب والتآمر عليه لإجباره على الرحيل وبصمت ، في الختام سيحزن تمثال الحرية في نيويورك على ما حدث في 2020 ، وداخل المجمع الإنتخابي لتدبير إنتخابات مزيفة مع دعم مباشر من الإمبراطورية الإعلامية التي يمتلكها " ضباع الشر " في أمريكا ، وسيصل الناس من خلاله إلى قناعة بأن الأمر أو التراجيديا تحتاج إلى رئيس جديد للولايات المتحدة يقود الحروب وينشر الفوضى في العالم ، والسكوت عن معاناة الشعوب الفقيرة والمهجرة من ديارهم وخاصةً في سوريا التي تعاني الويلات منذ ما يقارب ثماني سنوات ، ويختصر عمل هؤلاء الحيتان على إدارة الأزمات بدلاً من حلها . </p><p><br></p>