وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

حاتم علي .. الرحيل الذي وحد السوريين*

حاتم علي .. الرحيل الذي وحد السوريين*
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ فؤاد عبد العزيز&nbsp;</span><br></p><p>اعتادت الناس أن تحزن لرحيل نجم كبير ، صوره تملأ الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي ، لكن أن تحزن على رحيل فنان ، أغلب عمله خلف الكاميرا ، ونادر الظهور على الشاشات ، فهذا يدل على المكانة التي وصل إليها المخرج حاتم علي في وجدان الناس وقلوبهم وعقولهم ، من خلال الأعمال التي قدمها . </p><p>وفي العموم ، نادر ما تجد الناس تهتم بمخرج أي عمل تلفزيوني أو كاتبه ، أو تحتفي بظهوره أو غيابه ، فالأهم بالنسبة لهم ، هو ما يظهر على الشاشة فقط ، والذي يعزى في معظمه لأداء الممثلين ومهارتهم .. وهنا السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة : كيف استطاع حاتم علي أن يحظى بهذه المكانة ، ويصبح اسمه هو المعادل الموضوعي لنجاح جميع الأعمال التي قدمها .. ؟ </p><p>في الواقع ، يعزى هذا الأمر لأهم عملين قدمها في بداية مسيرته الإخراجية الإبداعية ، وهما الزير سالم والتغريبة الفلسطينية ، وبالذات هذا الأخير، الذي جعل المشاهد العربي ، من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ، ينتبه إلى أن من يجلس خلف الكاميرا ويدير هذه المشاهد والشخصيات بكل هذه الحميمية والواقعية ، إنما هو مثقف كبير ، قبل أن يكون فنانا .. وهو ما شهد به جميع من عملوا معه ، إذ أنه بحسب قولهم ، كان يقدم لهم قراءة موضوعية للشخصية التي يجسدونها ، وقراءة نفسية وتاريخية ، وكل ما من شأنه المساعدة على إظهارها على حقيقتها الطبيعية .. وهو أمر لا يمكن أن يقوم به ، سوى قارئ نهم ، ومثقف مطلع ودارس وعارف لما يقوم به .. </p><p>حاتم علي ، بالإضافة إلى ذلك ، تميز بأعمال السهل الممتنع التي استطاعت إن تنفذ إلى القلوب وتعمر فيها طويلا ، مثل مسلسل الفصول الأربعة ، بجزئيه ، الذي يعتبر بحق تحفة فنية لا تمل من مشاهدتها وإعادتها ، ثم في كل مرة تكتشف ، عمقا جديدا ، في هذه الأحداث البسيطة التي يعالجها .. </p><p>كل ذلك لفت انتباه الجمهور والمتابعين ، وجعلهم يعزون نجاح هذه الأعمال ، إلى مخرجها ، حيث أنه نادرا ما يستمتع المرء بإعادة مشاهدة مسلسل ، مثلما الأمر ، عندما يتعلق بعمل لحاتم علي .. </p><p>لا نبالغ ، إذا قلنا ، بأن فقد حاتم علي ، شكل صدمة كبيرة لكل السوريين ، الذين راحوا ينعونه بحرارة ، موالين ومعارضين ، دون النظر لموقفه السياسي ، وكأنه وحدهم لأول مرة منذ عشر سنوات .. </p><p>هكذا هم المميزون والمبدعون .. كل الرحمة لك حاتم علي ، والعزاء لكل محبيك . </p><p><br></p>