اغتيال عنصرين من وزارة الدفاع السورية في ريف إدلب

اغتال مجهولون، اليوم الإثنين 24 مارس 2025، عنصرين تابعين لوزارة الدفاع السورية في ريف إدلب الجنوبي، في هجوم يعكس استمرار عمليات التصفية التي تستهدف القوات الحكومية. وأفاد مراسل موقع "تلفزيون سوريا" أن أهالي المنطقة عثروا على جثتي العنصرين بين قريتي الشيخ مصطفى ومعرة حرمة، وهما يرتديان زيهما العسكري، بعد أن تمت تصفيتهما بطلقات نارية أثناء تنقلهما على دراجة نارية عبر طريق زراعي يربط القريتين. وبحسب مصادر محلية، ينتمي العنصران إلى "حركة أحرار الشام"، إحدى الفصائل المنضوية تحت راية وزارة الدفاع، حيث عُثر في موقع الحادثة على وصل تسلم سلاح باسم "رافع عثمان العلي"، وهو أحد أفراد لواء النخبة في الفرقة 313 التابعة للوزارة.
تأتي هذه العملية ضمن موجة عمليات تصفية دورية تشهدها المناطق السورية، تستهدف عناصر وزارتي الدفاع والداخلية، ويُتهم فلول النظام المخلوع بالوقوف خلفها، وفق تصريحات مسؤولين عسكريين. وفي سياق متصل، هاجمت فلول النظام في 6 مارس الجاري مواقع أمنية وعسكرية في الساحل السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة العشرات، فيما عُثر قبل يومين على جثث ثلاثة أفراد من عائلة واحدة من بلدة زردنا شمالي إدلب في ريف القرداحة بمحافظة اللاذقية، بعد تصفيتهم على يد هذه الفلول، مما يبرز استمرار نشاطها رغم سقوط النظام في ديسمبر 2024.
في المقابل، كثفت إدارة الأمن الداخلي في محافظة إدلب جهودها لمواجهة هذه التهديدات، حيث نفذت خلال الساعات الماضية عمليتين أمنيتين. الأولى فجر اليوم في منطقة جسر الشغور غربي إدلب، أسفرت عن اعتقال 15 عنصراً من فلول النظام المخلوع ومصادرة أسلحة متنوعة، والثانية مساء الأحد في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، حيث أُلقي القبض على عدد من "الخارجين عن القانون" وممن رفضوا تسليم أسلحتهم، مع ضبط كميات من الأسلحة والذخائر. وتهدف هذه العمليات إلى تثبيت الأمن في المحافظة، التي تُعد إحدى المناطق الحساسة بعد تحريرها، وسط تصاعد التحديات الأمنية.
تُسلط هذه التطورات الضوء على الوضع الأمني الهش في سوريا، حيث تستمر عمليات التصفية في ظل غياب سيطرة كاملة على المناطق المحررة. وتبقى الجهود الأمنية مكثفة للقضاء على فلول النظام والجماعات المسلحة، في وقت تسعى فيه الحكومة الانتقالية لاستعادة الاستقرار وسط مرحلة انتقالية معقدة، تحمل في طياتها مخاطر الانزلاق إلى فوضى جديدة إذا لم تُحسم هذه التهديدات.