وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 29 مارس - 2024

"بحبك لبنان".. هل يحاول ماكرون إعادة الوصاية وحقبة "كليمنصو" ..؟*

قاسيون ـ علي تمي

خارطة الطريق .. 

القت الاستخبارات الألمانية على خلية لحزب الله في برلين في وقت سابق ، ومن خلال التحقيقات توصلت الى معلومات مفادها أن حزب الله اللبناني يخزن بجنوب ألمانيا ما يسمى بـ"الحزم الباردة"، وفي احد الموانئ في بيروت و التي تحتوي على نترات الأمونيوم، ومواد يمكن إستخدامها في صواريخ طويلة المدى .

علمت الاستخبارات المانية من خلال تحقيقات أجرتها مع عناصر حزب الله بوجود كميات ضخمة من نترات الأمونيوم في بيروت ومكان تواجدها ، فنسقت في بداية الامر مع الاستخبارات الفرنسية ومن ثم الأمريكية ، وفتحوا غرفة خاصة لتنسيق مشترك فيما بينهم ، ورصدو الموقع بشكل دقيق ، واجروا مسحاً شاملاً للمكان وعلى مدار سنة كاملة ، فوصلوا الى قناعة بان هذه المواد تشكل خطراً على مليون لبناني وربما كانت معدة لإنشاء قنبلة نووية ، كما فعلوا مع مفاعل تموز أو "أوزيراك" في العراق الذي أنشئ على بعد 17 كيلومتر جنوب شرق بغداد في السبعينات بالتعاون مع فرنسا باتفاق بين صدام حسين وجاك شيراك، عندما كان الأول نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة والثاني رئيسا للحكومة الفرنسية ، فقدمت فرنسا معلومات استخباراتية لاسرائيل فدمرتها ممن خلال عملية سميت أوبرا" ، استهدفت مفاعل "تموز1" النووي في العراق عام 1981، اشتركت فيها ثماني طائرات دمرت المفاعل تدميرا كاملًا ، في أول هجوم ضد منشأة نووية بالعالم. وقد بررت إسرائيل هجومها آنذاك بإحباط محاولة العراق استغلال هذا المفاعل لإنتاج أسلحة نووية يستخدمها ضدها.

 الدول الأربعة ( ألمانيا ، فرنسا ، امريكا ، اسرائيل ) وضعوا خطة لتفجير هذه المواد مع تقليل عدد الضحايا من المدنيين قدر الإمكان بالتنسيق مشترك مع الاستخبارات الاسرائيلية( الموساد) ، فتم استهداف الموقع في يوم الثلاثاء على مرحلتين لتقليل الضحايا ، المواد المتفجرة كانت معدة لاستخدام صواريخ طويلة المدى وتشكل خطراً على مليون لبناني ،

هزّت العاصمة بيروت بكاملها ، وصلت ارتداداته إلى مختلف المناطق اللبنانية حتى قبرص على طول 240 كم ، وأدى إلى سقوط قتلى ومئات الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية طاولت المنازل والأبنية والسيارات والمؤسسات المحيطة في المكان ، ومن هنا تبدأ قصة الرئيس الفرنسي مع اللبناني

الرويات المتداولة

احدى الروايات تقول بانه تم توقيف سفينة محملة ب ٢٧٥٠ طن من نترات الأمونيوم Ammonium Nitrate في أيلول ٢٠١٣ في لبنان ، السفينة كانت ترفع علم مولديفيا وكانت مبحرة من جورجيا إلى موزمبيق وتعرضت لعطل أجبرها على الرسو في ميناء بيروت.

