وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 23 نوفمبر - 2024

انهيار المنظومة الأخلاقية في مناطق نظام الأسد وتداعياتها السلبية

انهيار المنظومة الأخلاقية في مناطق نظام الأسد وتداعياتها السلبية

تشير الأحداث إلى أن هناك "انهيار" كبير للمنظومة الأخلاقية في مناطق سيطرة "نظام الأسد"؛ وهذا لا يُخفى عن أي متابع للأخبار المتوالية من تلك المناطق؛ جرائم قتل شنيعة وجرائم سطو مسلح وسرقة وإتجار بالبشر وتجارة كلّ أنواع الممنوعات وتفشي السلطوية الديكتاتورية من أسفل الهرم السلطوي وحتى رأسه، الديكتاتور بشار الأسد وكل طغمته الحاكمة وشبيحته الذين انتشروا في تلك المناطق كما ينتشر الورم الخبيث في الجسد.

جرائم بشكل يومي ترتكب في مناطق سيطر الأسد.

لن يستطيعَ أيّ عاقلٍ مقارنةَ المناطق المحررة بمناطق سيطرة "نظام الأسد" وخصوصاً مع وجود الجرائم التي تنشرها وسائل إعلام الأسد ومعرفات ما يسمى "وزارة الداخلية"

سأستعرضُ بعضَ الجرائم المرتكبة في الآونة الأخيرة، وأبدأ بالجريمة التي هزت الشارع العربي وهي مقتل الشابة "آيات الرفاعي" التي قضت على يد زوجها الذي قام بضرب رأسها بالحائط حتى فقدت الوعي ليتم إسعافها بعد ساعة تقريباً إلى المشفى، وكانت قد فارقت الحياة على أيدي وحش بشري كان من الواجب أن يكون الحامي لها في مجتمع تحكمه شريعة الغاب.

والجدير بالذكر أنّ الكثيرَ من المواقع العربية كانت قد نشرت مقالات عن الموضوع وآخرها الاعترافات التي نشرتها الصفحة الرسمية لوزارة داخلية نظام الأسد على فيس بوك، والتي استعرضت خلال المقطع وقائع وملابسات الجريمة الشنيعة.

نمرُّ سريعاً على بعض العناوين لجرائم مرتكبة في مناطق يقال عنها أنها تنعم بالأمن والأمان.

العثور على جثتين لامرأتين في العقد الخامس والرابع من العمر في محافظة طرطوس

ملابسات في جريمتي قتل بحق أب وزوج ابنته، والمجرمات من عائلة واحدة

جريمة قتل في ناحية برمانة المشايخ في محافظة طرطوس وتوقيف أحد القتلة

توقيف تسعة وعشرين شخصا من مروجي ومتعاطي المخدرات في دمشق وريفها

قاتل الطفل محمد كمال خباز في قبضة العدالة بعدما استدرجه وقام بتعذيبه ثم طعنه بالسكين حتى فارق الحياة

جريمة قتل يهتز لها عرش الأخلاق، وتضع القارئ أمام أحداث ربما لم يتوقع في يوم من الأيام أن يسمعَ عنها؛ شاب بعمر "12" سنة يحاول التحرش بأخته التي تصغره بسنة واحدة فقط، وبعد رفضها وهروبها، يقوم بطعنها في ظهرها بالسكين، ثم يذبحها ويقوم بحرق جثتها.

ونشرت الصفحة المذكورة أعلاه مقطع فيديو استعرضت من خلاله اعترافات القاتل وملابسات القضية.

وهنا يجبُ أن نتوقفَ قليلاً، هذا ليس حدثاً عابراً، فالقاتلُ يُعتبر طفلاً والمقتولة طفلةٌ أيضاً، ولا بد أن نسألَ: كيف تدهورت المنظومة الأخلاقية لهذه الدرجة وأفرز انهيارها تصرفات لا تبتُّ للإنسانية بأيةِ صِلة؟

ماهي أهم الأسباب التي استحضرت كلّ تلك الأفعال الوحشية بطرق وأساليب أقل ما يقال عنها بأنها شيطانية؟

يشير العديد من الباحثين إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تلعب دورا كبيرا في انهيار النُظم الأخلاقية في المجتمع، وارتفاع مستوى الجريمة، وهو أمر ينطبق على الحالة السورية، حيث أن المجتمع يعاني ومنذ عدة سنوات ارتفاع معدلات البطالة وازدياد مستوى الفقر، لذلك من الطبيعي وفقا لهؤلاء الباحثين أن تزداد معدلات الجريمة.

لكن على جانب آخر، لا بد أن نشير إلى أن النظام ساهم في نشر الجريمة، عندما قام بتسليح المجتمع بحجة حماية نفسه من المجموعات الإرهابية على حد زعمه، وهذا لعب دورا كبيرا استسهال القتل لحل المشاكل الشخصية، لأن من يتابع الجرائم التي يتم الحديث عنها في وسائل إعلام النظام ، سوف يجد أن دوافعها إما السرقة، أو الخلافات الشخصية بين الأفراد، والتي ما تنتهي غالبا بإطلاق النار، أحدهما على الآخر.

ختاما، نستطيع القول إن المجتمع السوري يواجه اليوم أزمة أخلاقية كبيرة، وحل هذه الأزمة هو مسؤولية المجتمع نفسه، من خلال قادته الاجتماعيين والعشائريين، بعيدا عن سلطة الدولة، التي تسعى لإثارة الفوضى، من أجل أن يسهل عليها السيطرة على المجتمع السوري، وقيادته وفقا للوجهة التي تريدها، أو من أجل إيصال رسالة، بأن كل ما يحدث هو بسبب الثورة السورية، وبالتالي هذه الثورة يجب أن لا تتكرر في المراحل القادمة.