وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

الهز والدبك .. من بشار إلى حافظ

الهز والدبك .. من بشار إلى حافظ
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span><br></p><p>&nbsp;الدبكة والهز والرقص، من الطقوس التي يحرص عادة الديكتاتور والمغتصب للسلطة، على أن تكون جزءا من مظاهر الاحتفاء به ، ودائما ما يستعين بمغنين تافهين، وأغان هابطة، لأنه يعلم أن الجمهور الذي سيدبك ويهز له، هم من التافهين كذلك، وأن ذلك أفضل طريقة لجمعهم. </p><p>لكن غالبا لا يدفع الديكتاتور شركاءه في السلطة أو من يمثلونه لممارسة هذه الطقوس، وإنما يدعها للعوام، وحتى ليس في استديوهات التلفزيون، وإنما في الساحات والشوارع.. وقد رأينا كيف أن بشار الأسد دفع برئيس مجلس شعبه السابق وبعض الوزراء للدبكة في انتخابات الرئاسة في عام 2014 ، في مشهد أثار الكثير من إشارات الاستفهام، حول شخصيته ذاته، قبل شخصية المسؤولين الكبار الذين دبكوا له. </p><p>ولا بد من القول إن طقوس الهز والدبكة، شهدت تطورات كبيرة، بين عهد حافظ الأسد وابنه بشار.. ففي عهد الأول كانت من المعايير الأساسية لقياس وطنية السوري، شأنها شأن الهتافات، فكلما كان المواطن "دبيكا" و"هتيفا "، كلما حسن ولاؤه للسلطة، وزادت حظوظه عند النظام. </p><p>وكان حافظ الأسد يستعين بمغنين كبار لأداء الأغاني التي تمجده، ولم يكن بمقدور أي فنان أن يغني له وللوطن. </p><p>وفي عهد بشار، أصبحت الدبكة والهز طقسا وطنيا خالصا، بعد العام 2011، أما ما قبله، فقد أراد أن يجعل من تراث المنطقة الساحلية الغنائي، وبالذات الهابط منه، على أنه التراث السوري الذي يجب عرضه للوطن العربي. </p><p>وهو على فكرة، تراث، بحسب ما يتم تقديمه، يتقاطع كثيرا مع تراث "الملاهي الليلية " ويشبهه إلى حد كبير،. لهذا نجد المغنين، مثل علي الديك وأخيه حسين ووفيق حبيب، وبهاء اليوسف ..إلخ، لازالوا، رغم كل الدعم والتحسينات والرعاية الحكومية المقدمة لهم، غير قادرين على الخروج من عباءة الكباريهات في حفلاتهم وظهورهم، ويتصرفون على شاشات التلفزة ويغنون على المسارح الكبيرة، بذات الطريقة التي يغنون فيها في الملاهي الليلية. </p><p>والغلطة الكبيرة التي ارتكبها بشار، وأفقدت احترام الناس له في فترة مبكرة، أنه أوكل لهؤلاء المغنين مهمة أداء الأغاني الوطنية والتي تمجده، في وقت كان الشعب السوري، يشعر بالقرف من هذا الغناء الذي يؤدونه، بما في ذلك فئة من أبناء المنطقة الساحلية أنفسهم، كانت تنتقد تعميم هذا النمط على الجمهور الواسع. </p><p>لذلك، خرج علينا هؤلاء المغنون، بخلطة هي أقرب للصراخ والزعيق الذي يشبه النباح والنهيق، مع طبل وزمر وضجيج، يخاطب الغرائز، من أجل إثارة حماس الناس للهز والدبكة. </p><p>وعلى فكرة، يرى الكثيرون أن هؤلاء المغنين كانوا جزءا من أسباب ثورة الشعب السوري على هذا النظام.. ويعتقدون، وإلى هذا الحد، أن سقوط بشار الأسد لا معنى له إذا لم يسقطوا معه، وعلى رأسهم علي الديك ووفيق حبيب وبهاء اليوسف، وما يسمى مطرب القوات المسلحة، سليمان نصرة. </p><p>باختصار، عهد بشار الأسد كله، يمكن تلخيصه بهؤلاء المغنين "المصاريع"، الذين يشبهون حكمه بالضبط... فهم انعكاس لمستوى ثقافته وفهمه وأسلوبه في إدارة البلد. وقد وصل وله بشار الأسد بهذه النماذج، إلى حد تعميمها على كل قطاعات الدولة والمجتمع، من الرياضة إلى الاقتصاد إلى الثقافة إلى التحليل السياسي إلى الجيش. </p><p>فكنت تجد، على سبيل المثال، شخصية علي الديك، متوفرة في العديد من الشخصيات التي تمثل حكمه، وبأكثر من نسخة، من رامي مخلوف إلى فجر إبراهيم إلى أحمد معلا إلى زهير رمضان إلى سهيل الحسن إلى شريف شحادة وطالب إبراهيم.. وهو ما يعني أن بشار الأسد نفسه ينتمي إلى ذات الفصيلة.. وإلا لما اختارهم وفضلهم على جميع السوريين! </p><p><br></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p>