تقول الرواية بان السفينة خضعت للتفتيش في ميناء بيروت تم منعها من الابحار ، و وفقاً للتقارير فإنه وبسبب مخاطر الإبقاء على شحنة نترات الأمونيوم في السفينة تم تفريغها وتخزينها في مخزن في ميناء بيروت في ٢٠١٥ بإنتظار أن يتم طرحها هي والسفينة في المزاد العلني

عودة "كليمنصو" الى بيروت

عاد الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) الى بيروت ، بعيد الانفجار مباشرة ، وبجعبته الكثير من الملفات ، وتجول في شوارعها دون ان يعطي اي أهمية للوزاء والحكومة ورئيسها معتبرينهم ب ( بشلة فاسدة ) ، عرض ( ماكرون ) على اللبنانين مساعدات مباشرة لكن الرد كان مفاجئاً حيث طلبوا منه إعادة( الانتداب الفرنسي) الى لبنان لحماية اللبنانيين من فساد الحكومة ، جولة ماكرون كانت إستعراضية وله علاقة بالانتخابات الفرنسية المقبلة فهو وجد في هذا الانفجار فرصة مناسبة للقاء مع اللبنانين والإطلاع على معاناتهم ،

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون له اطماع استعمارية ، فمع اختراق الدب الروسي لمناطق نفوذه التاريخية في الشرق الأوسط ، كان ينتظر الفرصة المناسبة لعودة الى لبنان وعلى طريقة كليمنصو الذي كان يوقع ويتكلم باسم «أمير سوريا»، الذي اتفق مع ( فيصل بن الحسين ) على قبول الممملكة السورية ( سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطين ) الانتداب الفرنسي، وعلى اعتراف فيصل بأنّ "السوريين لا يستطيعون في الوقت الحاضر نظرًا لاختلال النظام الاجتماعي ، والخسائر المحدثة أثناء الحرب، أن يحققوا حريتهم، وينظموا إدارة الأمة دون مشاروة ومعاونة أمة مشاركة، على أن تسجل تلك المشاركة في عصبة الأمم باسم الشعب السوري وتطلب من فرنسا".

و نصّ الاتفاق أيضًا على الاعتراف بحقوق اللغتين العربية والفرنسية، وتنظيم شؤون العلاقات الخارجية، ومنح فرنسا حق إدارة الدين العام وسكك الحديد، والحفاظ على وحدة البلاد، مع منح الدروز في جبل العرب حكمًا ذاتيًا من جهة، والاعتراف باستقلال لبنان تحت وصاية الانتداب الفرنسي، غير أن الاتفاق ذاته نصّ على كون بيروت مركز رئيس الدولة السورية وكان بالتنسيق مع البريطانيين من خلال اتفاق سري عقد بينهما في كانون الثاني / يناير 1920

ما علاقة الانفجار بمحكمة الحريري ؟

قررت المحكمة الخاصة بلبنان الأربعاء تأجيل النطق بحكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005. وقالت المحكمة من لاهاي إن الحكم قد أرجئ إلى يوم 18 أغسطس/آب إثر ما حدث في لبنان من انفجار ضخم في المرفأ راح ضحيته أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى.

المتهمون في قضية الحريري هم ( سليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا، ) وهم اعضاء في حزب الله اللبناني ، المحكمة الدولية وجهت عدة اتهامات اليهم أبرزها "المشاركة في مؤامرة لارتكاب عمل إرهابي، والقتل عمداً، ومحاولة القتل عمداً".

يبدو ان ملف حزب الله بات على الطاولة وهناك رغبة دولية بسحب السلاح منهم وتحويلهم الى حزب سياسي ، وان رفض حزب الله هذا الطرح الفرنسي - الالماني فان المحكمة الدولية الدولية الخاصة ( بالحريري) ستجرهم واحد تلو آخر إلى لاهاي من اكبرهم الى اصغرهم .

الخلاصة : واضح ان الفرنسيين نجحوا في توريط حزب الله في قضية تصفية الحريري وملف Ammonium Nitrate لتكتمل الصورة لديهم ليعود ( كليمنصو) من الجديد الى بيروت كبطل ومنقذ للشعب اللبناني وتصرف كأنه رئيس للدولة متجاوزاً البروتوكلات المتعارف عليها .