وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 27 ديسمبر - 2024

فشكول والدبور جنود احمد رمضان في معركة الزعامة

فشكول والدبور جنود احمد رمضان في معركة الزعامة
<p>يتفق جمهور المعارضة في الداخل السوري ودول اللجوء على ضرورة وجود الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كمؤسسة برلمانية سياسية تعمل على تحقيق أهداف الثورة السورية من خلال الاعتراف الدولي الذي نالته مع وجوب إجراء تغييرات جذرية في بنية تلك المؤسسة.</p><p>ويبدو أن المطالب لم تتوقف عند تغيير النظام الداخلي أو استراتيجية الائتلاف الحالية –إن كانت موجودة أصلا- بل طالبت بتغيير الكتل الهشة التي شكّلت أساساً بهدف الدخول إلى تلك المؤسسة مع كامل شخوصها الذين أصبحوا ممثلين عن كتل وهمية أو منتهية الصلاحية، وعلى رأسها "حركة العمل الوطني من أجل سورية" وهي حركة شكّلت على أساس مناطقي و يرأسها عضو الائتلاف الوطني احمد رمضان.</p><p>تعرف "حركة العمل الوطني من أجل سورية" عن نفسها على موقع ويكبيديا أنّها حركة سياسية تأسست في 18 شباط/فبراير 2011 وتحدد أحد أهدافها ترشيح الكوادر السياسية والتخصصية، واستقطاب الكفاءات لبناء الدولة، وهذا ما حدث بالفعل بعد فشل تشكيل حكومة "غسان هيتو" واضطرار المعارضة للذهاب إلى حكومة ائتلافية ليمكن تمريرها داخل الائتلاف الوطني، وكان مرشح أحمد رمضان حينها وزير الاتصالات "ياسين نجار" الذي أصبح فيما بعد أحد الأذرع الضاربة فيها.</p><p>يكشف خبر نشره الائتلاف الوطني في الثامن من أيلول/ يوليو عن لقاء عقده رئيس الائتلاف الوطني "نصر الحريري" مع وفد من حركة العمل الوطني من أجل سورية يضم كلا من أحمد رمضان وعضو المكتب التنفيذي محمود عثمان، وممثلها في الائتلاف زكريا ملاحفجي وعضوي الحركة محمود حسو وغسان نجار.</p><p>وبالعودة لأسماء المجتمعين عن حركة العمل الوطني نجد أنهم جميعا ينتمون لمنطقة واحدة ومن بينهم محمود حسو الذي كان يشغل منصبا في وزارة الاتصالات ومتهم بقاضايا فساد على رأسها قضية السيارات عام 2014 إضافة لغسان نجار ابن وزير الاتصالات السابق ياسين نجار وزكريا ملاحفجي الذي يقود الحركة في مدينة غازي عنتاب.</p><p>ويبدو أن رغبة أحمد رمضان -الذي لم يدرك طبيعة المرحلة الجديدة- بالسيطرة على مفاصل المؤسستين السياسية والتنفيذية لم تتوقف حتى بعد تغير الظروف المحيطة بتشكيل الحكومة المؤقتة وتحررها من سطوة التوازنات وتحولها من حكومة ائتلافية إلى حكومة تكنوقراط، لذا لجأ لبسط نفوذه في الحكومة المؤقتة عن طريق توريط وزيرة التربية بصراعات التوازنات بعيداً عن العمل التنفيذي.</p><p>إن الأصوات المطالبة بإصلاح الائتلاف الوطني محقة، وهذا ما يحتاجه الائتلاف بالفعل، وهو ما يسعى إليه بالفعل تحالف إصلاحي وازن، لكنه دائما ما يصطدم بأعضاء في الائتلاف الوطني، ويتعرض لحملات تشويه على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها عضو الائتلاف الوطني "أحمد رمضان" الذي بنى لنفسه جيشا الكترونيا خاصا به.&nbsp;</p><p>إن مشكلة الائتلاف الحقيقية تكمن في عدم القدرة على مواجهة الفساد الإداري والسياسي بسبب التوازنات التي تحكم عمله، فتحالف أحمد رمضان ونصر الحريري شكل جبهة قوية بوجه الإصلاحيين، لذلك لا يمكن القيام بخطوات إصلاحية إلا بعد نزع القرار من أيديهما وإخراجهما خارج دائرة القرار.</p><p>من خلال بحث سريع على موقع تويتر نجد حسابين يحملان اسم "فشكول" و "الدبور" يتابعهما أعضاء حركة العمل الوطني التي يرأسها أحمد رمضان، وهذان الحسابان ينشران أخباراً من شأنها مساندة حلفاء أحمد رمضان والضرب بخصومه، إذ حظيت تغريدات تدافع عن موقف حليفته هدى العبسي وتدعم حرب مسؤول المكتب السياسي في فرقة المعتصم ضد وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة بإعادة تغريدها من أعضاء الحركة وعلى رأسهم عضو المكتب التنفيذي المهندس محمود عثمان.</p><p>أسرّ لي عضو في الائتلاف الوطني أنّ أعضاء الائتلاف جميعا يعلمون بتبعيّة تلك الحسابات لأحمد رمضان وأنّه يديرها بنفسه، وأنه يستثمر خبرته الإعلامية سابقا في حربه ضد خصومه ومناصرة حلفائه.</p><p>كما أسر لي أن الأمر لا يتوقف عند الصفحات الصفراء التي يديرها، بل تعدى ذلك إلى تسريب وثائق خاصة بالائتلاف الوطني ومنها خطابات وزيرة التربية للائتلاف الوطني ووثائق أخرى لإزعاج خصومه مستفيدا من موقعه كمدير لمكتب الدراسات الاستراتيجية في الائتلاف، والذي يمكنه من الاطلاع على كامل الوثائق.</p><p>في المحصلة، جيش الكتروني جنوده "فشكول" و "الدبور" وحركة سياسية مناطقية هدفها السيطرة على مؤسسات المعارضة، وتسريب وثائق وصحافة صفراء لضرب المعارضة لا نظام الأسد، هي أمور تكفي للقيام بثورة على متصدري الائتلاف الوطني والقيام بتغييرات جذرية لا تتوقف حتى تصبح المؤسسة جديرة بتمثيل شعب عظيم مازال يناضل ويضحي منذ عشر سنوات.</p>