وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 14 نوفمبر - 2024

التحالف الإيراني-الروسي ضد التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني: معادلة خاسرة لطهران؟

التحالف الإيراني-الروسي ضد التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني: معادلة خاسرة لطهران؟

في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة الدولية، تتضح معالم اصطفاف جديد بين القوى الإقليمية والعالمية، حيث يقف التحالف الإيراني-الروسي في مواجهة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني. 


ومع أن هذه التحالفات تسعى لتحقيق توازنات استراتيجية، إلا أن ميزان القوى يبدو مائلاً لصالح الطرف الغربي, ومع دراسة معمقة لتفاصيل هذا الصراع، يمكن القول بثقة إن إيران ستكون الخاسر الأكبر في هذه المواجهة، بغض النظر عن نتيجة الاشتباك الفعلي.


الفارق في القدرات العسكرية والاقتصادية:


التحالف الإيراني-الروسي يعاني من فجوة هائلة في القدرات مقارنة بنظيره الغربي, الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا تمتلك منظومة عسكرية وتقنية متطورة، فضلاً عن نفوذ سياسي واقتصادي عالمي.


ورغم أن روسيا تدعم إيران في هذه المواجهة، فإنها تبقى محدودة التأثير بسبب انشغالها بملفات أخرى، أبرزها الحرب في أوكرانيا وتوازناتها مع القوى الأوروبية. وبالتالي، فإن القدرات الإيرانية تبقى عاجزة عن مجاراة هذا التفوق الغربي الذي يمكنه حسم المعركة في حال تحولت الأمور إلى مواجهة عسكرية مباشرة.


تباين الأهداف بين إيران وروسيا:


رغم وجود تنسيق بين إيران وروسيا في بعض الملفات الإقليمية، إلا أن أهداف الطرفين ليست متطابقة بشكل كامل، إيران تسعى لترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط عبر دعم حلفائها الإقليميين، مثل حزب الله ونظام الأسد ، وتحاول فرض هيمنة إقليمية توسعية، في المقابل، تركز روسيا على حماية مصالحها الاستراتيجية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب، مما يحد من فعالية الدعم الروسي لطهران في حال تطورت الأمور نحو تصعيد أكبر.


نقاط الضعف الداخلية في إيران:


تعاني إيران من وضع داخلي متأزم، نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، والاحتجاجات الشعبية المتكررة، وصراع القوى داخل النظام نفسه، هذه العوامل تجعل من الصعب على طهران الدخول في مواجهة طويلة الأمد، في حين أن التحالف الغربي يتمتع بوضع داخلي أكثر استقراراً ودعماً سياسياً يسمح له بامتصاص تداعيات أي تصعيد عسكري أو اقتصادي.


مدى جدية موسكو في دعم إيران:


من الواضح أن روسيا تتبنى سياسة حذرة عندما يتعلق الأمر بتقديم دعم مباشر لإيران في مواجهاتها مع الغرب، موسكو لن تخاطر بعلاقاتها مع القوى الغربية والإقليمية لأجل حماية حليف مثل إيران، خاصة إذا ما دخلت الأمور مرحلة التهديد الفعلي لمصالحها، هذا يترك إيران مكشوفة في كثير من الأحيان، ويزيد من عزلتها أمام التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني.


المعادلة الاستراتيجية: من المستفيد؟


قد يبدو للوهلة الأولى أن المواجهة المحتملة بين هذين المحورين هي صراع على النفوذ، لكن الحقيقة أنها أكثر من ذلك بكثير، التحالف الغربي يسعى لاستنزاف إيران، وضرب قدرتها على التحرك بحرية في الشرق الأوسط، وتقييد نفوذها الإقليمي. 


وفي ظل هذا الواقع، أي خطوة تصعيدية من طهران قد تزيد من حجم خسائرها على جميع الأصعدة، مما يعني أن التحالف الغربي يمتلك القدرة على جر إيران إلى معركة استنزاف طويلة لن تخرج منها رابحة.


الخلاصة: إيران في مأزق استراتيجي


بغض النظر عن الكيفية التي سينتهي بها هذا الصراع، من الواضح أن التحالف الإيراني-الروسي يفتقر إلى الإمكانيات التي تؤهله لمواجهة فعالة أمام التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني، الضغوط الاقتصادية والسياسية، والتفوق العسكري للطرف الغربي، وتباين الأهداف بين طهران وموسكو، كل ذلك يجعل من إيران الطرف الأضعف في هذه المعادلة. 


لذلك، يمكن القول إن التحالف الغربي، ومن خلال استراتيجيته الطويلة الأمد، هو الرابح في هذه المواجهة، بينما تجد إيران نفسها تخسر أوراقها تدريجياً، وتواجه تراجعاً في نفوذها الإقليمي، مما يجعل هذه المعركة – حتى وإن لم تندلع عسكرياً بشكل كامل – محسومة لصالح القوى الغربية.