وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 21 مارس - 2025

وزيرة الخارجية الألمانية تزور دمشق وتدعو لمصالحة وطنية مع إعادة افتتاح السفارة الألمانية


وصلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس 20 مارس 2025، في زيارتها الثانية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد قبل نحو ثلاثة أشهر، يرافقها النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت. وتهدف الزيارة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إلى مناقشة القضايا السياسية والأمنية مع الإدارة السورية الجديدة وممثلي المجتمع المدني، في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد عقب سقوط النظام السابق.

وفور وصولها، أكدت بيربوك في تصريحات صحفية أن "التدخلات الأجنبية في سوريا أدت إلى الفوضى"، مشددة على أن "مستقبل سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي". ودعت جميع الأطراف إلى "ممارسة ضبط النفس" لدعم جهود المصالحة الوطنية، التي اعتبرتها "ضرورية لتحويل تطلعات السوريين إلى واقع ملموس". كما أشارت إلى أن الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع تواجه تحديات كبيرة، مؤكدة أهمية تحقيق "عدالة انتقالية فعالة" لمحاسبة مرتكبي الجرائم خلال عهد الأسد، ومثمنة الاتفاق مع السوريين الكرد في الشمال الشرقي كخطوة نحو "سوريا موحدة".

إعادة افتتاح السفارة الألمانية

من المقرر أن تشهد الزيارة إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، للمرة الأولى منذ إغلاقها في 2012 عقب اندلاع الثورة السورية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الخارجية الألمانية أن فريقاً دبلوماسياً صغيراً سيتولى إدارة البعثة، بينما ستبقى الخدمات القنصلية وطلبات التأشيرات تحت إشراف السفارة الألمانية في بيروت، نظراً لعدم الاستقرار الأمني الكامل في العاصمة السورية. ويأتي هذا القرار كجزء من سعي برلين لتعزيز التواصل مع سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.

بداية سياسية جديدة

في سياق متصل، أكدت بيربوك، خلال زيارتها لبيروت مساء الأربعاء، التزام ألمانيا بتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، مع إمكانية تخفيف العقوبات بشرط تحقيق تقدم ملموس في الحرية والأمن لجميع السوريين دون تمييز. وقالت: "بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا ممكنة، لكنها تتطلب ضمانات واضحة للحقوق والفرص للجميع". وكانت ألمانيا قد تعهدت يوم الإثنين الماضي، خلال مؤتمر المانحين في بروكسل، بتقديم 300 مليون يورو كمساعدات جديدة لسوريا، في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لدعم إعادة الإعمار.

سياق الزيارة

تعد هذه الزيارة الثانية لبيربوك إلى دمشق منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، حيث سبق أن زارت العاصمة في 3 يناير 2025 برفقة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو. وخلال تلك الزيارة، التقت الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث أعربت عن تفاؤل حذر، مشددة على ضرورة التزام الإدارة الجديدة بالاعتدال واحترام حقوق الأقليات، مع تأكيد استعداد أوروبا للتعاون إذا ما تم احترام هذه المبادئ. وتعكس زيارتها اليوم استمرار الاهتمام الأوروبي بتثبيت استقرار سوريا، وسط تحديات داخلية وإقليمية متزايدة.