تصعيد إسرائيلي في درعا: توغل بري في حوض اليرموك

شهدت محافظة درعا، فجر اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً خطيراً، حيث توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي سيراً على الأقدام في قرية جنوبي بلدة معرية بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وذلك بعد ساعات من قصف جوي مكثف أودى بحياة 22 شخصاً وأصاب آخرين.
وأفاد "تجمع أحرار حوران" الإخباري المحلي أن المجموعة العسكرية الإسرائيلية، التي رافقتها آليات ثقيلة، نفذت التوغل في إطار عملية عسكرية متزامنة مع الغارات الجوية التي ضربت مواقع متعددة في المحافظة.
ووفقاً لتفاصيل الحدث، بدأ التصعيد مساء الإثنين بشن الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على أهداف عسكرية ومدنية في درعا، حيث استهدفت غارتان حي مساكن الضاحية الملاصق للواء 132، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 19 آخرين، بينهم أطفال ومتطوعون من الدفاع المدني السوري.
وأوضح الدفاع المدني أن فرقه هرعت للاستجابة في الحي الذي يقطنه مدنيون، بعد أن طالته غارات استهدفت الثكنة العسكرية المجاورة. كما تعرض الفوج 175 في محيط مدينة إزرع لـ15 غارة جوية، إلى جانب ثلاث غارات على المساكن العسكرية وغارتين على اللواء 12، دون تسجيل أي تحركات عسكرية في المنطقة المستهدفة.
وأشار "تجمع أحرار حوران" إلى أن المواقع التي قصفت كانت خالية من أي نشاط عسكري حالي، مما يثير تساؤلات حول أهداف العملية الإسرائيلية. في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي أن غاراته استهدفت مقار قيادة ومواقع عسكرية تحتوي على وسائل قتالية وآليات في جنوب سوريا، مدعياً أنها تشكل تهديداً محتملاً لأمن إسرائيل. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية حول التوغل البري أو القصف، فيما يواصل الدفاع المدني جهوده لانتشال الضحايا وإسعاف المصابين وسط أنباء عن أضرار مادية كبيرة في الأحياء السكنية المستهدفة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق توترات متزايدة على الحدود السورية، حيث كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في المناطق الجنوبية خلال الأشهر الأخيرة، مبررة ذلك بمحاولاتها منع أي تهديدات محتملة. ومع استمرار الغارات والتوغل البري، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في درعا، التي تعاني أصلاً من تداعيات الحرب الممتدة منذ أكثر من عقد، مما يضع السكان المحليين أمام مخاطر متجددة تهدد حياتهم واستقرارهم.