الرئيس الشرع يؤدي صلاة عيد الفطر في دمشق ويؤكد التزامه ببناء سوريا جديدة

أدى الرئيس السوري أحمد الشرع، صباح اليوم الإثنين، صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى قصر الشعب بدمشق، في أول عيد يحتفل به السوريون بعد سقوط نظام بشار الأسد وحزب البعث. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الصلاة أُقيمت بحضور مفتي الجمهورية وعدد من الوزراء والمسؤولين وشخصيات بارزة من المجتمع السوري. وبعد الصلاة، تلقى الشرع تهاني العيد من الحضور، في مشهد يعكس بداية مرحلة جديدة للبلاد بعد 24 عاماً من حكم النظام المخلوع.
وفي كلمة مقتضبة ألقاها عقب الصلاة، أكد الشرع أن "سوريا تكتب تاريخاً جديداً"، مشدداً على أن الطريق أمام الأمة "طويل وشاق"، لكنه أشار إلى أن البلاد تمتلك كل مقومات البناء على جميع المستويات. وأضاف: "ما يتطلبه الأمر هو العمل المشترك بعيداً عن الخلافات". وتحدث عن تشكيل الحكومة الجديدة قبل يومين، قائلاً: "ابتعدنا عن المحاصصة واخترنا المشاركة، حيث تم اختيار الوزراء بعناية من أصحاب الكفاءة والخبرة، هدفهم بناء سوريا وتغيير واقعها نحو الأفضل".
في الوقت نفسه، شهدت ساحات ومساجد دمشق والمدن السورية الأخرى ازدحاماً كبيراً بعشرات الآلاف من المصلين الذين توافدوا لأداء صلاة العيد، في أجواء لم تعشها البلاد منذ 14 عاماً، حيث كانت تكبيرات العيد تملأ الأجواء عبر مآذن المساجد. ففي دمشق، امتلأت ساحة "الجندي المجهول" على جبل قاسيون وساحة الكرة الأرضية عند مدخل مخيم اليرموك بالمصلين، بينما أقيمت الصلاة في مدينة داريا بريف العاصمة. وفي درعا، أدى الأهالي الصلاة في مدينة طفس، وفي معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي أقيمت في الجامع الكبير.
وفي حماة، احتشد المصلون في جامع الأعلى الكبير، بينما شهد مسجد تلذهب الكبير بريف حمص حضوراً كثيفاً من أهالي منطقة الحولة. وفي الساحل السوري، أدى المصلون الصلاة في المسجد الكبير بطرطوس وجامع صوفان باللاذقية بحضور المحافظ محمد عثمان ومدير الأوقاف الشيخ خالد عمرو. وفي حلب، ترأس المحافظ عزام غريب صلاة العيد في مسجد الصحابي عبد الله بن عباس، بينما حضر وزير الطاقة محمد البشير ومحافظ إدلب محمد عبد الرحمن صلاة العيد في مسجد النبي شعيب بإدلب. أما في دير الزور، فقد أقيمت الصلاة في ساحة نادي الضباط بمشاركة المحافظ وفعاليات سياسية وعسكرية ومدنية.
ويعكس هذا الحضور الواسع عودة الأمل إلى السوريين في أول عيد فطر يحتفلون به بحرية بعد سنوات من القمع والصراع، مع التزام السلطات الجديدة بتعزيز الوحدة الوطنية والبناء على أسس الكفاءة والمشاركة.