شبح كورونا مأساة إضافية على حياة اللاجئين السوريين
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاشيون ـ قحطان الشرقي</span></p><p>منذ بدء الحملة العالمية للتصدي لجائحة كورونا المعروف covid19 ركزت حكومات الدول على توفير كافة الاحتياجات الصحية والضرورية التي تساهم في الحد من انتشار الفايروس <br></p><p>مع تفاوت طريقة تعامل كل حكومة على طريقتها في مكافحة الجائحة ، برزت مشكلة كبيرة خيم شبحها على حياة اللاجئين السوريين في بلاد اللجوء و منها تركيا التي تستقبل ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري و وأكثر من نصف مليون لاجئ من دول العالم الأخرى </p><p>مع الضغط الهائل والكبير على البنية التحتية و المراكز الصحية و المشافي والكوادر الصحية في جميع الدول </p><p>عانى اللاجؤون من النقص الحاد في الاحتياجات الضرورية لمكافحة الجائحة بسبب ضعف الموارد المالية التي يحصلون عليها </p><p>وبسبب اهتمام الحكومات بمواطنيها والتركيز على مكافحة الجائحة بطرق تحد من انتشاره بوسائل مختلفة </p><p>لكن مصاعب اللاجئين تزايدت لاسباب عديدة ـبرزها غياب المعلومات باللغة التي يتحدثون بها</p><p>غياب واضح لمنظمات المجتمع المدني رغم الميزانيات المالية الكبيرة التي تحصل عليها من الدول والمنظمات الدولية المعنية بمساعدة اللاجئين </p><p>في تركيا هناك عشرات المنظمات المحلية والإقليمية والدولية العاملة في الشؤون الإنسانية والمخصصة برامجها لمساعدة اللاجئين </p><p>غابت برامجها منذ بداية تطبيق حظر التجول وحظر السفر وتطبيق الإجراءات القانونية التي اقرتها الحكومة في سبيل الحد من انتشار الوباء </p><p>مع غياب أي توجيهات خاصة باللاجئين او برامج من قبل منظمات المجتمع المدني التي من المفروض ان تقوم بدور أساسي في هذا المجال </p><p>برز الدور الحقيقي لوسائل الاعلام التي عملت من خلال الحصول على التوصيات والإجراءات التي ستطبقها الحكومة من اجل ايصالها لمجتمع اللاجئين </p><p>حيث اعتمدت جميع شرائح اللاجئين على وسائل الاعلام من خلال مواقع التواصل الاحتماعي و الوكالات المعروفة ومتابعة المواقع الرسمية للحكومة التي استطاعت تنظيم عملها بشكل سريع و نشر الأرقام الحقيقية و الإجراءات المتبعة ونشرها عبر وسائل الاعلام </p><p>مجتمع اللاجئين لازال يفقتقد الى معلومات عن تأثير الفايروس على حياة الاخرين وخاصة اللاجئين سواء في الداخل او في دول اللجوء </p><p>لم يتم تقديم اي عمل او دراسات تخاطب هذه المجتمع ونشر التوعية المجتمعية حوله لعدم وجود برامج و دور خجول لا زالت تقوم به منظمات المجتمع المدني التي يقع على عاتقها العمل على وضع برامج مخصصة من اجل رفع سوية الوعي في مجتمع اللاجئين و تقديم الاحتياجات اللازمة لهم </p><p>الامر المؤسف الاخر غياب مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني تمثل صوت اللاجئين و تنقل معاناتهم الى سلطات البلدان المستضيفة </p><p>لم يحصل اللاجئين حتى اليوم على اية مصادر تتحدث بلغتهم عن الجائحة وهذا سبب متاعب كثيرة لهم و لحكومات البلد المضيف لانعدام العمل المنظم </p><p>يضاف الى ذلك توقف عمل الكثير من اللاجئين بسبب جائحة covid19 وتوقف حصولهم على الموارد المالية ازدادت المعاناة على كاهل اللاجئين وتضاعفت المسؤوليات على عاتق العائلات </p><p>في نهاية المطاف لا زالت المأساة مستمرة والاعباء كبيرة و الخطط والبرامج للمنظمات لازالت دون المستوى المطلوب </p><p>وحدها وسائل الاعلام كانت و لازالت النافذة الوحيدة للاجئين للوصول الى الحقيقة وهي المؤسسات الوحيدة التي لازالت تعتمد عليها مجتمعات اللاجئين في إيصال معاناتهم الى حكومات البلدان المستضيفة رغم توقف العديد من وسائل الاعلام عن العمل بسبب توقف التمويل المخصص لها بسبب جائحة covid19 وتوقف العديد من الصحافيين عن العمل و خسران وظائفهم مما يضاعف من المعاناة التي جاءت لتضاعف الأعباء الأساسية التي يعاني منها مجتمع اللاجئين أصلا و لا زالت مستمرة وسط غياب أي حلول سياسية في المدى المنظور لانهاء هذه المعاناة بسبب الخلافات السياسية بين الدول واستمرار الصراع الذي لا زال يولد المزيد من اللاجئين في مختلف دول العالم . </p>