سوريا والسعودية تبحثان التعاون في الاستثمار الزراعي واستخدام الطاقة البديلة

التقى وزير الزراعة السوري، محمد طه الأحمد، مساء الأربعاء 12 مارس 2025، وفدًا من شركة "أجيال للبترول والطاقة" السعودية في دمشق، لبحث سبل التعاون في مجال الاستثمار الزراعي وتطوير القطاع باستخدام الطاقة البديلة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن اللقاء ركز على تعزيز آفاق الشراكة بين الجانبين، بهدف إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية في سوريا، وتوفير تقنيات حديثة لحفر الآبار، وصيانة مشاريع الري، إلى جانب بناء مشاريع متكاملة تسهم في زيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل.
وأوضحت "سانا" أن المباحثات تناولت كيفية الاستفادة من الطاقة البديلة لدعم الإنتاج الزراعي، في ظل الجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة للنهوض بالقطاعات الحيوية بعد عقود من الإهمال والدمار تحت حكم النظام المخلوع. وأكد الوزير الأحمد، خلال اللقاء، أهمية الشراكة مع الشركات السعودية لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد السوري الذي يحتاج إلى دعم عاجل.
وتأتي هذه المبادرة في سياق سعي الحكومة الانتقالية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع المعين في 29 يناير 2025، لاستعادة استقرار البلاد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، حيث سيطرت فصائل سورية على دمشق وأنهت 61 عامًا من حكم "حزب البعث" و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد. ومنذ ذلك الحين، اتخذت الإدارة الجديدة قرارات جذرية، تشمل حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية السابقة والبرلمان، وإلغاء دستور النظام السابق، بهدف إعادة بناء الدولة على أسس جديدة.
ويُعد هذا اللقاء جزءًا من جهود دمشق لجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من دول الخليج، لتعويض الخسائر الهائلة التي تكبدتها البلاد خلال الحرب. وأعرب ممثلو الشركة السعودية عن اهتمامهم باستكشاف الفرص المتاحة في السوق السورية، مؤكدين أن تعاونًا كهذا قد يشكل نموذجًا لشراكات مستقبلية تدعم الاستدامة والتنمية في المنطقة.