وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 2 أبريل - 2025

طائرة مروحية تُلقي الورود على ريف دمشق احتفالاً بعيد الفطر


احتفلت مناطق ريف دمشق، صباح الإثنين، أول أيام عيد الفطر، بطريقة مميزة، حيث حلقت طائرة مروحية تابعة لوزارة الدفاع السورية فوق مدن الغوطة الغربية، ملقيةً الورود وبطاقات تهنئة كرتونية تحمل عبارات المباركة للسوريين بحلول العيد، وهو الأول بعد سقوط نظام بشار الأسد. وتفاعل الأهالي مع مقاطع مصورة وثقت لحظات إلقاء الورود على مدينتي داريا ومعضمية الشام، في مشهد حمل دلالات رمزية عميقة بعد سنوات من المعاناة.

وأعاد هذا الحدث إلى أذهان السوريين ذكريات مؤلمة مرتبطة بالطائرات المروحية، التي كانت تُستخدم في عهد النظام السابق لإلقاء البراميل المتفجرة على داريا، المدينة التي لُقبت بـ"عاصمة البراميل". فمنذ اندلاع الثورة في 2011 حتى تهجير سكانها في آب 2016، تعرضت المدينة لتدمير منهجي، حيث وثق ناشطون محليون إسقاط أكثر من 12 ألف برميل متفجر، أدت إلى دمار تجاوز 80% من مبانيها، وفق تقديرات الأهالي عند مغادرتهم على متن الحافلات الخضر. وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية السابق، ستيفن أوبراين، قد وصفها بهذا اللقب في 2016، معبراً عن حجم الكارثة التي عاشتها.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الطائرات المروحية لإلقاء الورود، إذ سبق أن حدث ذلك في ذكرى الثورة الـ14 بساحة الأمويين بدمشق، وقبل يومين في إدلب بمناسبة الذكرى العاشرة لتحريرها، ليأتي اليوم دور الغوطة الغربية في استعراض رمزي للتحول من الحرب إلى السلام. وتتزامن هذه الاحتفالية مع عودة أهالي الغوطة بعد نحو 8 سنوات من التهجير القسري إلى الشمال السوري وبلدان اللجوء، في أعقاب سقوط النظام المخلوع.

وقال الناشط عبد المجيد القرح من داريا لموقع "تلفزيون سوريا": "عدنا إلى مدينتنا بعزة بعد تهجير قسري بالحافلات الخضر، وكنا من أوائل العائدين ليلة سقوط النظام، وسط احتفاء شعبي كبير". وأضاف: "في هذا العيد الاستثنائي، استعادنا طقوسنا التي حُرمنا منها لسنوات، من لمة العائلة وأداء صلاة العيد وزيارة قبور الشهداء والأقارب". ويعكس هذا الحدث أملاً متجدداً للسوريين في الغوطة، حيث تحولت الطائرات التي كانت رمزاً للموت إلى أداة لنشر الفرح في عيد يحمل معاني الانتصار والعودة.